هل تسهم زيارة نتانياهو للقاهرة فى إنهاء "حالة ليبرمان" بين القاهرة وتل أبيب؟

الثلاثاء، 07 أبريل 2009 02:20 م
هل تسهم زيارة نتانياهو للقاهرة فى إنهاء "حالة ليبرمان" بين القاهرة وتل أبيب؟ مبارك يستقبل نتانياهو فى زيارة سابقة للقاهرة – صورة أرشيفية
كتب حاتم عطية ومحمود محيي

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تأتى الدعوة التى وجهها الرئيس مبارك لرئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو، لزيارة مصر لتخفف أجواء التوتر التى خيمت الأسابيع الماضية على علاقات القاهرة - تل أبيب، بسبب إعراب الخارجية المصرية عن مخاوفها من تولى شخصية متطرفة مثل أفيجادور ليبرمان منصب وزير الخارجية، وبعدما فشل نتانياهو فى طمأنة الإدارة المصرية من أن اختياره لليبرمان لن يؤثر على مستقبل العلاقات بين البلدين، ظهر سؤال طرح نفسه بقوة، هل سيتغير موقف القاهرة تجاه تطرف وهمجية ليبرمان وحكومة اليمين الإسرائيلى بعد تلك الزيارة لنتانياهو وعرض فيها حسن النوايا؟

وكانت إذاعة صوت إسرائيل وموقع ديبكا الإخبارى ذكرا أن نتانياهو قرر إجراء زيارة ودية إلى مصر الشهر الجارى للقاء الرئيس مبارك بهدف تخفيف حدة التراشق الإعلامى وتدهور العلاقات الدبلوماسية بين البلدين الناتج عن اعتراض مصر على تطرف ليبرمان، وعلى هجومه وتطاوله على مصر، وعلى الرئيس مبارك، مع الإشارة إلى أن نتانياهو سيعمل خلال لقائه المرتقب مع مبارك على إنهاء حالة تدهور علاقات البلدين التى هددت مؤخراً بمقاطعة مصر لاحتفال ذكرى مرور 30 عاماً على توقيع اتفاقية كامب ديفيد بينهما.

الدكتور محمد عبد السلام رئيس برنامج الدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية أكد أنه لو تمت هذه الزيارة، وقام رئيس الوزراء الإسرائيلى اليمينى المتشدد بنيامين نتانياهو بزيارة إلى القاهرة، فعليه أن يضع تفاهمات لتصريحات وزير خارجيته أفيجادور ليبرمان السابقة فى حق مصر وقيادتها، وأن يضع التزامات للحد من هذه التصريحات حتى لا تحدث مرة أخرى.

ويشير عبد السلام إلى أن التقليد المتبع لأى رئيس وزراء إسرائيلى منتخب أن تكون مصر هى أول زيارات له خارج إسرائيل، وذلك لوجود علاقات استراتيجية بينهما واتفاقية سلام موقعة بين الطرفين، وأضاف أن مصر ليس لديها أى مانع من استقبال نتانياهو للقاهرة إذا كانت لديه النية فى إبداء حسن نيته تجاه مصر، وفتح صفحة جديدة فى العلاقات معها واستكمال العملية السلمية فى المنطقة.

فى نفس السياق، أوضح السفير محمد بسيونى سفير مصر السابق لدى إسرائيل ورئيس لجنة الشئون الخارجية بمجلس الشورى، أنه لا شك أن رئيس وزراء إسرائيل المنتخب هو اختيار الشعب الإسرائيلى، وبالتالى كونه يميناً أو وسطاً أو يساراً ليس الأمر الهام الذى يجب أن يشغل حيز تفكيرنا، بل إنه هل سيواصل المسيرة السلمية مع الفلسطينيين ومع المنطقة كلها، وهل لديه الرغبة فى إتمام عملية السلام، فإذا كان كذلك ويريد أن يأتى لإبراز نوع من الجدية فمرحباً به.

ولكن د.عماد جاد رئيس تحرير دورية "مختارات إسرائيلية"، قال "لابد أن يكون هناك موقف مصرى واضح تجاه تلك الحكومة الإسرائيلية الجديدة ورئيس وزرائها قبل استقباله بالقاهرة لأن على نتانياهو أن يضع خطوطاً محددة لحكومته، وهى أن يعلن قبوله بحل الدولتين ويوافق على قيام دولة فلسطينية قابلة للحياة بجانب إسرائيل، ويقوم بالموافقة على خريطة الطريق وتفاهمات أنابوليس، وإن لم يلتزم بذلك، فيتوقع جاد أنه لن يتم الترحيب به فى القاهرة، وشكك جاد فى تلك الزيارة المرتقبة أو المتوقعة، لأن تلك الزيارة ستحسب عليه فى أوساط اليمين الذى ينتمى إليه وهو على رأسه".

ما ذكره جاد يتوافق مع الموقف الرسمى للإدارة المصرية حتى الآن، فعلى الرغم من محاولة ليبرمان الأسبوع الماضى إصلاح علاقته المتوترة مع مصر من خلال تصريحاته الناعمة تجاهها فى الكنيست الإسرائيلى، التى قال فيها "إنه يرغب فى رؤية مصر ولقاء وزير خارجيتها لأن مصر دولة ذات أهمية كبيرة فى العالم العربى، وتحافظ على الاستقرار الإقليمى للمنطقة"، إلا أن القاهرة لا تزال متحفظة وتواصل انتقادها وهجومها على مواقف ليبرمان المتطرفة، وظهر هذا خلال تأكيد وزير الخارجية أحمد أبو الغيط اعتزامه عدم مصافحته لليبرمان، هذا بجانب وصف الخارجية المصرية لتصريحات ليبرمان التى هدد فيها بعدم استكمال مفاوضات السلام مع الفلسطينيين بأنها "مؤسفة وتمثل انتكاسة لجهود السلام".









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة