اليونسكو تدرج "التغرودة" فى قائمة التراث الثقافى غير المادى

الخميس، 06 ديسمبر 2012 07:57 م
اليونسكو تدرج "التغرودة" فى قائمة التراث الثقافى غير المادى اليونسكو
كتب بلال رمضان

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونيسكو" "التغرودة" كتراث إنسانى حى فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية، وذلك خلال اجتماعها الأخير الذى عقد (اليوم الخميس 6 ديسمبر ) بمقر المنظمة فى باريس.

وقال الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان، رئيس هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، إن دولة الإمارات قد تمكنت من تحقيق نجاح كبير فى مجال صون عناصر التراث الثقافى غير المادى، مؤكداً أنّ الحفاظ على التراث كإرث للأجيال القادمة يمثل أساساً مهماً لهوية شعب دولة الإمارات العربية المتحدة، جنباً إلى جنب مع استراتيجيات التطوّر الحضارى والانفتاح الثقافى، وهو النهج الذى سار عليه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

جاء إدراج منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "التغرودة" كتراث إنسانى حى فى القائمة التمثيلية للتراث الثقافى غير المادى للبشرية خلال الاجتماع الدولى للجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافى غير المادى للبشرية الذى يُعقد حالياً فى مقر اليونسكو بباريس خلال الفترة من 3-7 ديسمبر 2012 بمشاركة وفود 146 دولة عضو فى اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى.

وأكد أنّ إدراج "التغرودة" فى قائمة اليونسكو من شأنه أن يسهم فى تعزيز استمرارية هذه الفنون التراثية الأصيلة، وتسليط الضوء على التراث الثقافى لدولة الإمارات، وتشجيع التنوع الثقافى والإبداع البشرى والحوار بين الحضارات.

وذكرت إيرينا بوكوفا، مدير عام اليونسكو، أنه "يحق لكل دولة يتم تسجيل تراثها فى اليونسكو أن تفخر بذلك، فمن شأن ذلك أن يدعم من هوية مواطنى الدولة، فالتراث غير المادى هو فخر الدول والمجتمعات والجماعات، وهو الذى يسهم فى خلق الاحترام والتفاهم والسلام بين الشعوب، ويساعدها على تحقيق التنمية المستدامة. فالصون لا يعنى تجميد التراث، وإنما يعنى نقل المعارف والمهارات والمعانى والقيم من جيل لآخر وهذا هو الذى تركز عليه اتفاقية اليونسكو للعام 2003. لذا فإن التسجيل هو الخطوة الأولى التى ينبغى أن تتبعها خطوات جادة للحفاظ على هذا التراث، وهنا تبرز مسئولية الدولة وهيئاتها المتخصصة".

وكانت سكرتارية اليونسكو والدول المشاركة قد أشادت بجهود دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وصفتها بأنها من أكثر الدول التزاماً بالحفاظ على تراثها وبتطبيق اتفاقية صون التراث الثقافى غير المادى، وبخاصة فى مجال تطوير القدرات من حيث عقد الدورات التدريبية والمؤتمرات والملتقيات العالمية والإقليمية، فضلاً عن دور هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة فى ترجمة ونشر مطبوعات اليونسكو مما يضع دولة الإمارات فى مصاف الدول الرائدة فى هذا المجال.

واعتبر مبارك حمد المهيرى، مدير عام هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة، أنّ نجاح دولة الإمارات فى تسجيل "التغرودة" فى قائمة التراث المعنوى للبشرية يمثل نجاحا كبيرا ودليلا على كفاءة الملفات العلمية التى قدمتها الدولة بالتعاون مع سلطنة عُمان الشقيقة، وحرصهما على الترويج للتراث الخليجى العريق، مع الإشارة لمدى صعوبة معايير الترشح والإدراج التى تعتمدها لجنة الخبراء فى المنظمة الدولية.

وأكد أنّه ما من شك أن لإدراج التغرودة على القائمة التمثيلية لليونسكو تأثيراً إيجابياً فى انتشار هذه الفنون التراثية الأصيلة، وزيادة مستوى الوعى بأهمية التراث الثقافى غير المادى على المستويات الأهلية والرسمية، ويشكل متابعة لإنجازات أبوظبى والإمارات فى تسجيل كل من "الصقارة" و"السدو" فى قائمة اليونسكو.

كما أنّ من شأن ذلك أن يسهم فى توفير فرص استمرار التغرودة وبقائها كلون تراثى أصيل وتعزيز مكانتها فى قائمة فنون الأداء واستمرار ممارستها من قبل الأجيال الحالية والقادمة فى مجتمع الإمارات وسلطنة عمان.

وأشار المهيرى إلى المشاركة الفعالة للعديد من المؤسسات والجمعيات الأهلية فى الدولتين بشكل فعال فى الترويج لهذه الفنون المميزة كشكل من أشكال فنون الأداء والفنون الشفاهية، وفى إكساب فكرة ترشيحه لدى اليونسكو دعماً مجتمعياً كبيراً.

واعتبر المدير العام للهيئة أنّ الاعتراف الدولى بالتغرودة سيسهم فى تعريف شعوب العالم بهذا التراث العريق، وفى تدعيم الجذور الثقافية التى تربط دولة الإمارات العربية المتحدة بسلطنة عُمان من جهة، وبدول العالم الأخرى، خاصة أنّ هذه الفنون تشكل جزءا ًمن من تراث الجماعة، بما تمثله لها من دلالات تاريخية وقيم ثقافية وعادات اجتماعية.

وأكد د.ناصر على الحميرى مدير إدارة التراث المعنوى فى هيئة أبوظبى للسياحة والثقافة ومنسق ملفى الصقارة والتغرودة، أنّ إدراج هذه العناصر التراثية لدى اليونسكو سيسهم فى تعزيز الترابط بين أبناء المجتمع، وتدعيم الجذور الثقافية لهم، كما يشكل حافزاً قوياً للجمعيات التراثية لتقديم عروض التغرودة فى المناسبات الاجتماعية والوطنية والمسابقات الشعرية، لاسيما تلك التى تعقد أثناء مهرجانات التراث السنوية أو سباق الهجن، علاوة على أهمية هذا الإدراج فى تطوير هذا اللون الشعرى بحيث يتناول موضوعات مجتمعية معاصرة. وبالفعل فقد تم دمج بعض قصائد التغرودة الشعرية مع بعض عناصر التراث الثقافى غير المادى الأخرى، مثل فن العيالة.

يذكر أن اللجنة الدولية الحكومية لصون التراث الثقافى غير المادى للبشرية فى اليونسكو تجتمع كل عام، لتقييم العناصر المرشحة، ولتقرر فى مسألة إدراج الممارسات والتعابير الثقافية من التراث غير المادى المقترحة من قبل الدول الأطراف فى اتفاقية عام 2003، وذلك فى قوائم اليونسكو المختلفة. وتعتبر قائمة التراث العالمى غير المادى، الذى يحتاج إلى صون عاجل أهم هذه القوائم، لأنها تتكون من عناصر التراث غير المادى التى تعتبرها الجماعات المعنية والدول الأطراف بأنها بحاجة إلى تدابير طارئة للصون حتى يبقى إيصالها إلى الأجيال اللاحقة أمرا ممكنا. كذلك يسهم الإدراج على هذه القائمة فى حشد التعاون والدعم الدوليين اللذين يتيحان للدول الأطراف المعنية القيام بتدابير الصون الملائمة. وقد أدرجت لجنة الصون العاجل حتى اليوم 27 عنصرا من 15 دولة فى القائمة، فى حين تتكون القائمة التمثيلية للتراث الثقافى العالمى للإنسانية من 232 عنصرا وتعبيرا من 86 بلداً تمثل دليلا على تنوع التراث غير المادى.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة