محمد غنيم يكتب طوق الياسمين

الجمعة، 12 أكتوبر 2012 11:28 م
محمد غنيم يكتب  طوق الياسمين شجر ياسمين - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يسعد بلقائها يلصق ظهره بظهرها يشتاق الجلوس خلفها يسر عينيه وجهها كلما نظر إليها.

أزهارها الصغيرة فراشات بيضاء.. فروعها ناعمة.. عطرها فواح دوما يرويها كلما أحس بجفاف مشاعرها نحوه.

يشم عطرها .. يصاب بحالة من الاسترخاء لا تقل كثيرا فى تشبيهها بحالة إغماء.. يغمض عينيه يتذكر أيام شبابه نفس المكان وسط المزروعات.. وقته مضى وشعره شاب وظهره انحنى وجسمه نحل ومازال قلبه ينبض بحبها.

سكوووووت يصحبه سكون.. طيور تغرد لا يسمع سوى صوتها.. يجلس بمفرده لا يجد سوى بنت وولد فى ريعان شبابهم.. دار الحديث بينه وبينهما فهوا يكبرهما بما يزيد عن أربعين سنة أو أكثر قليلا.

سأله الشاب: لماذا أجدك دوما يا والدى فى هذا المكان بجوار هذه الشجرة؟

سكت قليلا ثم قال: أنا لست بمفردى فهذه الياسمين معشوقتى أزهارها البيضاء الصغيرة هى مقدار حبى لها.. عطرها الذى يملأ المكان رائحة هو قلبى الذى ينبض بحبها.. هل ترين هذه الشجرة يا ابنتى؟ إنها الياسمينة التى زرعتها أنا و ياسمين حبيبتى.

كم تردد لسانه بنطق اسمها فهو لم ينطقه منذ زمن بعيد كل ما يربطه بهذا الاسم هو تلك الشجرة وهذا المكان الأخضر الغناء
اسمها فى ذاكرته، وصورتها فى قلبه كلما نظر للشجرة بكت عيناه.. من بعدها ظن فى يوم من الأيام أنها لا تعطى ابتسامتها وقلبها لأحد غيره حتى أولادها.

زرعت هذه الياسمينة يا أولادى عندما كنت أجلس معها وعامل الحديقة يغرس شتلاته طلبت منه نبتة صغيرة من نبات الياسمين زرعناها أنا وهى وأصابعنا متشابكة نتقابل أمامها طيلة ثلاثين سنة مضت من عمرى وعمرها وهى تنمو بحبنا فى نفس المكان
حلمنا أن نصنع طوقين من زهورها طوقاً أقدمه لابنتها وقت زفافها وطوقاً آخر قدمته هى لابنى وقت زفافه.
ذهبت إليها بطوق ابنتها وإذا بياسمين حبيبتى تحمل أحفادها شيبة الرأس منحنية الظهر لا يبقى غير ضحكاتها من خلف تجاعيد وجهها.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة