عالم "ألف ليلة وليلة وشهرزاد" بمعهد العالم العربى بباريس

الثلاثاء، 04 ديسمبر 2012 01:12 م
عالم "ألف ليلة وليلة وشهرزاد" بمعهد العالم العربى بباريس صورة أرشيفية
كتبت سارة عبد المحسن

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ينظم معهد العالم العربى بباريس معرضا يضم مجموعة نادرة من مخطوطات ومقتنيات "ألف ليلة وليلة"، والذى يستمر حتى نهاية أبريل المقبل 2013.

وحسبما ذكرت فرانس 24 أن أهم ما يقدمه المعرض هو المخطوطات النادرة لألف ليلة وليلة وترجماتها إلى عدة لغات عبر العصور، والتى تم جمعها من مختلف البلدان والقارات من إيران ومصر وسوريا ولبنان، وهى ملك المجموعات الخاصة من "متحف فيكتوريا وألبرت بلندن" و"مؤسسة سميتوسيان" بواشنطن مرورا بمتحف العلوم الإتنية بأوزاكا فى اليابان، وأطلقت ترجمة أنطوان غالاند للفرنسية، وكانت الأولى، فى بداية القرن الثامن عشر سلسلة ترجمات أوروبية وكانت بداية شغف كبير بـ"الكتاب الذى لا ينتهى"، فألهم كبار المؤلفين من إدغار ألن بو وتووفيل غوتييه ونيقولا دافيديسكو وجول فيرن الذى أراد لها "ألف ليلة وليلتين".

يتيح المعرض الفرصة للاطلاع على جوانب واسعة من تأثير حكايات شهرزاد على العالم الأوروبى، وإن كانت ترجمة غالاند قد قللت من مكانة شهرزاد وغيرت تركيبة النصوص وبعض المقاطع خاصة الإباحية منها ليلائم مجتمعه المحافظ نوعا ما فى ذلك العهد، فى حين عمدت بعض الترجمات الإنجليزية على غرار بورتون على عكسه إلى المبالغة فى بعض المشاهد الإباحية ومنها التى تتناول المثلية الجنسية.

وكما يقول عبد الفتاح كيلوتو التى كُتبت إحدى مقولاته على حيطان المعرض "ماذا بقى لنقوله بعد؟ حكايات وحكايات. فإذا كان ألف كتاب يقف وراء الليالى فإن الليالى أفرزت ألف كتاب".

الجدير بالذكر أن أول مخطوطة تعود أقدم وأول مخطوطة لألف ليلة وليلة إلى القرن التاسع ويمكن مشاهدة بعض وريقاتها فى المعرض إضافة إلى مخطوطة القرن الخامس عشر الذى اعتمدها غالاد فى ترجمته ومخطوطة "البولاق" نسبة على أحد أحياء القاهرة، والذى تعد من أهم المراجع فى هذا المجال، لكن لا أثر للأصول الهندية والفارسية للحكايات التى تشهد عليها الأسماء على غرار "دنيزاد" وشاه زمان" ، وعرفت فى الهند خرافات تتخذ من الحيوانات شخصيات لأحداثها ليعتبر منها الحكام.

وهناك المعرض يوجد فضاء للاستماع إلى الحكاية، كإرادة لاستعادة العادات فى رواية القصص فى الوسط العائلى أو فى المقهى عبر "الحكواتى" أو خلال سهرات شعرية، ويزخر المعرض بالصور الفوتوغرافية واللوحات الزيتية من مشاهد الحريم والمساجد والأسواق والمقاهى والأشياء – حلى، أبواب، أوانى أكل وشرب، ومصابيح، كتشخيص للنشاط التجارى والدينى فى المدن العربية التى كانت مسرحا لألف ليلة وليلة من بغداد والقاهرة ودمشق.. كما خصص قسم عن الحرب الحاضرة فى الحكايات التى كثيرا ما تقطع فيها الرؤوس فنجد أسلحة قديمة وأزياء الفرسان، من المقولات التى رسمت على الجدران، استوقفتنا واحدة للفرنسى ميشال بوتور "كل كاتب هو شهرزاد لأن فى داخله تهديدا بالموت"، ثم عرضت عوالم البحار والرحلات الخارقة أو المخيفة عبر الخرائط والصور، كما استحضرت أجواء القصور عبر موائدها العامرة والآلات الموسيقية والأروقة والمفروشات الفاخرة والسجاد والنسيج فى قصور هارون الرشيد وغرف بدور، فالحب يهيمن على ألف ليلة وليلة وهو الموضوع الذى ألهم العديد من الفنون الغربية والشرقية فيعرض فيلم "ألف ليلة وليلة" للإيطالى بازولينى وآخر للمصرى توغو مزراحى... ويجد الزائر أزياء المسرح ورسوم موضة، ومن أبرز الأعمال التى ألهمتها شهرزاد كوريغرافيا للراقص الشهير نيجينسكى على موسيقى ريمسكى كورساكوف.

كما تعرض مئات القطع الأثرية من مخطوطات وتحف ومنحوتات ولوحات فى محاولة لدخول عالم ألف ليلة وليلة الذى ظل عالقا فى نوع من الفولكلور المستشرق، فرغم ألق المجوهرات الباهرة لم يخف عن البعض أن معهد العالم العربى الذى يحتفل بمرور 25 سنة على تأسيسه، والذى يتخبط فى أزمة مالية فادحة صار أشبه بحجارة الخراب كما قالت صحيفة لوموند الخميس.

فى النهاية سيخرج الزائر فى نهاية المعرض وفى أذنيه حنين لأغنية "ألف ليلة وليلة" لأم كلثوم والعطش لمعرض ليلة "تملك الدنيا وما فيها واللى تفتح لك كنوز الدنيا دية".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة