واشنطن بوست: أحداث غزة دقت إسفينا فى علاقة الولايات المتحدة بكل من مصر وتركيا.. وكشفت محدودية نفوذ واشنطن بعد ثورات الربيع العربى.. الصراع بين حماس وإسرائيل يهدد مصالح أمريكية أخرى فى المنطقة

الثلاثاء، 20 نوفمبر 2012 11:43 ص
واشنطن بوست: أحداث غزة دقت إسفينا فى علاقة الولايات المتحدة بكل من مصر وتركيا.. وكشفت محدودية نفوذ واشنطن بعد ثورات الربيع العربى.. الصراع بين حماس وإسرائيل يهدد مصالح أمريكية أخرى فى المنطقة الرئيس الأمريكى باراك أوباما
كتبت ريم عبد الحميد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
احتلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة مساحة كبيرة من تغطية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، خاصة على صفحتها الرئيسية. وتحدثت أولا عن أن الدولة العبرية تواجه خيارات محفوفة بالمخاطر فى ظل الاضطراب فى الأوضاع، وقالت إن ارتفاع عدد ضحايا الهجمات الإسرائيلية وصل إلى 100 أمس الاثنين، مع ظهور مؤشرات توحى بأن الهدنة التى تتوسط فيها مصر قريبة، مما يجعل القادة الإسرائيليين يدرسون الخطوات القادمة فى الصراع ا لمستمر منذ ستة أيام.

وتشير الصحيفة إلى أن بعض المحللين يرون أن إسرائيل تواجه خيارا صعبا بشكل متزايد بين نشر القوات البرية من أجل إضعاف قدرات المسلحين فى غزة على إطلاق الصواريخ والسير فى طريق سيؤدى بالتأكيد إلى اتفاق هش لوقف إطلاق النار مع حماس.

ومع استمرار المفاوضات فى القاهرة أمس من أجل محاولة الوصول إلى أرضية مشتركة، فإنه لا يبدو أن إسرائيل أو حماس مستعدتان للاستسلام، وقامت كل منهما بالحديث عن أهداف لا يبدو أن الطرف الآخر سيقبلها.. وتبين ذلك فى تصريحات خالد مشعل، مدير المكتب السياسى لحركة حماس فى الثاهرة، التى قال فيها إن منظمته لا تريد حربا برية لكنها لا تخشاها.

وحذرت الصحيفة من أن الحرب البرية ستعنى على الأرجح مزيدا من الخسائر البرية لدى كلا الطرفين، وتآكل الدعم الدولى لإسرائيل وحشد الدول العربية المجاورة التى تدعم القضية الفلسطينية ولكنها ابتعدت عن التصعيد. ويمكن أن يعيد التراجع عقارب الساعى للوراء فيما يتعلق بمواجهة جديدة ما لم يتم حل المظالم.

وفى ناحية أخرى، ذكرت الصحيفة أن الصراع بين إسرائيل وحماس جعل إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما على خلاف مع اثنين من أهم شركاء واشنطن فى الشرق الأوسط ويهدد بتقويض أهداف أمريكية أخرى فى المنطقة التى تشهد اضطرابا سياسيا.

فرئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، الذى طالما كانت بلاده الصوت المعتدل فى المنطقة، وصف إسرائيل بالدولة الإرهابية وأدان الهجمات الجوية على غزة. فى حين أن الرئيس محمد مرسى حذر إسرائيل من الغزو البرى ودعم قيادة حماس وأرسل رئيس حكومته إلى القطاع.

ولفتت الصحيفة إلى أن الاحتجاجات المتزايدة قد عرضت الولايات المتحدة لانتقادات بأنها لم تفعل ما يكفى للضغط على إسرائيل من أجل الموافقة على وقف إطلاق النار. كما أدى الصراع إلى دق إسفين فى العلاقات مع المسئولين فى مصر وتركيا وسلط الضوء على حدود النفوذ الأمريكى فى أعقاب ثورات العام الماضى.

فلم تستطع أى من حكومة مرسى أو أردوغان أن تقنعا حماس بوقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل. والأردن مثل مصر فى كونها كانت دائما وسيلة للنفوذ الأمريكى فى الصراع الفلسطينى الإسرائيلى غير قادرة على إقناع مسلحى حماس بالتنحى.

ونقلت واشنطن بوست عن مسئول مصرى إحباطه من الدور الذى تلعبه الولايات المتحدة حتى الآن وعدم قيامها بأى محاولة لحث إسرائيل علنا على وقف غاراتها الجوية. وقال المسئول الذى رفض الكشف عن هويته بسبب حساسية المفاوضات الجارية، إن الولايات لمتحدة لديها نفوذ على إسرائيل أكبر من أى دولة أخرى فى العالم، ولن يستمع الإسرائيليون بسهولة لصوت آخر غيرها.

وكانت الولايات المتحدة قد دعت جميع الأطراف إلى عدم التصعيد لكنها انتقدت حماس فقط. وتمت إجراء كل سبل الدبلوماسية الأمريكية رفيعة المستوى عن بعد، بما فيها المكالمات الهاتفية التى أجراها أوباما مع نتانياهو ومرسى أمس الاثنين.

أما الجهود الدبلوماسبة الدولية لوقف إطلاق النار فقد زادت فى القاهرة فى الوقت الذى لم تقدم فيه الولايات المتحدى أى خطة.

وترى واشنطن بوست أن الولايات المتحدة حاولت أن تتعامل بحذر مع مصر وتركيا، فهى تسعى إلى إعادة تقويم العلاقات مع مصر فى أعقاب انتخاب رئيس إسلامى، بينما تعتمد على تركيا باعتبارها الحصن الرئيسى دبلوماسيا ضد مزيد من تدهور الأوضاع فى غزة.

وقد أيد المسئولون الأمريكيون كلا البلدين فى وساطتهما فى غزة، لكنهم امتنعوا عن انتقادهما لاحتضانهما حماس.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة