م. على درويش يكتب: سماسرة الثقافة

الثلاثاء، 25 ديسمبر 2012 05:04 م
م. على درويش يكتب: سماسرة الثقافة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أقلبُ فى الجرائد كل يوم وأحلم أن تجلل بالسوادِ حدادا على سماسرةَ الثقافة الغربية والدِّيمقراطيةِ المطاطة، هؤلاء الذين ينْتَشِرُونَ كَالسُّلِّ فى رئة الشمس النقية وكَسُعَالِ العاطلين عن العمل، يدقون طبول الحرب فى الصباح، فإذا أغمدت الشمس سيفها وأقبل المساء، خرجوا من أنقاض شرايين الشهداء إلى شاشات الفضائيات يمتطون صهوة الكلام فى نشوة سكر لا ثورة فكر، مطالبين بالقصاص الذى طالما حاربوه بمفهومه الشرعى - ولقد كان الاستعمار القديم يستعين بقواته العسكرية الغازية لقهر الشعوب المستعمرة، ولم يعد الاستعمار الآن فى حاجة إلى ذلك بعد نجاحه فى اختيار عملائه وصنائعه من النخبات الوطنية التى أشربت فى قلوبها ثقافة الاستعمار، وتربَّت على يديه، ونشأت فى كنفه ورعايته، ولقد بذل أعداء الإسلام القناطير المقنطرة من التلبيس والدجل السياسى "ولعبت ألاعيب صُوِّر فيها هؤلاء الذين يقدمون دولهم للافتراس فى صورة (الأبطال) المحررين الذين هبطوا من السماء لإنقاذ بلادهم من الرجعية والتخلف، وهم فى الحقيقة يهدفون لقتل الحركات الإسلامية فى بلادهم باسم محاربة الرجعية".

وقد لعب الإعلام الدور الأكبر فى تضليل الجماهير فى كل مواجهة كانت تحدث بين الحركات الإسلامية وهذه الأنظمة المستبدة وإيهام الجماهير بأن هذه الحركات التى تسعى لتحكيم الشريعة بأنها طلاب سلطة وخارجين على الشرعية، وبالتالى لابد من ذبحها والتخلص منها، ولزاما على الحركات الإسلامية فى هذا التوقيت الفاصل أن تدرك هدفها وتتوحد عليه وتتجرد من أجله لتتحقق الغاية وهى "عودة ديار الإسلام للإسلام،لا لشخص بعينه، وللحكم الإسلامى،لا لأى حكم.. ومن ثم ينتفى عن الأمة شبهة الدافع الحزبى أو الشخصى.. وتصير القضية خالصة للإسلام"، وبذلك نسترد قيمنا وأصالتنا وهويتنا التى افتقدناها طويلا فى ظل أنظمة كانت تنحى الإسلام عن الحياة، وترضى بالتبعية الذليلة لأعدائنا.. فى صورة الرضا بمكاننا من السلم الحضارى ضمن النظام الدولى، ورحلة العودة بالتأكيد هى رحلة طويلة وشاقة تبدأ بإسقاط اللافتات الكاذبة وكشف الأقنعة الزائفة وفضح المعوقين الذين يظنون أن بإمكانهم تعطيل السنن الربانية التى لا تخذل أبدا من ترسَّم خطاها ليتحقق قول الله عز وجل "إِنَّ الأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة