خالد الشريف

نصر أكتوبر.. وخطيئة السادات

الأحد، 07 أكتوبر 2012 05:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا ينكر فضلَ السادات فى نصر أكتوبر إلا جاحد.. فهو الرئيس الوحيد خلال العصر الحديث الذى استطاع بفضل سواعد شعبه أن ينقل مصر من الهزيمة والنكسة إلى النصر والعزة، فقد حقق نصراً غالياً على إسرائيل، وحطم أسطورة «الجيش الذى لا يقهر»، بإمكانات قليلة، ومعدات عسكرية غير متطورة.. ولم يصنع السادات هذا النصر من فراغ؛ فقد مهَّد الطريق إلى النصر بتصفية مراكز القوى والدكتاتورية التى صنعها عبدالناصر، والتى جعلت من الشعب قطيعاً من الأذلة، بتطبيق سياسة الاستعباد والاستبداد والقهر فى السجون والمعتقلات، وتم الإفراج عن المعتقلين، وأغلقت السجون أبوابها، ووجدت الحرية فى مصر طريقها إلى الشعب بعد طول غياب.. ومن رحم الغيب نشأت الصحوة الإسلامية بالجامعات بفضل هذا الهامش المتاح، كما ظهرت أحزاب وصحف المعارضة، وراحت مصر تبنى نفسها رويداً رويداً.

لكن الحلم لم يكتمل.. كان يمكن أن يصير السادات أعظم رئيس فى التاريخ؛ فهو بطل الحرب المنتصر، لكن السادات بدأ ينفرد بالقرار، ويصاب بالغرور، فاتخذ قرار الصلح مع إسرائيل وتوقيعه معاهدة كامب ديفيد، التى أدت إلى عزلة مصر عن العرب، وارتمائه فى أحضان أمريكا، ربما كان للسادات مبرراته بعد أن أنهكت الحروب مصر طوال 30 عاماً، لكنه تحول فجأة إلى دكتاتور، حيث ضاق ذرعاً بالرأى الآخر.. ربما يكون تسليط الإعلام الغربى الأضواء عليه بكثافة غير معهودة فى ذلك الوقت أصابه بالكثير من الغرور وتضخُّم الذات، حتى إنه ضاق بنصح أصدقائه المقربين، وهو ما ذكره محمود جامع فى كتابه «عرفت السادات».
المهم.. انقلب السادات فجأة على الحرية، وزجَّ بمعارضيه فى السجون؛ وحوَّل مصر إلى سجن كبير، بصدور ما يسمى بـ«قرارات التحفظ»، التى نالت الجميع؛ اليسار والإسلاميين والناصرين والأقباط والدعاة.. هكذا سجن السادات كلَّ مصر ورموزها، وتحوَّل بطل أكتوبر المنتصر إلى دكتاتور، وكان خطابه الشهير فى سبتمبر شرارة الغضب، ليُزيل كل إنجاز حققه لبلده، وامتلأت قلوب المصريين غضباً على السادات.. وكانت حادثة المنصة لتسدل الستار على رئيس حقق النصر لبلاده لكنه لم يكمل مشوار البناء والنهضة وكانت نهايته المأساوية يوم أن اعتدى على حرية شعبه.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة