السفير محمود فرج: تقارب واشنطن وطهران يهددنا

السبت، 21 مارس 2009 02:04 م
السفير محمود فرج: تقارب واشنطن وطهران يهددنا السفير محمود فرج - تصوير: عمرو دياب
حاوره محمود محيى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كيف يمكن قراءة عمليات ذوبان الجليد فى العلاقات الأمريكية الإيرانية التى بدأت منذ ولاية أوباما؟ وهل سيفضى الحوار بين البلدين إلى نتائج ملموسة، خاصة فى ظل العديد من القضايا الشائكة والعالقة بينهما؟ وإلى أى مدى يمكن للملف العراقى أن يلعب دوراً فى تشكيل ملامح العلاقات؟ وهل ستتخلى إيران عن برنامجها النووى، أم ستغير الولايات المتحدة موقفها من حماس وحزب الله؟ وأخيراً كيف سيؤثر التقارب الأمريكى الإيرانى على مصر؟.. هذه الأسئلة وغيرها يجيبنا عليها السفير محمود فرج القائم بأعمال مكتب المصالح المصرية فى إيران سابقاً فى الحوار التالى:

كيف تحلل التقارب الإيرانى الأمريكى الذى بدأ يظهر مع ولاية أوباما؟
أعتقد أن أوباما رفع راية "الحوار أولاً" مع كل من كوريا الشمالية وسوريا فهو يقوم باحتواء تلك الدول طبقا لسياسته الجديدة، وبالتالى فهو يفتح حوارا مباشرا مع إيران، إلا أن هذا الحوار لم يكن مفاجأة فقد أجرت الإدارة الأمريكية الجديدة حوارات غير مباشرة من قبل فى بولندا وبروكسيل ونيويورك مع إيران، وذلك لإيجاد حل وسط وإيجاد نقطة التقاء تسمح بعودة العلاقات مرة أخرى.

ما تصورك لمستقبل الحوار الأمريكى الإيرانى؟
كلا البلدين يرتبطان معاً بعلاقات وإن كانت غير معلنة، فحدود إيران مع الخليج العربى 1200 كم، هذا بالإضافة إلى حدودها الواسعة مع كل من العراق وأفغانستان، وهذه الأمور تجعل الولايات المتحدة دائما فى حالة حذر مع إيران، هذا فضلاً عن العلاقات الاقتصادية المتمثلة فى البترول والعلاقات الوطيدة مع جماعات المصالح الأمريكية وهى لها دور كبير فى تحسين العلاقات مع أمريكا.

ما تأثير عودة العلاقات الأمريكية الإيرانية مرة أخرى على مصر؟
لا شك فى أن عودة العلاقات سيكون له تأثير سيئ للغاية على مصر، فقد تأخرنا فى اتخاذ تلك الخطوة لعدة أسباب مرتبطة بسياسة الدولتين، والتخوف من النهج الإسلامى الإيرانى والحساسية بين النظامين وعدم التفاهم مع إيران بسبب سياستها فى المنطقة، وبالتالى فإن التطورات فى العلاقات الأمريكية الإيرانية سيصب فى كفة إيران بالطبع، وسيؤدى إلى توغل سياستها أكثر فى المنطقة، وهو ما تخشاه مصر دائما.

أين يقع الملف العراقى من الحوار الأمريكى الإيرانى؟
احتلال العراق والتدخل الأمريكى فى أفغانستان يلعبان دوراً كبيراً فى حسم العلاقات بين البلدين. خصوصاً أن أمريكا تتأهب لإعلان انسحابها من العراق وأفغانستان، وبالتالى يجب أن يكون هناك تعاون واتفاق مع إيران فى هذا الشأن حتى لا يحول الانسحاب الأمريكى المنطقة إلى فوضى.

هل تستطيع الإدارة الأمريكية الجديدة إقناع إيران بالتخلى عن برنامجها النووى؟
الولايات المتحدة ستسعى لذلك، من خلال بحث بدائل أخرى للمشروع النووى، لكن هذا الملف سيكون من أكبر العقبات التى ستواجه إدارة أوباما فى حواره مع الإيرانيين. لأن إيران تصر على المضى قدماً فى استكمال برنامجها النووى، وتضعه على رأس أولوياتها.

دعم إيران لحماس وحزب الله من أكثر الاتهامات التى توجهها الولايات المتحدة لإيران، فهل سيتغير الموقف الأمريكى من الحركتين، أم ستتراجع إيران عن دعمهما؟
أتوقع أن تتخلى إيران عن دعم حزب الله وحماس عملياً، وذلك يرجع إلى تأثرها بالظروف الاقتصادية السيئة، إلا أنها لن تتخلى عنهم ظاهريا وإعلاميا، فهى من ناحية ستستخدم أسلوب الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، وفى الوقت نقسه ستهدئ من دعمها لأنشطة حزب الله وحماس.

إلى أى مدى تتوقع أن يحدث تحسن فى العلاقات الأمريكية الإيرانية بشكل كامل فى الفترة المقبلة؟
هذه الخطوة ستأخذ وقتا كبيرا وستحتاج إلى المزيد من المفاوضات، وهناك مسارات كثيرة جدا من الممكن اتخاذها لاستكمال تلك الخطوة، من أهمها علاقات أمريكا مع إيران عن طريق جماعات "البازار" وهى جماعات لها دور كبير فى تشكيل السياسة الإيرانية ولها ارتباط وثيق بالمؤسسات الدينية وعندهم استعداد للحوار مع الولايات المتحدة ، فالجو الآن مهيأ لبدء واستمرار الحوار، بالرغم من أنه قد يكون ليس سهلا وسيستغرق وقتاً ليس بالقصير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة