قال الدكتور أحمد مجاهد، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بأنه سوف يبحث خلال اجتماع مجلس إدارة الهيئة الذى سيعقده اليوم، الأربعاء، شراء حقوق الملكية الفكرية لإعادة طباعة أعمال المفكر الكبير الراحل ميلاد حنا، والذى رحل عن عالمنا، بالأمس، عن عمر يناهز الثامنة والثمانين، بعد أزمة صحية ألمت به.
وقال أحمد مجاهد فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع" إن إعادة طبع أعمال ميلاد حنا ضرورة ملحة فى الظروف الحالية التى تعيشها مصر، داعيًا وزير التربية والتعليم أن يكون كتاب "الأعمدة السبعة لفهم الشخصية المصرية" ضمن أحد المقررات على الطلاب لما له من أهمية قصوى حول طبيعة الشعب المصرى، والذى يؤكد أن مصر لن تقوم أو تتقدم إلا بالحوار المجتمعى بين كافة أطياف الشعب، لا بتيار واحد بعينه.
وأشار "مجاهد" إلى أنه سوف يبحث إمكانية إقامة مجموعة من الندوات الثقافية حول "ميلاد حنا" فى ذكرى الأربعين، بعد أن تهدأ الأوضاع السياسية فى مصر فلا صوت يعلو على صوت التحرير بعد الأزمة.
يذكر أن الدكتور ميلاد حنا ولد فى القاهرة عام 1924، وحصل على بكالوريوس الهندسة المدنية جامعة القاهرة عام 1945، ونال درجة الدكتوراه فى هندسة الإنشاءات من جامعة سانت أندرو فى اسكتلندا عام 1950، وعُيِّنَ معيدا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية (1945-1947)، ثم عمل مساعد مدير أعمال مصلحة الطرق والكبارى والمشرف على إنشاء كوبرى سوهاج أخميم على النيل (1951-1953)، ومدرسا وأستاذا مساعدا وأستاذ الإنشاءات بكلية الهندسة بجامعة عين شمس، وأخيرا أستاذا متفرغا بهندسة عين شمس عام 1984.
وكان الدكتور حنا عضوا فى عدد من بعض الهيئات العلمية والثقافية، منها الجمعية الدولية لمهندسى الكبارى والإنشاءات بزيوريخ فى سويسرا والجمعية الدولية لمهندسى المنشآت القشرية بمدريد فى أسبانيا ومعهد الخرسانة بنيويورك فى أمريكا والمجلس الأعلى للثقافة فى مصر.
وعمل أيضا رئيسا للجنة الإسكان بمجلس الشعب (1984-1987) وعضوا للمجلس الأعلى للثقافة ورئيسا للجنة الثقافة العلمية بالمجلس، كما كان كاتبا متفرغا بجريدة الأهرام.
وللفقيد عدد من المؤلفات العلمية، منها "أريد مسكنا" و"نعم أقباط لكن مصريون"، و"دراسات وأوراق عمل حول قضايا الإسكان فى مصر" صادر عن مجلس الشعب عام 1985، و"ذكريات سبتمبرية" و"الأعمدة السبعة للشخصية المصرية" و"حاجة الإنسان العربى للإسكان" و"صراع الحضارات والبديل الإنسانى" و"ساسة ورهبان وراء القضبان" و"قبول الآخر".
ونال الراحل مجموعة من الجوائز الدولية، منها جائزة فخر مصر من جمعية المراسلين والصحفيين الأجانب بمصر عام 1998، ووسام "النجم القطبى الذى لا يخبو" بدرجة كوماندوز من ملك السويد عام 1998، وجائزة سيمون بوليفار الدولية من اليونسكو عام 1998، وجائزة الدولة التقديرية فى العلوم الاجتماعية من المجلس الأعلى للثقافة عام 1999.
وارتبط "حنا" بالشأن السودانى وأبدى اهتماما دائما بقضايا النيل ومشكلاته ومسألة الأمن المائى، كما أعطى اهتماما كبيرا لقضية الوحدة الوطنية والاندماج الإنسانى العريق بين المسلمين والأقباط فى مصر، وتأزمت العلاقة بينه وبين الكنيسة فى عهد البابا الراحل شنودة الثالث فى بعض الأوقات نتيجة آرائه فيما يتعلق بقضية الزواج الثانى للأقباط.
