محللون صينيون: صراع النخبة يضع مصر والشرق الأوسط أمام مستقبل غامض

الثلاثاء، 11 ديسمبر 2012 10:56 ص
محللون صينيون: صراع النخبة يضع مصر والشرق الأوسط أمام مستقبل غامض صورة أرشيفية
بكين (أ ش أ)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أعرب محللون سياسيون صينيون عن اعتقادهم بأن الصراع المحتدم والاحتقان بين النخبة السياسية فى مصر، بشأن تداعيات الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى يوم السبت الماضى والدعوة لإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور يوم 15 ديسمبر الجارى، يضع هذا البلد العربى الواقع فى الشرق الأوسط أمام مستقبل غامض ربما قد يؤثر، إلى حد ما، على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

وذكر المحللون الصينيون، فى عدد من المقالات التحليلية بالصحف الصينية الصادرة اليوم الثلاثاء، أن التطورات الأخيرة فى مصر جاءت نتيجة طبيعية "لإستراتيجية محددة" يتبعها الرئيس محمد مرسى، ولحالة الشد والجذب بين السلطة والمعارضة التى تترقب أية غلطة يرتكبها الرئيس لتحقيق مكاسب سياسية قبل أن ينقشع غبار الاضطراب السياسى، لاسيما وأن قوى المعارضة فى مصر يبدو أنها لا ترضى بسقوط "ثمار الثورة" فى أيدى القوى السياسية الإسلامية، فى وقت لم تنحصر الخلافات بين السلطة والمعارضة فقط، حيث دخلت جهات أخرى على خط الأزمة السياسية ومن بينها القضاء.

ومن جانبه، قال لى شاو شيان الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية المعاصرة فى الصين، إن "توسيع الصلاحيات وإجراء الاستفتاء على مشروع الدستور والإعلان الدستورى الجديد، ما هى إلا خطوات متتالية ضمن إستراتيجية الرئيس مرسى التى تهدف فى نهاية المطاف إلى التحكم فى عملية صياغة الدستور".

وأضاف شاو، أن "الرئيس مرسى أصدر الإعلان الدستورى فى 21 نوفمبر الماضى، والذى حصل بموجبه على صلاحيات واسعة تحصن قراراته من أى مراجعة قضائية، بهدف أخذ زمام المبادرة لتعجيل وتيرة صياغة الدستور والسيطرة على عملية الصياغة، خشية أن تحل المحكمة الدستورية العليا الجمعية التأسيسية لوضع الدستور، وبالتالى يصبح اكتمال عملية الصياغة بعيد المنال وخارج السيطرة، فضلا عن أن إلغاء الإعلان الدستورى فى حد ذاته لن يلحق أى ضرر بحكومة الرئيس مرسى".

وأشار لى شاو شيان الخبير فى شئون الشرق الأوسط بمعهد الدراسات الدولية المعاصرة فى الصين، إلى أن "الرئيس محمد مرسى لبى بالفعل بعض مطالب المعارضة حين ألغى الإعلان الدستورى الصادر فى 21 نوفمبر الماضى، وألقى الكرة فى ملعب المعارضة التى إذا واصلت رفضها للاستفتاء على مشروع الدستور، وهو ما قد يترك أثرا لدى البعض بأنها تعرقل عملية صياغة الدستور الجديد والإصلاح الاجتماعى بدافع مصالحها الخاصة".

وقال الخبير الصينى: "إن مرسى مستعد على الأرجح لسيناريوهين أحدهما يتمثل فى تمرير الإعلان الدستورى الجديد فى الاستفتاء، والآخر يتعلق برفض مشروع الدستور الجديد، إذ ستسير عملية صياغة الدستور على كل حال وفقا لطريق رسمه مرسى، وبما أن هناك كثيرا من المؤيدين لمرسى وجماعة الإخوان المسلمين فى مصر، يعد تمرير مشروع الدستور أمرا مرجحا، غير أنه إذا تم تمرير المشروع بالفعل، فقد تشهد مصر احتجاجات واضطرابات مستمرة" .

ومن جانبه، حذر الخبير لى وى جيان، رئيس مركز دراسات غرب آسيا أفريقيا بمعهد الدراسات الدولية بمدينة شانغهاى الصينية، من أن الاستفتاء قد يؤدى إلى انقسام عميق بين مختلف فئات المجتمع المصرى، وأنه "فى حال إجراء الاستفتاء فى موعده، فقد يشارك فيه أنصار الرئيس محمد مرسى فقط، وربما لا تعترف المعارضة بالنتائج".

ولفت الخبير الصينى لى وى جيان رئيس مركز دراسات غرب آسيا أفريقيا بمعهد الدراسات الدولية بمدينة شانغهاى الصينية إلى أن "تأثير الأزمة السياسية الجارية فى مصر على المنطقة يتركز على جانبين، أحدهما يتمثل فى الصراع الإسرائيلى - الفلسطينى، حيث من المعروف أن وساطة مصر الأخيرة بين الطرفين أسهمت بصورة مباشرة فى إنجاح التوصل إلى هدنة بين الإسرائيليين والفلسطينيين خلال النزاع العسكرى الأخير فى غزة، لكن هذا التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين ما يزال قائما لاسيما بعد أن ارتقت مكانة فلسطين وأصبحت دولة مراقبة فى الأمم المتحدة، وهو أمر رفضته إسرائيل بشدة".

وأضاف جيان أن "إزالة التوتر بين الإسرائيليين والفلسطينيين تحتاج إلى تدخل دولى إيجابى بسبب تفاوت القوة بين الجانبين"، موضحا أن بإمكان مصر التأثير على فلسطين فى إطار أى تدخلات دولية، ومن المرجح أن تتأثر محادثات السلام بين إسرائيل وفلسطين إذا انشغلت مصر بشئونها الخاصة وسط غياب الاستقرار فى الداخل.

وأوضح الخبير الصينى أن "الصراع السياسى الجارى فى مصر حاليا قد يؤدى لتغيير الغرب من نظرته بعدما اعتبر مصر نموذجا ناجحا لحركات "الربيع العربى"، عندما تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك طواعية عن السلطة، ولم تحدث فى مصر اضطرابات أو حرب كالتى شهدتها ليبيا، على سبيل المثال .

وبدوره، رأى المحلل ين قانغ، الباحث فى معهد دراسة شئون غرب آسيا وشمال أفريقيا بالأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، أن "هناك علامات إيجابية على أن بعض القضاة فى مصر قد يحتفظون بضبط النفس ويتعاونون فى الاستفتاء على مشروع الدستور، وإذا تحول تركيز القضاء بشكل عام صوب الاستفتاء والدستور فى حد ذاته، فقد يقع الوضع تحت السيطرة إذا التزم الجيش الحيدة وتمسكت الشرطة بضبط النفس، لكن إذا واصل المعارضون استهداف الرئيس محمد مرسى سياسيا، فلن يقبل الأخير ذلك بكل تأكيد".

وأعربت خه ون بينغ، مديرة قسم الدراسات الأفريقية فى الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية، عن عدم تفاؤلها إزاء الوضع فى مصر مستقبلا، وقالت إن "المواجهة الخطيرة بين الإسلاميين والليبراليين لا يمكن تسويتها على الأمد القصير، وربما تستمر الاضطرابات لمدة طويلة".










مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 2

عدد الردود 0

بواسطة:

عصام عبد الرحمن

مشاكلنا .... بالصيني كمان

افرحي بانخبة العار .... مشاكلنا عدت الحار

عدد الردود 0

بواسطة:

محمدابوسنة

احنا محتاجين مترجمون صينيون

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة