نصر سليمان محمد يكتب: المليونيات الاحتجاجية والشرعية المفقودة

الخميس، 25 أكتوبر 2012 01:34 ص
نصر سليمان محمد يكتب: المليونيات الاحتجاجية والشرعية المفقودة ميدان التحرير

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
سؤال كثير ما تبادر إلى ذهنى فى الآونة الأخيرة - وكلما توصلت لإجابة وجدتها تحمل فى طياتها سؤالا جديدا، وكأننى فى بيت للألغاز لا أستطيع الخروج منه، وسؤالى لماذا تستمر مليونيات التحرير حتى الآن؟؟ أعرف أن بداية الثورة انطلقت من التحرير واحتضن الميدان ثوارها وامتلأ بالملايين من أبناء الشعب المصرى المطالبين برحيل نظام مستبد قبع على قلوبهم أكثر من ثلاثين عاما يسعى فى الأرض فسادا وينشر فيها الخراب والجهل والجوع حتى ضاق العباد وطفح بهم الكيل وخرج المارد بداخلهم وعلت أصواتهم مطالبة برحيل النظام فى سيمفونية رائعة عزفت ألحانها بميدان التحرير وتناغمت أصوات شعب بأكمله يعزف لحن الحرية، ليسمع العالم صداه ويطرب له ويصفق طويلا لشعب أراد الحياة، وكما قال الشاعر (إذا الشعب يوما أراد الحياة -- فلابد أن يستجيب القدر)، وكان القدر رحيما بمصر وأهلها وجنبنا ويلات انقسامات وحروب داخلية عانت ولا تزال تعانى منها دول شقيقة لنا استبد بها حكامها وظلموا وطغوا ونشروا بها الفساد والدمار.

نجحت ثورتنا وسعد بها المصريون وهللوا واحتفلوا ورفعوا شعارها (عيش، حرية، عدالة اجتماعية)، وتوحد المصريون كما لم يتوحدوا من قبل فها هى ثورتهم تولد بأيديهم حاملة أحلامهم وآمالهم لغد أفضل لهم ولأبنائهم، واستمرت المليونيات الاحتجاجية للحفاظ على مكاسب الثورة فى مرحلة انتقالية قادها العسكر مصححة للمسار عند أى انحراف أو انجراف عن أهداف ثورتهم وطموحاتهم، ولعبت هذه المليونيات دورا كبيرا فى الحفاظ على استمرار الثورة والوصول بها إلى غايتها المنشودة التى تمثلت فى نقل السلطة بطريقة ديمقراطية بانتخابات نزيهة شارك فيها الشعب المصرى بإرادة حرة، وتولى السلطة رئيس منتخب ينتمى لجماعة الإخوان وهم فصيل من ثوار الميدان كان لهم دور موازٍ لباقى أطياف الشعب المصرى وتنفسنا الصعداء وانتظرنا جنى مكاسب الثورة وتحقيق أهدافها، تطلعنا إلى نهضة بلدنا وإصلاح ما أفسده الزمن بأيدى حكام الحقبة الماضية من ظلم وقهر واستبداد لهذا الشعب العريق، وكان للمليونيات دورها الهام والفعال فى سائر الميادين، فهى جيش ميدانى حارب معركته بسلاح الإيمان والإرادة والأمل فى غد أفضل، وتحقق النصر ونجحت الثورة وإلى هنا نتفهم دور المليونيات الاحتجاجية ولكن مالا نستطيع أن نفهمه وندرك مغزاه ودلالته هو استمرار المليونيات حتى الآن فى ظل حكام اليوم وهم ثوار الأمس، مليونيات متتالية كثرت أسبابها ومسمياتها حتى وصلنا إلى مليونية مصر للمصريين (مصر مش عزبة).. هل انقلبت الثورة على نفسها؟ هل ضللنا الطريق؟ هل جنح حكام اليوم عن المسار الصحيح؟ علامات استفهام كثيرة لا أجد لها إجابات، فجميعنا يدرك ضبابية المرحلة الراهنة واختلاط الأمور، وإحساس عام باليأس والإحباط، ويقينا أن المسار بحاجة إلى تصحيح، لهذا استمرت هذه المليونيات الاحتجاجية والتى أملنا أن تنتهى وتتواجد آلية تفاعلية مختلفة بين الثوار والحكام تتيح لهم الالتقاء والعمل معا للوصول إلى الأهداف المنشودة والوصول بثورتنا إلى اكتمال النجاح، ولكوننا نفتقد هذه الآلية البديلة والتى لم يسع النظام الحاكم لإيجادها استمرت المليونيات تملأ الميادين تذكرنا بعهد سابق.. دعاؤنا أن لا نكون قد وصلنا إلى نقطة اللاعودة، وباتت ثورتنا بحاجة إلى ثورة، وعلى حكامنا الذين نجلهم ونحترمهم أن يدركوا أنهم خلقوا من رحم ثورة الميدان -- وللثورة أبناء كثر فعليهم أن لا يضلوا وأن يتواصلوا مع رفقاء الطريق ولا يصموا أذانهم، ويعصموا أعينهم، ويكرروا أخطاء نظام سابق هم أكثر من اكتوا بنارة، عودوا أيها الإخوان لنبض الميدان، ولا يغرنكم مجد زائل، أو كرسى سلطان، فالثورة ثورة المصريين، والباقية هى مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة