السياحة تدفع ثمن المعارك السياسية.. 30 % نسبة إلغاء حجوزات الإيطاليين عقب أحداث الاتحادية.. و17 % نسب إشغال فنادق القاهرة الكبرى.. و"وزارة السياحة" لم تتلق حتى الآن أى طلبات لإقامة حفلات رأس السنة

أجمع خبراء السياحة على الأضرار الكبيرة، التى أصابت القطاع من جراء الاضطرابات التى شهدتها البلاد مؤخرا، وخاصة الأحداث الدامية التى وقعت بمحيط الاتحادية، وأكدوا أنهم يتلقون العزاء فى قاطرة الاقتصاد، بعد أن أصابها العطب، وقال المهندس أحمد بلبع رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، إن هناك حالة من التوتر والقلق تسيطر على أرجاء الفنادق والشركات السياحية، بعد قيام عدد من منظمى الرحلات بإلغاء الحجوزات السياحية من العديد من الأسواق الرئيسية المصدرة للسياحة، مثل أسواق إيطاليا وألمانيا وإنجلترا وروسيا، بسبب تداعيات أحداث الاتحادية والتحرير ومحمد محمود، مشدداً على أن هذه التداعيات سوف تؤثر بالسلب على الحركة السياحية المتوقعة خلال فترة احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة.

قال بلبع فى تصريحات لـ"اليوم السابع" إن القطاع السياحى أصيب بحالة من الاكتئاب بعد تصدر مشاهد القتل والعنف بمحيط الاتحادية على شاشات وسائل الإعلام، والجميع يرى تقاتل المصريين مع بعضهم، وكأنها أشبه بالحرب الأهلية، داعيا رئيس الجمهورية بإلغاء الإعلان الدستورى، وتأجيل الاستفتاء على الدستور لحين الوصول إلى اتفاق على المواد الدستورية المختلف عليها، حقنا للدماء وللحفاظ على سلامة المصريين وأمانهم.


أضاف بلبع، أن نسب الإشغال فى فنادق ومنتجعات شرم الشيخ تتراوح ما بين 40: 50 %، ومن المتوقع أن تنخفض خلال الأيام القادمة فى حالة استمرار الاشتباكات بين المويدين والمعارضين لقرارات رئيس الجمهورية.
وكشف محمد عبد الجبار المستشار السياحى بإيطاليا، عن قيام منظمى الرحلات الإيطاليين اليوم السبت، بإلغاء 30 % من الحجوزات السياحية الوافدة لمصر خلال فترة الكريسماس، على خلفية تداعيات أحداث الاتحادية، متوقعا ان تزداد النسبة خلال الأيام المقبلة، خاصة فى ظل ما أصدرته وزارة الخارجية الإيطالية بتحذير رعاياها بتجنب زيارة المناطق المشتعلة فى مصر.
أكد عبد الجبار أن وسائل الإعلام الإيطالية تتابع الموقف فى مصر أول بأول، وتنقل ما يحدث بالاتحادية، مما يثير مخاوف السياح ويبعدهم عن زيارة مصر فى الفترة الحالية، معلقا بالرغم من أن هذه الأحداث تقتصر فقط على محيط الاتحادية، إلا أنها تؤثر على كافة المناطق السياحية فى مصر.
بينما أكد عادل زكى عضو مجلس إدارة غرفة الشركات السياحية، ورئيس لجنة السياحة الخارجية بالغرفة، أن أحداث الاتحادية عصفت بأمال وطموحات القطاع السياحى، فى عبور الأزمة والعودة إلى الاستقرار، متوقعا أن الأحداث ستعصف بالسياحة الوافدة لـ6 أشهر قادمة، موضحا أنه تم إلغاء حجوزات شهر فبراير 2013، منذ أحداث التحرير على خلفية الاعتراض على صدور الإعلان الدستورى.

وأكد زكى أن هذه الأحداث تلقى بتداعياتها على القطاع لفترة نتيجة مخاوف السياح والدول المصدرة للسياحة من عدم استقرار الأوضاع، وتصاعد العنف فى الشارع مرة أخرى، موضحا أن منتجعات جنوب سيناء والبحر الأحمر، كانت تعد الأقل تأثرا بالأحداث الجارية، لأن هذه المدن لم تشهد أى أحداث عنف منذ قيام الثورة، إلا أنها بدأت تتأثر بالأحداث الجارية بالقاهرة.

مشيرا إلى توقف السياحة الثقافية فى كل من القاهرة والأقصر وأسوان، الأكثر تأثرا لارتباط رحلات الأقصر وأسوان بالقاهرة، وأن حجم الخسائر المتوقعة لم يتبين بعد.
قال أسامة العشرى رئيس قطاع الفنادق والقرى السياحية بالوزارة، إن القطاع لم يتلق حتى الآن أى طلبات لإقامة حفلات رأس السنة، مما يعكس تراجع حركة السياحة الوافدة إلى مصر، بسبب التوتر السياسى الذى تعيشه البلاد، خاصة بعد أحداث الاتحادية.
وأكد العشرى أن نسب الإشغال بالفنادق جنوب سيناء بلغت 61 % ، بينما وصلت لـ71 % فى فنادق ومنتجعات السياحية بالبحر الأحمر، وتراجعت إلى 17 % بفنادق القاهرة، وسجلت 20% فى فنادق الأقصر وأسوان، مشيرا إلى أن العديد من أصحاب الفنادق تلقوا طلبات بإلغاء الحجوزات من مختلف الأسواق المصدرة للسياحة.