ننشر صور لشهداء كارثة قطار أسيوط.. و الأهالى ينتقدون إعادة التشغيل قبل انتهاء أيام الحداد الثلاثة على الحادث.. ومفاجأة.. عامل واحد يتولى تنظيم المزلقان بعد عودة القطارات

الإثنين، 19 نوفمبر 2012 06:11 م
ننشر صور لشهداء كارثة قطار أسيوط.. و الأهالى ينتقدون إعادة التشغيل قبل انتهاء أيام الحداد الثلاثة على الحادث.. ومفاجأة.. عامل واحد يتولى تنظيم المزلقان بعد عودة القطارات الاب المكلوم مع محرر اليوم السابع
كتب محمود سعد الدين - تصوير - محمود حفناوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مفاجأة من العيار الثقيل فى الليلة الأولى لسير القطارات بمزلقان المندرة - مكان وفاة أكثر من 50 طفلاً بعد تصادم قطار الصعيد بأتوبيس معهد أزهرى، وهى أن تشغيل المزلقان يتم بمعرفة عامل واحد فقط فى ظل الظروف العصيبة بالقرية وفى ظل الوعود من القيادات التنفيذية بمحافظة أسيوط للأهالى بتكليف أكثر من 5 عمال فى الوردية الواحدة لمباشرة العمل بالمزلقان ضمانا لعدم تكرار الحادث المأساوى مرة ثانية.

«اليوم السابع» قضت الساعات الأولى من الليلة الأولى لعودة سير القطارات مزلقان المندرة مع عامل المزلقان الجديد ويدعى عبدالرحمن أحمد وهو رجل فى منتصف الأربعينيات ويعمل فى قطاع السكك الحديد منذ 15 عاما، بينما يعمل بمزلقان المندرة منذ عامين، وتحديداً مع بداية إنشاء المزلقان.

عبدالرحمن أحمد عامل المزلقان كشف لـ«اليوم السابع» أن عمال المزلقان تقدموا بـ 3 شكاوى فى شهرى سبتمبر وأكتوبر الماضيين لقطاع السكك الحديد بمحافظة أسيوط يطالبون فيها بالربط بين مزلقان المندرة ومزلقان الحواتكة، غير أن قيادات السكك الحديد تجاهلوا الشكاوى، ولم يتحركوا للتقليل من المخاطر التى يتعرض لها أهالى المندرة خلال مرور القطارات.

وأوضح عبدالرحمن أحمد أن المزلقان يتم فتحه وغلقه فى مزلقان المندرة بناء على اتصال هاتفى يصل إلى عامل المزلقان من العامل الآخر بمزلقان الحواتكة، ويشير عبدالرحمن إلى أن، بحسب معلوماته، عامل مزلقان المندرة لم يتلق الاتصال الهاتفى من مزلقان الحواتكة بغلق الحاجز الحديدى، وهو ما تسبب فى الكارثة.

واعترف عبدالرحمن أحمد بأن عملية فتح وغلق المزلقان تتم بشكل عشوائى لأن مواعيد القطارات تتباين من وقت لآخر وغير محددة المواعيد، وأشار عبدالرحمن إلى أن المسؤولية تقع بشكل أكبر على عامل مزلقان المندرة وعامل مزلقان الحواتكة.

على الجانب الآخر انتقد الأهالى استمرار عملية سير القطارات بمزلقان المندرة بدون تركيب بوابات حديدية حديثة وأوتوماتيكية الحركة ووسيلة اتصال سريعة بين مزلقان المندرة ومزلقان الحواتكة، بدلاً من التليفون التقليدى، كما انتقد الأهالى أيضاً عودة سير القطارات قبل مرور الأيام الثلاثة للحداد على أرواح الأطفال، مشيرين إلى أنه على الأقل كان يجب تعطيل عمل القطارات، مراعاة للحالة النفسية والمعنوية لأهالى الأطفال، فأغلبهم يسكن بالقرب من شريط القطار، ومع كل صافرة قطار يقترب من المندرة تزداد أوجاع وآهات أمهات وآباء الأطفال.

ونظم أهالى قرية المندرة، مجموعات لتأمين المزلقان، تضم كل مجموعة تأمينا ما يتراوح بين 7 و 10 مواطنين، وتتولى المجموعة تأمين المزلقان من اتجاهى الطريق سواء الاتجاه من قرية المندرة قبلى إلى الطريق الرئيسى مروراً بالكوبرى أو من الطريق الرئيسى إلى مدخل قرية المندرة.

◄مصطفى.. حضر للدنيا بعد 7 سنوات زواج ومات والده بعد عام

عندما ترتدى المرأة الصعيدية الأسود حزنا على فراق زوجها وترفض الزواج وهى فى سن صغيرة وتعكف على تربية ابنها الوحيد فيخطفه منها قطار الصعيد.. إذن أنت تتحدث عن مصطفى على علام أبوكف رقيق وصغير.

أبوكف رقيق وصغير هو لقب أطلقه البعض على «مصطفى» ابن السنوات السبع وأحد شهداء قطار الصعيد، وحمل علام هذا اللقب لأنه دائما ما كان يداعب عمه عقب عودته من المعهد الأزهرى ويتوجه نحوه وهو يحرك كفيه ويديه قائلاً: «لو عايز تدخل الجنة -بوط فيا- باللهجة الصعيدية وبالعامية المصرية (احضنى). أبوكف رقيق وصغير حضر إلى الدنيا بعد 7 سنوات من الزواج بين أمه وابيه، مولده بالنسبة للعائلة كان فرحة كبيرة لأن الأبوين كانا فقدا الأمل فى الإنجاب بعد مشقة وعناء التنقل بين الأطباء للكشف بصفة دورية، وبمجرد ولادته أصبح مصطفى «دلوعة» المنزل بأكمله بحسب وصف عمه وذلك لأنه الابن الوحيد، غير أن الابن الوحيد لم يفرح ويستمتع ويكبر فى حضن أبيه، لأن الأب فارق الحياة بعد أقل من عامين من ولادة مصطفى فى حادث على الطريق.

منذ ذلك اليوم وتحديدا فى منتصف 2005 ارتدت والدة علام الزى الأسود حزنا على فراق زوجها وحبيبها وأخذت عهدا على نفسها بعدم الزواج رغم حداثة سنها فهى لا تزيد عن 28 عاما، واعتكفت على تربية ابنها الوحيد كما ينبغى التربية تخليدا لروح وذكرى زوجها، وكانت الخطوة الأولى أن تدفع به للتعليم الأزهرى لدراسة القرآن الكريم وعلومه ليسير على نفس درب أبيه. ما كانت تخطط له الأم تحقق، وأصبح «مصطفى أبوكف رقيق وصغير» لامعا فى السنوات الأولى لدراسته بالمعهد الأزهرى وحفظ 3 أجزاء من القرآن الكريم بالترتيل والتجويد.

قبل ساعات من وقوع الحادث يرقد مصطفى فى حضن أمه التى لا يتلذذ بالنوم والراحة إلا فى حضنها، ومع صوت أذان الفجر تستيقظ الأم وتتوضأ وبكل رقة توقظه من نومه لصلاة الفجر.
دقائق ويستعد ليوم دراسى جديد، يرتدى الزى المدرسى ويتناول السندوتشات التى أعدتها له والدته، بينما الأم توجه له النصائح اليومية خلى بالك من نفسك يا مصطفى، أوعى تلعب فى الشارع يا علام، ركز فى حفظ القرآن يا علام، عايزينك تشرفنا زى ما أبوك كان مشرفنا يا علام «ويجيب مصطفى» أبوكف رقيق وصغير «ما تقلقيش يا أمى أنا بحب دينى الإسلام وبحب القرآن والقرآن بيحبنى».

صوت أتوبيس المعهد الأزهرى على ناصية الشارع، يخرج مصطفى من المنزل متوجها للأتوبيس ليجلس بجوار باقى أصدقائه، ويتوجه الأتوبيس إلى المزلقان حيث ينتظره القدر وتقع الحادثة ويصل الخبر إلى الأم بأن أتوبيس المعهد «عامل حادثة على الكوبرى» ولم تعرف الأم وقتها أن قطارا اصطدم بالأتوبيس، تجرى الأم بما عليها من ملابس المنزل وعيناها تدمع بكثافة وفمها لا ينطق سوى بكلمة واحدة «مصطفى.. مصطفى.. مصطفى».

تصل الأم إلى مزلقان المندرة قبلى عند مكان الحادث لتفاجأ ببشاعة الحادث وبأشلاء الأطفال على يمين ويسار قضبان القطار، لم تستطع أن تتحمل فأخذت تصرخ بأعلى صوتها وتنظر فى الوجوه الملقاة على الأرض، غير أنها لم تجد مصطفى فى مكان الحادث بل تم نقله إلى مستشفى منفلوط جثه هامدة.

دراما قصة مصطفى «أبو كف رقيق وصغير» لم تقف إلى هنا، بل تصل إلى عمه، والذى يصف مصطفى بـ«الحنون» ويقول كل الناس كانت تعلم مدى الوضع الحساس لمصطفى ولذلك «لما كنت بقابل أى حد كان بيعزينى لدرجة إن الأب اللى مات له 2 أو 3 كان بيعزينى رغم هول الموقف عنده ولأن الجميع يعرف مين مصطفى لعائلته ولأهله».

◄ صرخة أب فقد أبنائه الثلاثة من حفظة القرآن الكريم تحت القضبان

دع الأيام تفعــــــــل ما تشــاء.. وطب نفسا إذا حكم القضاء ولا تجــــــــزع لحادثة الليالى.. فما لحـــوادث الدنيا بقـــــاء وكن رجلا على الأهوال جلدا.. وشيمتك السماحة والوفـــاء الأبيات الثلاثة السابقة هى فى الأساس للإمام الشافعى، رحمه الله، نظمها ضمن ديوان شعر كبير، ونظرا لجمالها وما تتضمنه من معان ورسائل هامة رددها ملايين المسلمين من بعده، حتى أصبحت من أشهر القصائد التى تصف مصائب الدنيا وتحث على الصبر والإيمان بالله، وكان أحدث من بدأ فى حفظها وقراءتها بصوت طيب هو الطفل محمد هاشم أحد ضحايا حادث قطار منفلوط الشهير.

محمد الذى لم يبلغ من العمر 13 من عمره كان يحفظها تمهيدا لإلقائها بالمعهد الأزهرى، وكان يساعده فى حفظها والده أشرف هاشم الذى يعمل أمينا للشرطة بمديرية أمن أسيوط، الأب يصف محمد وهو يحفظ ويرتل النشيد قائلا: «محمد كان يقرأ الأبيات بصوت بديع قبل أيام من الحادث، وكنت وقتها لم أفهم المعنى الحقيقى للأبيات، ولكن بعد حادث القطار تيقنت من الحقيقة المباشرة وكان الله عز وجل يوصل لى رسالة ربانية بالصبر والثبات فى مصائب الدنيا، والعجيب أن تكون تلك الرسالة عن طريق ابنى الأكبر وفرحة حياتى الأولى».

ويضيف الأب أن ابنه كان يعشق الأذان فى المسجد فى الصلوات المختلفة لما يتيمز به من صوت جميل، وكان دائما ما يقول لى «أنا هأذن يا أبى بصوت أذان المسجد النبوى علشان ربنا يرزقنا فى الآخرة ونكون من أطولهم أعناقا».

المصيبة عند أشرف هاشم لم تكن فى محمد فقط بل كانت أيضا فى اثنين من أولاده وهما أحمد 9 سنوات وهاشم 12 سنة، وكلاهما مقرب إلى قلبة بمعزة محمد تماما، ويقول عنهما الأب: «طلب منى هشام وأحمد جهاز كمبيوتر، فقلت لهم القرآن الأول ثم الكمبيوتر، وبالفعل التزما بالعهد وحفظا القرآن، وواظبا على الدروس بصفة مستمرة حتى جاءت اللحظة الحاسمة التى فقدتهم فيها جميعا، وهى أكثر اللحظات مأساوية فى حياته.

ويقول الأب أشرف هاشم: «كنت فى مديرية الأمن أباشر عملى وورد لى اتصال بأن هناك حادثا فى أتوبيس المعهد الأزهرى، ووقتها لم أقلق ولم أتوقع أن يكون اصطدم بقطار، حتى اتصلت بالنجدة للاستفسار فأبلغنى أحد أصدقائى فى النجدة أن الحادث كبير والقطار دهس الأتوبيس، فسألته عن التلاميذ، فأجاب بأن الأطفال أشلاء، ووقتها لم أستطع أن أتماسك وتركت عملى وتوجهت على الفور إلى مكان الحادث فصدمت بالمشهد وبدأت أبحث عن أبنائى وعينى تذرف بالدمع ولا أجدهم فقط أشاهد جثثا على اليمين وعلى الشمال وأطفالا غير واضحة المعالم».

ويضيف الأب: «البحث استغرق منى وقتا طويلا دون أى فائدة حتى دلنى أهل الخير إلى أن هناك أطفالا لم يموتوا ونقلوا مصابين إلى المستشفى فتعلق قلبى بالكلمة ودعوت الله أن يكون أبنائى الثلاثة منهم فتوجهت إلى مستشفى منفلوط فاكتشفت أن المستشفى ملىء بالجثث أيضا، فسألت عن أبنائى فلم يجبنى أى شخص حتى وجهنى أحد العاملين إلى المشرحة والكشف عن الأطفال الموجودين والتحقق مما إذا كان أولادى بها أم لا».

ويقول الأب باكياً: «دخلت المشرحة، وأول طفل شاهدته من عظمة ربنا كان هو ابنى أحمد وكان متبهدل شوية وبعد كده شوفت ابنى الأكبر وقرة عينى محمد وكان يا حول الله نائما على الأرض كأنه ساجد والدم ينزف منه ولم أغير من طريقة نومه فتركته كما هو ساجدا».

وأوضح الأب «حزنى وهمى كان ثقيلا ولا يزال ولكنى وأنا فى المشرحة لم أجد ابنى الثالث هاشم حتى الآن، وبقدر إيمانى بقدر الله عز وجل فى مصيبتى بمحمد وأحمد إلا أننى تعلقت بأن يكون الابن الثالث حيا ولكن وجدته فى الثلاجة فنظرت إليه وتخيلت أنه يبتسم لى».
















































مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 10

عدد الردود 0

بواسطة:

Amin

قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:من خرج في طلب العلم فهو في سبيل الله حتي يرجع

عدد الردود 0

بواسطة:

ام مريم

هى دى الدنيا

عدد الردود 0

بواسطة:

ندى المحمدى

حسبى الله فى الى كان السبب

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد محمود

ان لله وان اليه راجعون

الله يرحمهم ويصبر اهلهم..

عدد الردود 0

بواسطة:

ممدوح

لااله الاالله

لااله الاالله

عدد الردود 0

بواسطة:

مصطفى السيد

الله يصبر اهالى الاطفال الشهداء

عدد الردود 0

بواسطة:

عمرو

مش عارف اقول اية

عدد الردود 0

بواسطة:

احمد مهدى

دموع و نار

عدد الردود 0

بواسطة:

محمد

حسبي الله ونعم الوكيل

انا لله وانا اليه راجعون

عدد الردود 0

بواسطة:

ابراهيم

ربنا يرحمهم جميعا

اللهم ارحمهم جميعا وأعن أهلهم علي الصبر

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة