فى سيرته الذاتية..

جابر عصفور متأثر بالإخوان المسلمين

الخميس، 02 أبريل 2009 02:58 م
جابر عصفور متأثر بالإخوان المسلمين الناقد جابر عصفور - تصوير طارق وجيه

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يكشف مدير المركز القومى للترجمة، الناقد جابر عصفور فى مذكراته بعنوان "زمن جميل مضى" أنه وقع تحت تأثير الإخوان المسلمين فى مطلع حياته، ويروى كيف أنصفه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بتعيينه فى الجامعة بعدما اشتكى من تعيينه مدرسا فى إحدى القرى النائية.

ويفرد عصفور فى مذكراته التى صدرت مطلع الأسبوع الحالى فى القاهرة عن دار "كتاب اليوم" فصلا كاملا للحديث عن ذكرياته مع طه حسين وقصة أول لقاء معه وكيف طلب منه عميد الأدب العربى أن يقرأ عليه أبياتا من شعر أبى العلاء المعرى، وكيف انتهى اللقاء بنبوءة أطلقها العميد فى حضور سهير القلماوى بأن تلميذها سيكون "له إنجاز فى النقد الأدبى".

ويكشف عصفور فى كتابه أنه أثر تعرضه لغبن من قبل إدارة جامعة القاهرة، عندما أمضى أربع سنوات فى كلية الآداب وهو الأول على دفعته فى الكلية ولم يتم تعيينه فى الجامعة، بل تم تعيينه كمدرس فى إحدى مدارس قرى الصعيد.

وبعد استماعه لخطاب للرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى الخمسينيات أكد فيه إصراره على تحقيق العدل الاجتماعى، توجه عصفور إلى الرئيس برسالة أوضح له ما جرى معه فأصدر عبد الناصر قرارا تعيينه فى الجامعة، والذى يعتبره عصفور دينا فى عنقه لهذا الرجل الذى أنصفه فى بداية حياته.

ويستذكر الكاتب الماضى الجميل الذى انتهى ولا يمكن استرجاعه، لكنه يؤكد التشبث بأحلام تشاركها مع أبناء جيله ولم تتحقق. ويشير ضمن سيل ذكرياته إلى أنه كاد يلتحق بجماعة الإخوان المسلمين تحت تأثير صديقه زكريا التوابتى، إلا أنه وقع أيضا تحت تأثير أحد أصدقائه اليساريين. إلا أن تأثير التوابتى كان أكبر على صديقهما نصر حامد أبو زيد الذى تم تكفيره فى فترة لاحقة فى التسعينيات من القرن الماضى فاضطر للهجرة والعيش فى هولندا.

ويذكر عصفور أن خصوصية علاقته بوالدته إثر وفاة والده أنقذته من الاعتقال بتهمة الإخوان المسلمين حسب ما رواه له صديقه التوابتى الذى كان يفكر بالوشاية عليه كعضو فى الجماعة لينتقم منه بسبب ميوله اليسارية.

ويقدم عصفور رحلته مع القراءة فى مكتبة "البلدية" بالمحلة الكبرى (120 كلم شمال القاهرة) حيث نشأ. ويستذكر أبناء جيله من المحلة الكبرى والذين ربطتهم صداقة فيما بعد، واحتلت أسماؤهم مساحة هامة فى الحياة الثقافية المصرية، ومن بينهم الشعراء أحمد الحوتى ومحمد صالح ومحمد فريد أبو سعدة والروائيون سعيد الكفراوى ومحمد المخزنجى ومحمد المنسى قنديل وجار النبى الحلو ورمضان جميل والمفكر نصر حامد أبو زيد الذى كان بدأ حياته بكتابة شعر العامية.

ويروى عصفور قصص لقائه الأول بصلاح عبد الصبور وفاروق خورشيد وعز الدين إسماعيل وعبد القادر القط وشكرى عياد وبهاء طاهر وأمل دنقل رابطا ذلك بحالة الحزن والإحباط التى سادت أبناء جيله إثر هزيمة يونيو 1967 والمتغيرات التى جاء بها عصر الرئيس أنور السادات.

ويستذكر عصفور الساعات التى كان يقضيها فى كافيتريا كلية الآداب مع زملائه من الأقطار العربية فى نقاشات لا تنتهى فى فضاء أقرب إلى فكرة الجامعة الحرة. ويتحدث عصفور عن موقع أساتذته الكبار أمثال سهير القلماوى وطه حسين وشوقى ضيف وعبدالعزيز الأهوانى، وأدوارهم فى حياته، كما يتطرق إلى مشاكساته معهم ويروى طرائف خصومته مع شوقى ضيف التى انتهت بانتصار ضيف الأستاذ على تلميذه المشاكس فى غرفة الامتحان.

ومن المفارقات التى يكشفها الكتاب أن عصفور هو من ألقى كلمة أحفاد طه حسين فى حفل التأبين الذى أقامته الجامعة لعميد الأدب العربى، كما أن أول جائزة نالها المؤلف فى الإنجاز الثقافى مصريا وعربيا، كانت عن كتاب حول طه حسين هو "المرايا المتجاورة".

ومن المفارقات التى يتوقف أمامها الكتاب كيف أن عصفور أحب فى مراهقته روايات يوسف السباعى الذى تولى بعد أكثر من 40 عاما نفس منصبه كأمين عام للمجلس الأعلى للثقافة (1994 - 2006) كما يتوقف أمام بحثه الأكاديمى الأول عن شوقى شاعر العصر الحديث. وتضمن الكتاب مجموعة من المقالات المتفرقة التى نشرها عصفور فى صحيفة البيان الإماراتية قبل سنوات، وفى مجلة دبى الثقافية.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة