رامى عطا صديق

نيل مصر يا رب باركه

الإثنين، 20 أبريل 2009 07:31 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحتفل الكنيسة، رجال دين وشعباً، فى هذه الأيام بعيد القيامة المجيد، وهو عيد تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وكذا كنائس المذاهب الأخرى، بكثير من مظاهر الابتهاج والفرح احتفالاً بقيامة السيد المسيح من بين الأموات، حسب الإيمان المسيحى.

ولعل من الأمور اللافتة للنظر، أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والتى يقترب عمرها من ألفى عام، تهتم بأن تعبر بصدق شديد فى الكثير من صلواتها وتعاليمها أنها كنيسة اجتماعية تؤمن بخدمة المجتمع والصلاة من أجله، وأنها كنيسة ترفض العزلة عن المجتمع وترفض تقوقع المسيحيين، بل إنها تحثهم دائماً على العمل البناء والتحلى بالقيم الإيجابية كمواطنين صالحين.

من ذلك أنه فى صلوات أسبوع الآلام، وهو الأسبوع الذى يسبق عيد القيامة المجيد وتعيشه الكنيسة فى نسك شديد وصلوات وتأملات روحية، تصلى الكنيسة صباحاً ومساءً، طلبات عديدة من أجل الكنيسة والمسيحيين فى كل المسكونة، إلى جانب طلبات أخرى خاصة من أجل الوطن، حيث يقول الكاهن الطلبة ويجاوبه الشعب من خلفه قائلين: "كيريى ليسون أى يا رب أرحم"، وهم يسجدون فى الصباح بعد كل طلبة، أما فى المساء فتقال الطلبات بدون سجود لأن الشعب يكون غير صائم.

من طلبات الصباح، يقول الأب الكاهن: "صلوا واطلبوا عن أهوية السماء وثمرات الأرض والأشجار والكروم وكل شجرة مثمرة فى المسكونة كلها، لكى يباركها المسيح إلهنا ويكملها بسلام، ويغفر لنا خطايانا".. "صلوا واطلبوا عن المساكين والفلاحين والضعفاء وكل نفس متضايقة بأى نوع لكى يتراءف الرب إلهنا عليهم وعلينا، ويغفر لنا خطايانا".. "صلوا واطلبوا عن صعود مياه الأنهار فى هذه السنة لكى يباركها المسيح إلهنا ويصعدها كمقدارها، ويفرح وجه الأرض بالنيل ويعولنا نحن البشر، ويعطى النجاة للإنسان والحيوان، ويرفع عن العالم الموت والغلاء والوباء والفناء وسيف الأعداء ويجعل الهدوء والسلام والطمأنينة فى الكنيسة المقدسة ويرفع شأن المسيحيين فى كل مكان وفى كل المسكونة إلى النفس الأخير، ويغفر لنا خطايانا".

وفى المساء تصلى الكنيسة، كهنة وشعباً أيضاً، طلبات عديدة منها: "يا الله تراءف على العالم بعين الرحمة والرأفة وبارك فى كيل غلاتهم ومخازنهم، وفى القليل الذى عندهم، أصعد مياه الأنهار كمقدارها، وهب اعتدالاً للأهوية، ونيل مصر باركه هذا العام وكل عام، وفرح وجه الأرض وعلنا نحن البشر، نسألك يا رب اسمعنا وارحمنا".. "أيها المسيح إلهنا، ارحم شعبك وخليفة رسلك وأعط بركة لثمار الأرض، وأبهج قلب الإنسان بكثرة الثمرات والبركات، نسألك يا رب اسمعنا وارحمنا".. "أنت هى سور خلاصنا يا والدة الإله الحصن المنيع غير المزعزع، نسألك مشورة المعاندين لنا أبطلى، وحزن عبيدك إلى فرح ردى، ولمدينتنا صونى وعن الملوك والرؤساء الأرثوذكسيين حاربى، وعن سلام العالم والكنائس اشفعى، نسألك يا رب اسمعنا وارحمنا".. "يا إله الرحمة والرأفة ورب كل عزاء، لا تسخط علينا ولا تؤاخذنا بسوء أعمالنا ولا كثرة خطايانا، ولا تغضب علينا ولا يدم غضبك إلى الأبد، أنصت يا إله يعقوب وانظر يا إله عوننا، وارفع عن العالم الموت والغلاء والوباء والفناء وسيف الأعداء والزلازل والأهوال وكل أمر مخيف، نسألك يا رب اسمعنا وارحمنا".

هكذا فإن هذه الصلوات وغيرها يصليها المسيحيون فى خشوع عظيم، راجين من الله أن يستجيب لهم وأن ينعم على العالم بالسلام كما تبين لنا.

زين الكلام
فى صيف 1938م انتهى عميد الأدب العربى الدكتور طه حسين، الأستاذ آنذاك بكلية الآداب جامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حالياً)، من وضع كتابه الشهير المعنون بـ "مستقبل الثقافة فى مصر"، قال فيه إن الأزهر الشريف والكنيسة القبطية من مظاهر المجد المصرى القديم، ويجب أن يكونا عنواناً للمجد المصرى الحديث.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة