وائل السمرى يكتب: إنى خلعتك يا مرسى.. لم تكن لتجرؤ على هذا الإعلان لولا تأييد أمريكا لك اليوم.. وقراراتك نكسة للثورة وخيانة للقسم وانتصار للفلول الذين كانوا يتحججون باستبداد الإخوان تمريراً لاستبدادهم

الخميس، 22 نوفمبر 2012 11:35 م
وائل السمرى يكتب: إنى خلعتك يا مرسى.. لم تكن لتجرؤ على هذا الإعلان لولا تأييد أمريكا لك اليوم.. وقراراتك نكسة للثورة وخيانة للقسم وانتصار للفلول الذين كانوا يتحججون باستبداد الإخوان تمريراً لاستبدادهم وائل السمرى
وائل السمرى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يصعب على الواحد فى هذه اللحظات أن يمسك قلماً، أن يزعج غضبه بنقرات الكيبورد، لكن لأن الفاجعة أكبر من أن نصبر عليها فأجدنى مضطراً إلى إجبار نفسى على تسطير هذه الأحرف فى هذه الأوقات المريرة.

أولا وقبل كل شىء فإننى أتشرف بأن أكون أول مصرى يخلع الرئيس محمد مرسى وليفعل ما يفعل هو وجماعته، وليطلقوا ما يطلقوا من قذائف الشتائم المعتادة أو ليصلتوا ما يحشدونه من مليشيات مسلحة على، فأنا أعتبر تلك القرارات الديكتاتورية التى سطرتها بقلمك اليوم ووقعت عليها بأصابعك إعلان وفاة للدولة المصرية وليس للثورة فحسب، فمصر التى وقفنا أمام المدرعات لاستعادتها يوما ما أراها اليوم تدهس تحت قدمك، وقد أرجعتها آلاف السنين حيث يقبع فرعون فى قصره ليقول للناس أنا ربكم الأعلى.

اليوم أعلنت يا من كنت رئيسا انتصار الفلول فى معركتهم ضد الثورة، وأكدت ما كانوا يتحججون به تمريرا لاستبدادهم، فهم كانوا يقولون "نحن أو الإخوان" ويصورون الديمقراطية التى تأتى بكم باعتبارها دبابة تدهس المصريين، ويقولون أنه حتى لو كان مبارك ظالما فإن لظلمه آخر وسقف لا يخترقه، أما أنتم فلا سقف لديكم ولا اعتبار إلا لمصلحتكم الخاصة والتى لا تنظر لمصلحة مصر، وجاءت تلك القرارات التى تشبه العلقم المطعم ببعض العسل لتؤكد أن مصر معكم ليست فى أمان معك، أنك تسير وحدك إلى ترسيخ حكمك المطلق، وأنك ترتفع بنفسك إلى مصاف الإله، وأنك ستسير إلى الهاوية وتريد أن تأخذنا معك، وأنك تحطم بهذا الإعلان شرعية الاستفتاء على التعديلات الدستورية وشرعية الانتخابات التى أتت بك.

لا تحسب أنك ستضحك على واحد مثلى بإقالة النائب العام الذى تعرف ما تسبب فيه من مهازل، ولا تظن أنك بقرارات إعادة المحاكمات الخاصة بالثورة ستغمض أعيننا، وأنك بتخصيص معاشات للمصابين والشهداء سترشينا أو ستجعلنا نبلع علقمك القميء، فأنت تعرف تمام المعرفة أن النائب العام لم يحقق فى أغلب قضايا الثورة وأنك لم تأتى لأحد بحقه لأنه فى عهدك تم التعتيم على حق شهداء ماسبيرو وأن نفس من كان يعينهم المجلس العسكرى قضاة تحقيق تعينهم أنت، وأتحداك أن تعلن الآن عن مصير قضية التمويل الأجنبى، أو قضية قتل شهداء ماسبيرو أو قضية تمويل السلفيين التى أثبتها قضاة التحقيق، كما أتحداك أن تقول لنا لماذا أفرجت عن تجار الأسلحة الثقيلة وقتلة المدنيين الذى أدينوا باعترافاتهم وأتحداك أن تبرر إفراجك عن الجواسيس الأجانب الذى اتهموا بالتجسس على المنشآت العسكرية وحمل أجهزة اتصال بجوار الثكنات، وهذا كله يدل على أنك لا تضع شيئا فى اعتبارك إلا مصلحتك الغامضة.

أنى أخلعك يا من كنت رئيسا لأنك لم تف بوعد واحد مما قطعته على نفسك قبل الانتخابات، وبدلا من أن تعيد تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور كما وعدت حصنتها اليوم بإعلانك الديكتاتورى هذا، وبدلا من أن تحترم القانون الذى أتى بك دمرته، وبدلا من أن تحترم الاستفتاء الذى حدد صلاحياتك تطاولت عليه، وبدلا من أن تحترم الشعب الذى انتخبك أعلنت وصايتك عليه،وبدلا من أن تحترم القضاة الذين أشرفوا على الانتخابات الرئاسية التى أتت بك نكلت بهم، ولو كانوا فاسدين لكنت فاسدا ولما حق لك أن ترأسنا، ولو كان صالحين لكنت صالحا ولما حق لك أن تنكل بهم وأن تضع قوانينهم وأحكامهم فى سلة المهملات، فلا معنى لتخصين قراراتك منذ يوم توليت وحتى الآن سوى أنك تريد أن تتجبر، وقد أخبرتنا التجربة أنك لا تراعى مصلحة أحد إلا جماعتك، كما تعلمنا من التجربة أيضا أنك لم تكن لتخطو تلك الخطوة لولا رضا أمريكا عنك وعن جماعتك كما أعلن أوباما اليوم تماماً كما استأذنتهم سابقاً فى عزل القاتل طنطاوى، وكما تغزلت فيك هيلارى كلينتون اليوم، ولو كنت صادقا حقا فى إعادة محاكمة قتلة المتظاهرين فحاكم نفسك على قتل الشهيد الحى محمد جابر.

استأمنت فخنت الأمانة، ووعدك فأخلفت، وأقسمت فحنثت، ومن لا عهد لنا عليه لا عهد له علينا.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة