حمّى البحث عن الآثار تهدد بيوت الفقراء.. "مصطفى" يشعر بالرعب من سقوط سقف البيت على أطفاله.. التصدعات منعت "شافية" من إتمام زفاف ابنها.. وعاطف يعترف: جميع سكان "عرب الحصن" بالمطرية ينقّبون عن الآثار

الخميس، 22 نوفمبر 2012 11:13 ص
حمّى البحث عن الآثار تهدد بيوت الفقراء.. "مصطفى" يشعر بالرعب من سقوط سقف البيت على أطفاله.. التصدعات منعت "شافية" من إتمام زفاف ابنها.. وعاطف يعترف: جميع سكان "عرب الحصن" بالمطرية ينقّبون عن الآثار تنقيب عن الآثار _ صورة أرشيفية
تحقيق - صفاء عاشور

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"محمود" يؤكد تصدع عدد كبير من مبانى حى اللبان بالإسكندرية بسبب ولع التجار بالحفر تحت المنازل القديمة

أهالى كرداسة يرددون أسطورة الملكة الفرعونية "ناهى" التى وضعت كنوزها فى باطن أرض مسجد "الأربعين"

شيخ ملتح، طاعن فى السن، يرتدى ملابس فضفاضة، وخاتم بفص كبير، يزور أحد الأحياء للمرة الأولى، بصحبة رجلين أو ثلاثة، يدخل أحد مساكن الحى القديمة، يتلو تعويذته، ثم يشير إلى موضع ما، يتبعه بدء الحفر فيه بحثا عن الآثار المدفونة فى باطن الأرض يلى ذلك ظهور تشققات، وتصدعات بحوائط المنزل، والبيوت القريبة منه، وقد ينهار على رؤوس سكانه.

قصة تتكرر فى العديد من الأحياء، التى يكثر بها الحفر فى الأدوار الأرضية، بحثا عن خبيئة أثرية، توصل صاحبها إلى الثراء السريع، وتبدل حاله تماما وتتفاقم الظاهرة فى ظل غياب الدولة، ممثلة فى مسؤولى الأحياء، ورجال الشرطة من جانب، والذين كثيرا ما يتجاهلون استغاثات المواطنين، ومن جانب آخر، نجد أن المجلس الأعلى للآثار، يتغافل عن حماية المناطق الأثرية، ووضعها تحت الإشراف المباشر للدولة.

"اليوم السابع" تجولت فى ثلاث محافظات، وخمسة أحياء، تتعرض منازلها للضرر والانهيار، بسبب هوس بحث سكانها عن الآثار، وهى كرداسة بالهرم، وعزبة عرب الحصن بالمطرية، ومنطقة الصف بالجيزة، وحيى اللبان، والجمرك بالإسكندرية.

كنوز الملكة ناهى فى كرداسة

انهيار أحد العقارات فى كرداسة، بسبب البحث عن الآثار، حادثة تتكرر، وتعانى عشرات البيوت من التصدع، والشقوق، وخاصة بالمنازل المجاورة لجامع سيدى الأربعين.. منذ عدة أيام، تصدع منزل من طابقين يجاور الجامع، بسبب البحث عن الآثار فى الطابق الأرضى، من قبل عدد من الغرباء، أو "الصعايدة"، كما يؤكد سكان المنطقة، الذين استأجروه العام الماضى، بعدها بدأ السكان فى سماع صوت الحفر، الذى كان يبدأ بشكل يومى، منتصف الليل، وحتى الساعات الأولى من الفجر.

أحدث الحفر المستمر أسفل العقار تشققات عميقة فى المنازل الثلاثة المحيطة به، وباتت آيلة للسقوط، حتى أن الأرض تهتز أسفل ساكنيها، وتتطاير الأتربة من الحيطان، أثناء صعود السكان وهبوطهم عبر سلالم البيت.

محمد عاشور أحد سكان المنازل المتضررة من الحفر روى أن الأزمة بدأت بعد مجىء عائلة من الصعيد، تطلب تأجير الدور الأرضى فى البيت المجاور، وكان يصاحبهم شيخ بملابس فضفاضة، يلبس خاتما كبيرا، بعدها بدأ السكون الذى يتخلله صوت حفر، وكان الجميع يلاحظون خروج ودخول المعدات، من وإلى المنزل، لكن أحدا لم يقدم بلاغا للشرطة، لأن أمر الحفر عادى فى المنطقة، وبدأ يظهر عدد من التصدعات والشروخ فى المنازل المجاورة، كان ذلك منذ شهرين تقريبا، بعدها قرر الأهالى اللجوء للشرطة، التى ألقت القبض على الغرباء مرتين، وتركتهم بعد ذلك، إلا أن ذلك لم يردعهم عن استكمال الحفر.

بدت المنازل بشارع الأربعين متأثرة بشدة من أفعال الحفر، كما أكد أحمد المتولى، الذى يملك بيتا من دورين معرضا للانهيار فى أى لحظة، وقد نصحهم مندوبون من الحى بضرورة إخلاء البيوت، لكن السكان الفقراء لا يجدون بديلا آخر، ويفضلون الموت تحت أنقاض بيوتهم، بدلا من اللجوء للشارع.

يضيف أنه أحضر عددا من عروق الخشب، ليسند بها أبواب البيت وأركانه، ولولا ذلك لانهار الدور الثانى، مشيرا إلى ضرورة ضبط المسؤولين عن الحفر، الذين فروا، بمجرد انهيار البيت.

وقالت شافية عبدالرازق إن تصدعات البيت منعت ابنها من إتمام زفافه، ونقل "عفشه"، خوفا من تعرض البيت للانهيار فى أى لحظة، وضياع فرحته وعروسه، وأضافت أن حالات الحفر أسفل المنازل تتكرر بالشارع، لكن هناك فرقا بين الغرباء وسكان الحى، فالغريب يحفر إلى عمق كبير، غير عابئ بسلامة البيت، بينما يراعى صاحب البيت الحفاظ على سلامته وسلامة عائلته.

وقال مصطفى أحمد إنه هرب وعائلته من مساكن بولاق الآيلة للسقوط، ولجأ للسكن فى أحد منازل شارع الأربعين، الذى بات معرضا للانهيار، ويضيف أنه يشعر بالرعب كل ليلة على أطفاله الخمسة، خوفا من سقوط السقف فوق رؤوسهم، أو انهيار أحد أجزاء منازل الشارع، أثناء لعب الأطفال نهارا، لكنه لا يجد بديلا، خاصة أنه وضع "تحويشة" العمر فى هذا المنزل المتواضع.

مصطفى أشار إلى المواضع التى هبطت فيها أرض المنزل، بسبب الحفر داخل المنازل المجاورة، وأكد أنه استغاث أكثر من مرة بمسؤولى الحى، ورجال الشرطة، دون جدوى.

أسطورة منتشرة فى حى كرداسة حول ملكة فرعونية كانت تسمى ناهى، واسعة الثراء والسلطة، وتخفى كنوزها أسفل الأرض، التى أقيم عليها مسجد سيدى الأربعين، وكان أسفله مخبأ كبير من الآثار، لكن استمرار الصلاة فى الجامع أدت إلى دفنها فى باطن الأرض، بحيث لا يستطيع أحد الوصول إليها، ولوحظ تعرض جدران الجامع نفسها للتشقق، بسبب الحفر فى المنازل المجاورة، بحثا عن رزق السماء، كما يطلق عليه سكان المنطقة، وهكذا نجد أن الخرافة تختلط مع سوء الحال فى كرداسة، وتدفع الناس إلى الجرى وراء وهم الثراء السريع.

ورغم انتشار هوس البحث عن الآثار فى كرداسة بوجه عام، فإن حالات نادرة فقط من السكان، تمكنوا من العثور على قطع أثرية قيمة، قادرة على إغراء تجار الآثار، كما يؤكد عماد حسين، الذى كان شاهدا على تبدل الأحوال المادية لعدد من السكان.

يقول عماد: نسمع أن فلانا ترك الحى لأنه عثر على خبيئة أثرية، أو أن علانا بنى عمارة شاهقة، بعد عثوره على تمثال من الذهب، لكنى لم أر بنفسى أيا من ذلك، ولم أسع للبحث عن الآثار أسفل بيتى، لأننى أعمل عملا شاقا، لا يدع لى وقتا للبحث عن أوهام، وقد أُجبرت على تغيير مسكنى ثلاث مرات بنفس الحى، بعد تعرضه لتصدعات بسبب بحث سكان الأدوار الأرضية عن الآثار.

كما يؤكد خالد أبوالسعيد، أنه حرر أكثر من محضر، ضد عدد من جيرانه، الذين يسببون أضرارا بالغة لمنزله، بسبب عمليات الحفر المستمرة، كان آخرها المحضر رقم 24/37 كرداسة، لسنة 2012 لكن الحفر مازال مستمرا.

عصابات الآثار بالمطرية

عشر دقائق تفصل بين ميدان المسلة وعزبة عرب الحصن بالمطرية، لا تستطيع أن تقطعها بدون سماع تنبيهات بضرورة الحذر أثناء التجول فى شوارع العزبة، والاستعانة بتوك توك -أحد أهم وسائل المواصلات فى المطرية بوجه عام.. تتكون عرب الحصن من بيوت متواضعة، مكونة من دور أو اثنين، أغلبها، يملكها سكانها عن طريق حق الانتفاع، لذا يصعب إجراء أى تنكيس للبيت مهما ساءت حالته، دون العودة إلى الحى، الذى تتأخر موافقته، تماشيا مع البيروقراطية التى تلتصق بجميع الأعمال الحكومية فى مصر.

تكثر فى عرب الحصن عصابات البحث عن الآثار، فالمنطقة مقامة على مدينة "أون" الفرعونية، أو مدينة الشمس، وسميت فى العصر اليونانى بمدينة "هليوبوليس"، وينسب لها من الناحية التاريخية أقدم معبد دينى لتفسير نشأة الوجود، وكان كهنة هذه المدينة أول من توصلوا إلى تقويم شمس، وقسموا السنة إلى 12 شهرا، و4 فصول، وكانت المدينة تمثل أول عاصمة لمصر، بعد توحيد الملك مينا لقطرى البلاد.

فور دخولك إلى عزبة عرب الحصن، تقابلك أكوام القمامة، والحفر العميقة التى حفرها سكان العزبة، للتخلص من صرفهم الصحى، فالعزبة محرومة من جميع الخدمات، أما الكلاب الضالة، فتتكاثر بطريقة غير عادية، إضافة إلى النظرات الفضولية الحذرة، التى ترتسم على وجه عدد من السكان، لم يعتادوا وجود الغرباء، بسبب طبيعة العزبة، التى تسكنها عائلات تعرف كل شىء عن بعضها بعضا.

يعتقد أغلب سكان عرب الحصن، أن البحث عن الآثار حلال، وبيعها حق لمن عثر عليها، فمن يشترى قطعة أرض، تكون ملكه، حتى بالسماء التى تظللها!!.

يقول ياسر عاطف، أحد سكان العزبة إن جميع سكان المنطقة يبحثون عن الآثار، ومن يقول إنه لا يفعل غير صادق، بل إن البعض يشترى أرض فضاء، ويبنى حولها سورا ويدعى أنها مخصصة كجراج، أو مخزن، للتغطية على أعمال الحفر، التى دائما ما تسفر عن العثور على قطع أثرية، تختلف فى أهميتها، وفقا لتقدير تجار الآثار، ولا يستطيع أحد من سكان المنطقة ردعهم، خوفا من سطوتهم، وكون أغلبهم مسجلين خطر، والقتل عندهم أسهل طريقة لحل الخلاف.

ياسر كان يتلفت خلفه أثناء حديثه مع "اليوم السابع"، ويتحدث بصوت هامس، يكاد يسمع، فالوضع فى المنطقة خطير حقا، وسط غياب تام من الأجهزة الأمنية، وخاصة بعد الثورة.

رفض أغلب السكان تأكيد أو نفى أن أسباب الشقوق فى منازلهم، ترجع إلى عمليات الحفر فى المنازل المجاورة، خوفا، أو ربما للمشاركة فى عمليات الحفر، فى حين أكدت إحدى ربات البيوت -رفضت ذكر اسمها- أن أغلب جيرانها يحفرون أسفل منازلهم بحثا عن الآثار، وهذا يؤثر عليها بشكل مباشر، عن طريق الشقوق التى تظهر بين الحين والآخر فى جدران منازلها، والثعابين الصغيرة، التى تحارب من أجل حماية طفليها منها، مضيفة أنها لو كانت تملك هى وزوجها ما يكفى من المال، لانتقلت إلى منطقة أخرى، لكن العين بصيرة، واليد قصيرة.

وقال خالد فتحى، أحد سكان عرب الحصن، والذى يملك ورشة نجارة: إنه قرأ قبل ذلك أن المنطقة مقامة على مدينة أون الفرعونية، ورأى بنفسه قطعة أرض بها حفر عميق، بداخله عدد من الأعمدة الفرعونية.

وأشار إلى منطقة مزروعة تقع بين عدد من البيوت، أكد أن صاحبها، أو من استولى عليها، قام بإخفاء الآثار، عن طريق زرعها، مضيفا أن المنطقة باتت مرتعا للبلطجية وتجار المخدرات والقوادين، وأحيانا لا تستطيع الشرطة الوصول إلى العزبة للقبض على أحد المسجلين بسبب نظام العائلات بالعزبة، حيث يحمى أفراد العائلة بعضهم بعضا.

البحث عن العملات الرومانية

فى عدد من ضواحى الإسكندرية، خاصة "بحرى"، تتعرض العديد من البيوت القديمة للانهيار، بسبب البحث عن الآثار، سواء من سكان المنطقة، أو من غرباء، يسعون لاستئجار الشقق بالدور الأرضى، ووفقا لمصدر -رفض ذكر اسمه- فإن الآثار الرومانية فى مجملها، لا تساوى ربع ثمن الفرعونية، التى يلهث وراءها تجار الآثار من جميع دول العالم، أما ما يساوى حقا، فهو العملات الذهبية للرومان، والتى كانت تسبك من الذهب الخالص، وكان المصدر شاهدا على ردم أحد المعابد الرومانية أسفل الأرض فى منطقة الجمرك، التى عثر عليها ملاك الأرض، أثناء حفرهم لوضع أثاث البناية، وقد أخفى أصحاب الأرض معالم المعبد تماما، خوفا من استحواذ الدولة على الأرض دون مقابل، ولأن الآثار الرومانية لا يساوى سعر بيعها، خطورة الاتجار بها.

فى حى اللبان، تنتشر عمليات الحفر، فالحى الذى اتخذ شهرته بسبب سكن أشهر سفاحتين فى التاريخ المصرى، "ريا وسكينة" به يوجد به العديد من المنازل القديمة جدا، وفى حارة موسى بنفس الحى، تعرض المنزل رقم 15 للانهيار، بسبب حفر سكان الدور الأرضى وأثر البيت على بيتين آخرين بالحارة، كلاهما على وشك الانهيار، كما أحدث شقا طوليا فى شوارع الحارة الضيقة، نظرا لعمق الحفر، الذى استمر أكثر من عام ونصف.

يقول المهندس محمود حسين، أحد سكان المنازل المواجهة للمنزل رقم 15، إن المشكلة الحالية تتمثل فى المنازل القديمة بالحى تغرى تجار الآثار بالتنقيب أسفلها، وأن بقايا المنزل المنهار فى حارة موسى، باتت تهدد السكان والمارة، بسبب عدم إزالتها بشكل كامل، واستمرار تساقط أجزاء من المبنى، مشيرا إلى أن سكان الحارة الحى طالبوا بإزالة بقايا المبنى، لكن أحدا من الحى لم يستجب.

وأضاف محمود أنه منذ عدة أيام، كادت إحدى شرفات المبنى تسقط على رؤوس أحد المارة، لكن الله سلم، ويومها استدعى أهالى الحارة صاحب العقار، الذى أزال الشرفة.
امتد الحفر أسفل المنزل رقم 15 منذ قيام ثورة يناير، فى ظل غياب الرقابة، وحتى انهيار البيت، بعدها بنى عدد من سكان البيت أكشاكا من الصفيح فى بداية الحارة، لعدم مقدرتهم المادية على الانتقال لبيت جديد، فى حين استأجر آخرون غرفا صغيرة فى نفس الحارة، لحين حصولهم على تعويض من صاحب العقار، وسكان الدور الأرضى، الذين تسببوا فى انهياره.

وأكد أحمد خليفة أحد السكان المتضررين من انهيار العقار رقم 15، أنه شكا أصحاب الدور الأرضى أكثر من مرة فى قسم شرطة اللبان، قبل أشهر من انهيار البيت، بسب حفرهم ليلا حتى وصلوا إلى عمق 25 مترا، وفقا لتقرير مسؤولى الحى، الذين جاءوا لتحديد حجم الخسائر عقب انهيار المنزل.

وأضاف خليفة أن الشرطة أجبرت سكان الدور الأرضى على التوقف عن الحفر لمرتين وفى المرة الثالثة التى عاودوا فيها الحفر، انهار المنزل، وأضاف أنه أقام دعوى تعويض ضد صاحب العمارة، وسكان الدور الأرضى، حملت رقم 10/26، ولا ينوى مغادرة الحارة، قبل صدور حكم التعويض لصالحه.

وبعد انهيار عقار حارة موسى، بنت حكمت متولى "كشك صفيح" فى بداية الحارة، لإيواء أطفالها، وقالت إنها مازالت تنتظر شقق المحافظة، لأنها لا تملك غير معاش زوجها، ولن تستطيع تحمل عبء دفع إيجار إحدى الشقق، وأثناء تواجد "اليوم السابع" فى حارة موسى، دارت مشاجرة بين عدد من سكان المنزل المتضررين، وسكان الدور الأرضى، الذين سارعوا بالقول أن المنزل سقط قضاء وقدر بسبب قدمه، فى مخالفة لرواية باقى سكان الحارة.
سرداب رومانى أسفل عزبة الطويل.

تعانى عزبة رجب الطويل بمنطقة بحرى فى الإسكندرية، من ميل عشرات البيوت، وانهيار أخرى، وفى ذلك روايتان، أولاهما تؤكد أن السبب هو حفر السكان بحثا عن الآثار الرومانية، حيث تقع العزبة على سراديب ترجع إلى العصر الرومانى، وثانيتهما تؤكد -وفقا لعدد آخر من سكان العزبة- أن سبب الانهيار يعود لوجود مخبأ قديم بالمنطقة، يرجع إلى فترة الحرب العالمية الأولى، واستغاث أهالى العزبة أكثر من مرة بالمسؤولين، خاصة أنهم محرومون من بعض الخدمات خاصة الصرف الصحى، إلا أن أحدا لم يهتم باستغاثاتهم، لتتحول العزبة إلى منطقة معزولة، منسية، فى قلب أهم محافظات مصر.

عم إبراهيم، أحد سكان العزبة، يؤكد أن البيوت متلاصقة، وفى حالة انهيار بيت يسقط آخر، وأشار إلى خمس بنايات قصيرة، يسكنها ما يزيد على 12 عائلة، مالت جميعا فى اتجاه واحد، ومعرضة للانهيار.

ويضيف محمد شعبان أحد سكان العزبة، أن أرضية البيوت تتعرض للانهيار من وقت لآخر، ولا يهم إن كان السبب وجود سرداب منذ العصر الرومانى، أو بسبب وجود مخبأ منذ الحرب العالمية الأولى، ففقراء العزبة، تتلخص مطالبهم فى الحياة تحت سقف يحميهم، ولقمة عيش حلال.

ومن حى بحرى إلى مسجد المنيرة بالقاهرة حيث توجد أمامه أرض فضاء، كانت وقفا تابعا للجامع، وهى الآن تحت إشراف هيئة الآثار، عقب الكشف عن أحد السراديب الرومانية، ويروى سكان المنطقة الحكاية، فيقولون إن الأرض كانت ملك أحد المواطنين، الذى بنى فيها مخزنا للأخشاب، وورشة نجارة، بعدها انتشر خبر بين سكان المنطقة، يفيد بأن أحد عمال الورشة اكتشف سردابا يؤدى إلى آثار رومانية، وتأكد الخبر، حينما نشبت مشادات بين العاملين فى المخزن، بسبب الاختلاف على تقسيم الآثار.

بعدها أزالت الشرطة المخزن، ووضعت هيئة الآثار يدها على الأرض، دون تعويض صاحبها، ثم جاءت بإحدى البعثات الأثرية الفرنسية، لاستكمال التنقيب، لكن الأرض الآن بلا حراسة، تعلوها القمامة، رغم ظهور "البيارة"، التى تؤدى إلى السرداب.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة