محمود النواصره

أسد وثعلب وقرد

الأربعاء، 02 يناير 2013 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
زأر الأسد زأرة قوية فى غير موعدها، انتبه معها كل من فى الغابة، البروتوكول يقضى بأن تذهب إليه أولاً زوجته اللبؤة، انتفضت من مكانها وهرولت إليه مرتعدة فرائصها والخوف يعتلى وجهها تضرب أخماساً فى أسداس يا ترى ماذا هناك؟ لا بد أن حدث جلل قد ألم بالغابة، أدت له تحية الزوجات اليابانيات وراحت بصوت مرتعش تسأله
- فيه إيه يا ملك الغابة؟

- فضيحة كبيرة عملها أحد رعايانا
- إيه هى طمنى؟
- ح تعرفيها على الملأ

واستطرد الأسد عليك الآن استدعاء كبير كل نوع وأتباعه لاجتماع عاجل فى ديوانى.
ذهبت اللبؤة يملؤها القلق وأذاعت الإعلان وتجمع كبار الغابة وهم يهمسون يا ترى فيه إيه؟
ظهر الأسد مكفهر الوجه يبدو عليه الوجوم الشديد يتحرك بعصبية ليست من طبيعته والجميع أمامه فى انتظار المعرفة، تقدم الأسد خطوتين للأمام وقال:

هناك جريمة شنعاء ارتكبها أحد رعايانا لن تمر بسلام ونظر بحدة نحو الثعلب المكار، ارتجف الثعلب من تلك النظرة المخيفة ورفع أصبعه يطلب الكلمة فسمح له فقال: أريد الذهاب إلى الحمام أشعر بمغص شديد.

لم يوافق الأسد فجلس قرفصاء وبال على نفسه من شدة الخوف، بدأ الأسد فى الكلام: أنتم أيها العشيرة تعرفون بأننا طردنا القرود من غابتنا منذ زمن بعيد فهم ليسوا من جنسنا، ولا من دمنا ولا من عشيرتنا، وقررنا أن الغابة تخلو من القرود تماما وفعلاً رحلوا بعيداً عنا مستوطنين فى جبلاية القرود القريبة منا، والتى كانت مقراً للطيور الوديعة، بعد أن استولوا عليها واحتلوها ثم طردوا أهلها، توقف الأسد عن الكلام برهة ثم قال بصوت جهورى هل تعلمون ذلك؟

رد الجميع فى صوت واحد نعرف ذلك أيها الملك.

ضرب الأسد بيده على الأرض ثم قال: إن الثعلب المكار يجرى من ورائنا مفاوضات لإعادة القردة إلى الغابة وتوطينهم فى أماكنهم السابقة فهل ترضون بذلك؟

حدث هرج ومرج وصاحوا جميعاً نرفض، نرفض، لا بد من العقاب.
اتنصب الأسد فى زهو وفخر وما هو العقاب؟

انبرى النمر بخطوات واثقة وقال سيدى الملك دعه لىّ أفترسه وأقرقش عظمه، تلاه الفيل فقال: دعنى أعتصره بزلومتى حتى يموت.

جال الأسد بعينه إلى الحشد الموجود فوجد الحمار الوحشى فوجه إليه الكلام يسأله: وما رأيك أنت أيها الحمار فى عقاب الثعلب الخائن؟ فكر الحمار برهة ثم قال نوقد له ناراً ثم تلقيه فيها فيموت حرقاً، هنا ضحك الأسد ضحكة عالية ثم قال: أصبت، أصبت أيها الحمار الوحشى.

أمر الأسد بإيقاد النيران وأُلقى الثعلب المكار فيها وهو يصرخ حرمت خلاص مش ح أعمل كدة تانى، ولكن هيهات هيهات ومات الثعلب المكار جراء جريمته الشنعاء والحشد يضحكون.

"أستودعكم الله الذى لا تضيع ودائعه"

* عضو اتحاد الكتاب.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة