محمود النواصره

وخاب ظنى

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 11:38 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أتابع بكثب بالغ تلك الأحداث على الساحة المصرية، إلى أن بلغت مدى لا أحب ولا يحب كل مصرى أن تصل إليه، وهو مدى الدماء.. فدماء المسلم على المسلم حرام، بل دماء المصرى على المصرى حرام أيضاً.. لأننا لسنا فى حرب نتصارع فيها على قطعة من الوطن أو حتى الوصول إلى سدة الحكم.. لنعترف جميعاً أن جماعة الإخوان المسلمين هى الجماعة الحاكمة الآن سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة.. ورغم أننى لم أنتخب الرئيس محمد مرسى.. لكن قلت لنفسى ربما يكون فى ذلك خير، اعتقاداً منى أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة منظمة ومدربة وبها جميع الكوادر الرئاسية وغير الرئاسية وهى الجماعة الوحيدة، التى لها رئيس ثم نائب رئيس ثم أمين عام.. ثم شعب الجماعة.. أى أنها هيكل دولة مصغرة يعنى بالفرض المنطقى تكون الجماعة أفضل الموجود على الساحة.. أقنعت نفسى بهذا المنطق.. ارتاح ضميرى وقلت فى نفسى على بركة الله سر بنا أيها الرئيس..

وبعد مرور أكثر من خمسة شهور خاب ظنى وطار من عقلى كل شىء تجاه هذه الجماعة واتضح لىّ بما لا يدع مجالاً للشك أن داخلها خاو على عروشه وأن فكرة الانتقام هى المسيطرة على أذهانهم.. وأخذوا يتكلمون أكثر مما يفعلون "لعن الله قوماً كثر فيهم الكلام وقل فيهم العمل".. فالقرارات الصادرة من مؤسسة الرئاسة، والتى ليست بعيدة عن جماعة الإخوان.. جميعها قرارات متسرعة وغير مدروسة.. وسوف أتعرض هنا لأهم هذه القرارات، وهو الإعلان الدستورى بتاريخ 21 نوفمبر 2.. 12م الذى أثار الفتنة وبسببه سالت الدماء.. ويحيرنى سؤال يكاد يمزق عقلى.. ما الذى استفاده الرئيس من إصداره؟ وهل الفائدة منه أكثر نفعاً من تبعات هذا الإعلان؟ أكاد أن أجزم بل إن مؤسسة الرئاسة بأكملها تجزم أن تبعات هذا الإعلان أكثر سوءاً، ولو عرفوا التوابع ما أقدموا عليه.. وتلاحظ هنا عزيزى القارئ أننى أتكلم بصفة الجمع لا الفرد لأننى على يقين أن جماعة الإخوان لهم دور كبير فى إصدار هذا الإعلان الدستورى المقيت، الذى فرق الشعب شيعاً شيعاً والخوف أن يطيح بالأخضر واليابس وكانت النتائج غير المرضية للشعب وللرئيس محمد مرسى على سواء، ووقعنا فى حيص بيص" كيف نخرج من هذه الأزمة الطاحنة التى وصلت إلى إراقة الدماء الزكية، حتى لو جميع الذين ماتوا من الإخوان المسلمين أو ينتمون إليها.. فذلك عار لكل مصرى أن يقتل الأخ أخاه؟ ولم يكن هناك رجل رشيد أو عقل واع يدلى بدلوه وينصح النصيحة المخلصة.. فليس الأمر فى حاجة إلى عناد أو تكبر والرجوع للحق فضيلة والحق أحق أن يتبع.. وانتظرت وانتظر معى غالبية الشعب أن يتراجع الرئيس عن إعلانه الدستورى الصادر يوم 21 نوفمبر 2.. 12م ولكنه لم يفعل، وإنما صدر إعلان آخر فى 8 ديسمبر التفاف على الإعلان الدستورى الأول، غير كاف وغير مقنع وغير مرضى لجماهير الشعب العريضة.. فتوالت التصريحات من كل جبهة تدعو إلى مليونية أو مليونيتين، وهذا معناه مزيد من الدماء سوف تراق وبداية الدخول إلى حرب أهلية سيكتوى بنارها كل بيت.. وأصرخ هنا بعلو صوتى لكل التيارات الإسلامية، والتيارات الليبرالية والمدنية.. أناشدكم العقل والتعقل هذا ليس جهادًا فى سبيل الله كما تزعم الجماعة.. الطرف الآخر من المسلمين الحاملين لكتاب الله أو حتى المسيحيين، وهم أخوة وجزء من نسيج هذا الوطن..

سيدى الرئيس.. بيدك الحل، أستحلفك بالله أن تحقن الدماء وأن تلغى كل الإعلانات الدستورية، وأن تؤجل الاستفتاء على الدستور.. فليست الخمسة عشر يوماً المحددة فى الإعلان الدستورى الصادر فى 3.. مارس قرآناً ولا بحديث نبوى إنها وضع بشر وأنت البشر الأكبر فى هذا البلد.. المؤيدون لسيادتك يطالبون بالاحتكام إلى الصندوق، وهم على ثقة كبيرة بأن نتيجة الاستفتاء ستكون بنعم.. وأنا أقول إن الأمر ليس مؤكداً، وإن كنت أميل إلى تصديقهم لأنهم التيار الذى يستطيع حشد مؤيديهم فى أى وقت.. ولنفترض أن نتيجة الصندوق.... .. "نعم".. ستظل فئة من الشعب يطعنون فيه لأنه دستور غير توافقى لم يمثل جميع أطياف الشعب، ولن تستطيع أن تمنع المظاهرات ولن تستقر البلاد.. صدقنى أيها الرئيس أنك لو كنت تراجعت مع أول بادرة لصدى هذا الإعلان لكنت كسبت الطرفين وحملك الشعب فوق الرؤوس فالجماعة لن تخسرك لأنك منهم وسيبلعون لك الزلط ولن يسقطوك مهما فعلت والمعارضون سينحنون إجلالاً لك وإكبارا.. الرئيس يجب عليه أن يستقطب معارضيه أولاً وليس مؤيديه.. هذه قاعدة أساسية لأى رئيس منتخب لماذا تجاهلت ذلك؟ البطانة ليست على مستوى الحدث.. الحكومة ضعيفة يجب تغييرها.. أنك القائد أنك ربان السفينة.. لماذا انتظرت يا سيدى حتى ارتفع سقف المطالب؟!

"واستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه"








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 4

عدد الردود 0

بواسطة:

المهندس

حسن الظن مالاسلام

عدد الردود 0

بواسطة:

محمود عيسي

للتعليق 1

عدد الردود 0

بواسطة:

أ.د. طارق حسن المتولي

"واستودعكم الله الذى لاتضيع ودائعه"

عدد الردود 0

بواسطة:

رامي جورج

لابد من اخذ الاذن اولا

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة