د.إبراهيم عبد العليم حنفى

عشم حسن نصر الله

الخميس، 23 أبريل 2009 11:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كان عشم السيد حسن نصر الله كبيرا فى مصر، أن تسهل له مهمة تسريب الأسلحة للمقاومة الفلسطينية عبر الحدود بمحض العشم. ناسيا أن كلمة تهريب تعطى معنى واحدا كما تناسى الفرق بين ثقافة المقاومة وثقافة الدولة وليست كأى دولة إنها مصر.

فما دفعه هو غروره لما قام به عام 2006 تجاه إسرائيل, وقد جعل منه نفسه البطل المخلص التى يجب أن تفتح له المدن أبوابها وتستقبله استقبال الفاتحين. وتعاطفنا معه أثناء حربه مع إسرائيل لأننا شعب نحب المقاومة ونساندها بقوة، ولكنه بقوة العشم والغرور انتهك حرمة الأرض واستباح لنفسه حق نقل السلاح عبر أراض مصرية معترفا بذلك متهكما على النظام المصرى وهذا ما نرفضه جميعا, فهل كان متوقعا أن تفتح مصر ذراعيها لهذه الطريقة, وإذا لم تفعل تتهم بتغافلها عن مساعدة المقاومة الفلسطينية.

إن مصر مازالت تقدم للمقاومة كل ما فى طاقتها, ومازالت تتحمل عبء المصالحة بين الفصائل الفلسطينية وتصلح البيت من الداخل، لكن بالطرق المشروعة فى ضوء الشمس ليس فى ظلام الليل الدامس، فشرف المساعدة لا يتخفى وعلى عينك يا تاجر.

أما سياسة الضرب تحت الحزام والهجوم والسفسطة والتركيز على بلاغة الكلام فى لوى ذارع الكلمة وتقويضها تجاه طريقة معينة معتمدة على الكاريزما السياسية. فلا يجدى فى الأمر من شىء.

كان أشرف لنصر الله أن يشن حربا أخرى ليحرر شعب فلسطين بصفته حامى الأمة وقائدها والبطل المخلص كما يعتقد ويعتقد أتباعه, ساعتها نرفع له القبعة احتراما وتقديرا.
إن الإسلام علمنا آداب الاستئذان عند الدخول فى البيوت حتى لو كنا مضطرين للدخول لأمر هام (يأيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تسأنسوا وتسلموا على أهلها).

لم تكن الديار سداحا مداحا منتهكة يوما من الأيام. ولم تلفق مصر التهم للمقبوض عليهم ولم يكن فى مصلحتها التسترعلى هذا مطلقا لمصلحة إرضاء البيت الأبيض والسياسة الجديدة كما يزعم حسن نصر الله.

إن السيد حسن نصر الله خانه تقدير المواقف وجعل من لسانه صاوخا إلى عنان السماء مدعيا أى شىء، فهل مصر هى التى استقدمت هؤلاء من لبنان وسخرتهم لإحداث فرقعة كما يدعى أم هى عنترية زيد الذى يمتطى صهوة جواده يعلن الحرب ويعلن أنه يعلم بدروب الأشياء بدلا من الاعتذار راح يشكك فى النظام المصرى. ولم يدر أننا كشعب لم نرض عن هذا فنحن أبناء هذه الدار التى استبيحت.

ألم يدر لو أن إحدى القنابل المهربة قد انفجرت فى مصر بمحض الصدفة ماذا كان يدعى السيد حسن نصر الله؟ أكان يقول إن هدفنا نبيل وسام فى القتل. فمن بنى على خطأ فهو خطأ.
فمن الذى خرب بيروت بسبب حرب لا ناقة له فيها ولا جمل؟ ومن الذى أثار سعار إسرائيل بسبب حرب فشنك وكم عدد القتلى بين الطرفين ومن استولى على أرض الآخر. رغم ذلك وقفت مصر بجانب هذا معتبرة أن هذا نصر لأنه هز الشباك الإسرائيلية فوقفنا نزغرد لحزب الله وصنعنا سيرة لبطل الحرب ولا سيرة أبى زيد الهلالى وهللنا له ومسك الشاعر أبو ربابة ينشد أنشودة حزب الله الخالدة.

فقد اعتقد السيد حسن نصر الله أنه قام بحرب مثل حر ب أكتوبر المجيدة أو حرر الجولان مثلا. كما لم يدرك أن مصر دولة وليست حركة أو حزب، أن الشعب والنظام كتلة واحدة على أرض واحدة لا فرق فيها بين الحاكم والمحكوم ولم تتعدد فيها الطوائف ولعل هذا ما فوجئ به هو أن الشعب كله التف على أرض مصر والمؤيدين والمعارضين, فقد خاب ظنه وعشمه وكان عشم إبليس فى الجنة. فهذه هى مصر يا نصر الله.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة