الدرس انتهى لموا الكراريس

الثلاثاء، 14 أبريل 2009 08:57 م
الدرس انتهى لموا الكراريس
كتب محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء



فى تمام الساعة التاسعة وعشرين دقيقة من صباح الأربعاء الثامن من إبريل 1970 استيقظ أهالى قرية "الحسينية" بمحافظة الشرقية على ضجيج قذائف وغارات الصهاينة على مدرسة "بحر البقر الابتدائية" التى سويت بالأرض خلال لحظات.

المدرسة من دور واحد بها ثلاثة فصول تلاميذها لا يتعدوا المائة والخمسين، أعمارهم من ستة إلى عشر سنوات، هم أطفال فى عمر الزهور، لم يعرفوا حقدا ولا ظلما ولا غرورا، استشهد منهم ثلاثون وأصيب خمسون، بجروح بالغة خلفت فيهم إعاقة عاشت مع من عاش منهم طول العمر، سالت دماؤهم الطاهرة على كراريسهم وأقلامهم فى اللحظة التى كانوا يستعدون فيها لحصتهم الثانية ودون أن يدروا وفجأة سقط سقف المدرسة عليهم ولم يكملوا درسهم.

تلك قصة مجزرة ارتكبها العدو الإسرائيلى منذ 39 عاما، مرت ذكراها الأسبوع الماضى.. ذكرى أليمة لكن للأسف مرت على الجميع مرور الكرام، وكأن تاريخ المجازر الإسرائيلية ضد الشعب المصرى تم محوه بأستيكة لم تترك له أثراً.. 39 عاماً مرت على مجزرة بحر البقر التى لم يتذكرها سوى الآباء الذين فقدوا أبناءهم الأبرياء، والأطفال الذين أصبحوا بمرور الزمن رجالاً لكن رجولتهم هذه لم تستطع الصمود كثيراً أمام هذا اليوم، فقلوبهم مازالت تنبض حزناً على رفقائهم الذين اغتالهم الغدر الإسرائيلى، وعيونهم مازالت تزرف الدموع على أصدقاء ضاعوا فى لمح البصر..

الحسينية كانت قرية والآن أصبحت مدينة كبيرة، لكنها تظل شاهدة على تاريخ يأبى النسيان.. وكيف ننساه وهو يتكرر أمام أعيننا بشكل يومى، فما أشبه الليلة بالبارحة.. فسجل هذا المعتدى الغاصب حافل بالدماء وليتها دماء شرف جيش لجيش ورجل لرجل بل إنها دماء أبرياء ليس لديهم دروع ولا سلاح، كدماء الشعب الفلسطينى فى الأرض الفلسطينية المحتلة فى دير ياسين وبلد الشيح وسوق حيفا وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا والمسجد الأقصى وقانا والحرم الإبراهيمى، وآخرها مذبحة غزة التى لم تفرق بين أطفال اختبأوا فى مدارسهم فطالتهم الدانات.. ورجال حاولوا رد هذا العدوان.

تمر الأعوام سريعا عاما تلو العام، ولكن المآسى محفورة فى ذاكرتنا لا يمحها الدهر أبدا فلن ننسى دماءكم الطاهرة حتى بعد آلاف السنين طالما العدو مازال فى الجوار وطالما العدو مازال يحتل أرض الأبطال. وستظل هذه المجزرة فى ذاكرتى وذاكرة كل الشعب العربى، كلما قرأت تلك الكلمات الرائعة لصلاح جاهين:
الدرس انتهى لموا الكراريس.
بالدم اللى على ورقهم سال.
فى قصر الأمم المتحدة.
مسابقة لرسوم الأطفال.

إيه رأيك فى البقع الحمرا.
يا ضمير العالم يا عزيزى.
دى لطفلة مصرية سمرا.
كانت من أشطر تلاميذى.
دمها راسم زهرة.
راسم راية ثورة.
راسم وجه مؤامرة.
راسم خلق جبارة.
راسم نار.
راسم عار.
ع الصهيونية والاستعمار.
والدنيا اللى عليهم صابرة.
وساكتة على فعل الأباليس.
الدرس انتهى.
لموا الكراريس.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة