هل تحولت مكاتب الفضائيات الإيرانية فى القاهرة إلى غطاء رسمى لخدمة أهداف الحرس الثورى؟

تنظيم «حزب الله» قام بتهريب مادة الـ«C4» شديدة التدمير لاستهداف السفن الحربية الأجنبية فى قناة السويس

الخميس، 23 أبريل 2009 10:54 م
تنظيم «حزب الله» قام بتهريب مادة الـ«C4» شديدة التدمير لاستهداف السفن الحربية الأجنبية فى قناة السويس حسن نصرالله
كتب بهاء الطويل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وسط زخم قضية تنظيم «حزب الله» انشغل الجميع بالهجوم على قياداته فى لبنان، وعلى إيران التى تدعمه، لكن لم يتوقف أحد أمام اعترافات خطيرة لقائد التنظيم سامى الشهاب أمام النيابة بأن أعضاء التنظيم كان لديهم أحزمة ناسفة ومواد شديدة الانفجار من بينها مادة الـC4 التى لديها القدرة على اختراق الدروع. السؤال هنا كيف حصلوا على هذا النوع من المواد الخطيرة؟ وما هو مصدرها؟

أخطر ما فى هذه القضية أن التنظيم كانت لديه كميات كبيرة من مادة الـ«سى. فور» C4 شديدة التدمير، هى عادة لا تستخدم إلا فى نطاق الجيوش أى أن من يمتلكها دول، ففى مصر لم يستخدم الإرهابيون مادة C4 فى كل عمليات العنف التى وقعت على أراضيها رغم أن التنظيمات الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة فى العراق وباكستان استخدمتها فى مهاجمة الدبابات الأمريكية.

التحقيقات التى تجريها نيابة أمن الدولة توقفت طويلا أمام هذه المتفجرات، وطريقة الحصول عليها، واستعان المحققون بخبراء فى المتفجرات لشرح الأهداف التى يمكن استخدام هذه المتفجرات فى استهدافها، فاللواء فؤاد علام وكيل مباحث جهاز أمن الدولة الأسبق يؤكد أن تنظيم «حزب الله» هو أول «تنظيم إرهابى يقبض عليه فى مصر ويضبط لديه تلك المادة، لذلك لا يستبعد أن تكون «إيران وراء تهريب تلك المادة الشديدة الخطورة إلى داخل مصر».

احتمالية أن تكون إيران وراء تهريب الـC4 إلى داخل مصر تؤكده حادثة قديمة.. ففى عام 1986 أحبط الأمن السعودى عملية تهريب للمخابرات الإيرانية لـ51 كيلوجراما من مادة C4، كانت بحوزة حجاج إيرانيين، وكان الهدف من تلك العملية استخدام تلك المادة فى تفجيرات داخل المملكة.

الواقعة التى ذكرناها تجعل ما قاله اللواء فؤاد علام احتمالا قائما، خاصة إذا ربطناه بما يقوله الخبير الكيميائى د. محمود صبرى، حيث أكد أن الـC4 لا يتم تصنيعها سوى فى المنشآت العسكرية، وأكد أن هذا يشير إلى أن حصول تنظيم «حزب الله» عليها كان من خلال «دولة أجنبية»، ويضيف صبرى «مادة C4 شديدة الانفجار، وانفجار عبوة منها يساوى 5 أضعاف انفجار نفس الكمية من مادة T.N.T». قوة التدمير الشديدة التى تتميز بها الـ C4، جعلت استخدامها الوحيد يتركز فى تفجير المدرعات العسكرية، فقد لعبت دورًا رئيسيًا فى أشهر العمليات الإرهابية التى شهدها العالم خلال السنوات الماضية، مثل تفجير المدمرة الأمريكية كول فى اليمن عام 2000، وتفجير أبراج الخبر فى السعودية عام 1996، الـ C4 تزيد القضية تعقيدًا، وتزيد تورط أعضاء التنظيم فى استهداف أمن مصر، خاصة إذا ما ربطناها بتحقيقات النيابة وما أعلنه النائب العام عبدالمجيد محمود عن تخطيط التنظيم لاستهداف السفن التى تعبر من قناة السويس واستئجارهم بعض العقارات المطلة على القناة لرصدها والتجهيز لعملياتهم. امتلاك تنظيم «حزب الله» لـ«سى. فور» لم يغنه عن اللجوء أيضا للمتفجرات الشائعة مثل الـ«تى. إن. تى» T.N.T والبارود، والمصادر المحتملة التى حصل أعضاء تنظيم «حزب الله» من خلالها على متفجرات من تلك النوعية، لها 3 مصادر رئيسية وهى مخلفات الحروب، ومصانع الألعاب النارية غير المرخصة، والمحاجر. فالقانون منح أصحاب المحاجر الحق فى الحصول على كميات من الديناميت -الذى يدخل فى تركيبه البارود- لاستخدامها فى تفجير الصخور، لكن بعض ضعاف النفوس يقومون ببيع كميات من الحصص المقررة لهم لمصانع البارود الأسود والألعاب النارية وهى المصدر الثانى لحصول الإرهابيين على المتفجرات، وتنتشر تلك المصانع والورش فى عدد من المناطق الشعبية مثل منشية ناصر التى شهدت منذ بضعة أشهر انهيار منزل بسكانه بعد انفجار ورشة ألعاب نارية أسفله.

أما مادة الـ«تى. إن. تى» فمصدرها الوحيد هو مخلفات الحروب الموجودة فى المحافظات الحدودية، أو غارقة فى البحر المتوسط.

هذا يقودنا إلى شىء واحد «الجهات الأمنية متهمة بالتقصير ولديها خلل فى فرض رقابتها على مصادر الحصول على المتفجرات» كما يقول النائب علاء عبدالمنعم عضو مجلس الشعب المستقل.

على الجانب الآخر بدأت الشكوك حول إذا ما كان لمكاتب الفضائيات الإيرانية فى مصر دور فيما يحدث أو لا، خاصة بعد اعتقال الأجهزة الأمنية ثلاثة من العاملين فى مكتب قناة «العالم» الإيرانية بتهمة عضويتهم فى خلية حزب الله، والمعروف أن نشاط القنوات الفضائية الإيرانية فى مصر يتم عبر قناتى «العالم» و«بريس تى فى»، قناة «العالم» حكومية تملكها إذاعة جمهورية إيران وتم تأسيسها عام 2003 أما «بريس تى فى» فتحظى بالاهتمام الشخصى للرئيس الإيرانى أحمدى نجاد الذى أسسها وشارك فى حفل افتتاحها.

ووجهت عدة دول أجنبية للقناتين تهمة خطيرة وهى «أن العاملين فى مكاتبها يمارسون أنشطة مخابراتية تحت غطاء عملهم كإعلاميين».

وجدى عبدالعزيز أحد مراسلى «بريس تى فى» قال إن التعامل مع الجهة الإيرانية كان يتم من خلال البريد الإلكترونى، مشيراً إلى أن الأوامر التى كانت تطلبها إدارة القناة الإيرانية من طاقمها فى مصر، هى التركيز على «تغطية الوضع السياسى فى مصر والأزمات التى تعيش فيها»، والتركيز على كل أشكال الاحتجاجات الشعبية والمظاهرات والاعتصامات، بالإضافة إلى رصد اجتماعات الزعماء وقادة الدول بالرئيس مبارك.

هذه المطالب ونوعية العمل والتقارير الصحفية المطلوبة «مثيرة للريبة، وتشير إلى أن هذه القنوات لها أهداف أخرى غير التغطيات الصحفية» والكلام للواء جمال مظلوم وهو بالإضافة لكونه خبيراً استراتيجياً فهو أيضاً ضابط مخابرات سابق شارك فى عمليات عديدة للكشف عن جواسيس لدول أجنبية داخل مصر، مظلوم أكد أن كل الدول تتبع هذا الأسلوب وهو «استغلال وجود مكاتب إعلامية لها فى أى دولة لممارسة نشاط مخابراتى والحصول على معلومات».

لمعلوماتك...
70 % من العمليات الإرهابية حول العالم تستخدم فيها المواد المتفجرة سواء عند استخدامها فى تصنيع قنابل بدائية أو غير قنابل جاهزة الصنع








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة