المفتى الاقتصادى لجماعة الإخوان يدعو الأغنياء لتخصيص أموال "حلوى المولد" إلى الفقراء والمجاهدين فى الدول الإسلامية.."شحاتة": مبررات شراء الحلوى لا سند لها من الدين والشرع وصناعتها ترهق ميزانية الدولة

السبت، 19 يناير 2013 03:13 م
 المفتى الاقتصادى لجماعة الإخوان يدعو الأغنياء لتخصيص أموال "حلوى المولد" إلى الفقراء والمجاهدين فى الدول الإسلامية.."شحاتة": مبررات شراء الحلوى لا سند لها من الدين والشرع وصناعتها ترهق ميزانية الدولة الدكتور حسين شحاتة "المفتى الاقتصادى للإخوان"
كتب محمد إسماعيل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قال الدكتور حسين شحاتة، الأستاذ بجامعة الأزهر والمعروف بـ"المفتى الاقتصادى للإخوان"، إن هناك مبررات لا سندَ لها من الدين أو الشرع، أو من حياة الصحابة ومن والاهم، يستند إليها البعض لتبرير عادة شراء الحلوى فى ذكرى ميلاد الرسول، ودعا فى دراسة شرعية إلى توفير ثمن حلوى المولد لتخصيصها للفقراء والأرامل والمجاهدين فى الدول الإسلامية.

وأضاف "شحاتة"، فى الدراسة التى نشرها موقع "إخوان أون لاين" الناطق باسم الجماعة، "لقد اعتاد المسلمون منذ العهد الفاطمى صُنع وشراء الحلوى ونحو ذلك فى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، ربما لا يدرى معظمهم ما هو القصد أو الغاية من ذلك، فأغلب الظن أنهم توارثوها جيلاً بعد جيل، ولئن سألتهم ليقولن وجدنا آباءنا كذلك يفعلون، ومنهم مَن يقول لإدخال الفرح والسرور على الأطفال".

وأكد "شحاتة" أن هذه العادة ليس لها علاقة بالتأسى بقيم وخلق وسلوك رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا يدخل فى نطاق الفرائض ولا الواجبات أو المندوبات أو المستحبات، ولكنها من العادات التى ليس لها دليل من الكتاب والسنة، مشددًا على أنه لا يوجد دليل قطعى الدلالة على أن صناعة وشراء الحلوى فى ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم حرام، لكنه أشار إلى أن الأولى توفير ثمنها لإطعام البائس الفقير، بحسب تعبيره.

وأكد "شحاتة" أنه لا يجوز شرعًا على المسلم أن يُنفق على الحاجيات قبل كفاية الضروريات، وكذلك لا يجوز له الإنفاق على التحسينات قبل كفاية الضروريات والحاجيات، وأضاف: "إن فعل يكون تصرفه غير رشيد ويأثم، كما لا يجوز له أن يستدين أو يتسول أو يقتر فى الضروريات والحاجيات من أجل التحسينات، وإن فعل يكون سفيهًا، ويدخل فى نطاق ما نهى الشرع عنه".

وناشد "شحاتة" الأغنياء الذين يشترون الحلوى أن ينفقوا ثمنها على شراء ضروريات الفقراء، معتبرا أن فى ذلك ثوابًا عظيمًا لهم، مؤكدًا أن عادة الحلوى فى ضوء الاقتصاد الإسلامى تعد توجيهًا لجزء من موارد الأمة الإسلامية الأساسية، وهى الدقيق والسمن والسكر، من صنع الضروريات والحاجيات للناس مثل الخبز وصنع الطعام، ونحو ذلك، إلى صناعة التحسينات التى لا تتعلق بالعبادة، ويمكن الاستغناء عنها فى ظل ظروف دولة مثل مصر، حيث تستورد أربعة أخماس رغيف العيش وتستورد الدقيق والسمن وكذلك السكر، مضيفًا: "ربما تقترض الدولة بالربا لكى توفر ذلك للناس، فهل يعتبر تصرفًا رشيدًا أن نهتم بالتحسينات وليس لدينا كفاية من الضروريات؟!".

وأوضح "شحاتة" أن تأثير صناعة الحلوى، ونحوه، على الضروريات والحاجيات يسبب إرهاقًا واضحًا على موازنة الدولة، وبالتالى على موازنة البيت، مؤكدًا أن هذه الصناعة لا تحقق التنمية الاقتصادية، ولا تمثل إضافةً إلى الاستثمارات لتشغيل العاطلين، وقال: "أضعف الإيمان أنها فى نظر الاقتصاد الإسلامى تصرف غير رشيد لموارد ضرورية للناس، والأولى توجيه ثمنها لإطعام البائس الفقير أو لعلاج المريض الفقير أو لكسوة العريان الفقير".

وطالب "شحاتة" ربة البيت المسلمة بالالتزام بالقواعد الشرعية عندما تدبر أمور منزلها، والتى تتضمن الاقتصاد فى النفقات وإطعام الفقير والمسكين وعلاج المريض الفقير وترتيب النفقات وفقًا لسلم الأولويات الإسلامية: -الضروريات فالحاجيات فالتحسينات- وتحريم الإنفاق المظهرى والترفى والتقليد الأعمى؛ لأن فى ذلك إرهاقًا لميزانية البيت، وأداء حقوق الغير فى المال مثل الزكاة وصدقة الفطر والصدقات التطوعية والكفايات.

ووجه "شحاتة" نداء للأغنياء قال فيه: "إن لكم أخوةً فى الله من الفقراء والمساكين والمرضى، وممن أثقلتهم الديون ولا يجدون ما ينفقون على الضروريات مثل رغيف الخبز والدواء والكساء والمأوى، فوفروا لهم ما يحتاجون ولا سيما أن الدولة عاجزة عن توفير الحياة الكريمة لهم؛ بسبب ما تمر به من أزمةٍ ماليةٍ طاحنة ناجمة من تراكمات الظلم الاجتماعى فى الحكم السابق"، وتابع: "تذكروا قول الرســول صلى الله عليه وسلم ليس منا من بات شبعان وجاره جائع وهو يعلم"، وقال أيضًا: "..... ومن كان معه فضل زاد فليعد به على من لا زاد له" (رواه مسلم).

وأضاف "شحاتة": "إن هناك يتامى لا يجدون ثمن الطعام والشراب والملبس أو نفقات المدرسة، ألا تحبون أن تدخلوا عليهم الفرح والبهجة والسرور، وإن لكم أخوة فى الدول الإسلامية يجاهدون فى سبيل الله، ألا تحبون أن تنالوا ثواب المجاهدين كما قال صلى الله عليه وسلم: مَن جهَّز غازيًا أو خلفه فى أهله بخير فقد غزا"، وتابع: "أليس من الأروع والأثوب أن تحولوا ما ينفق على شراء أو صناعة الحلوى وغيره إلى الفقراء والمساكين والأرامل واليتامى والمجاهدين فى سبيل الله، حتى يكون لكم ثواب عظيم، ويكون ذلك فى ميزان حسناتكم يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرًا".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة