د. عبد الجواد حجاب يكتب: العلاج الشافى

الجمعة، 21 سبتمبر 2012 07:16 م
د. عبد الجواد حجاب يكتب: العلاج الشافى رئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ ثورة يناير وقبلها بأكثر من عشر سنوات ونحن جميعا أبناء الشعب المصرى العظيم وبلا استثناء نعانى الأمرّين من تدنى الأجور والغلاء الفاحش وغياب العدالة الاجتماعية حتى وصل بنا الأمر إلى ارتفاع معدلات البطالة وزيادة أعداد من هم تحت خط الفقر والحقيقة الأرقام مذهلة ومحبطة ولا أجد لزوما لتكرارها.

منذ الثورة لم نر أو نسمع عن أى بادرة أمل فى إصلاح هذا الخلل الكبير فى منظومة الأجور ومنظومة الدعم وتطبيق العدالة الاجتماعية والسيطرة على معدلات التضخم وعجز الموازنة، جميع العاملين بالدولة بدون استثناء دخلوا فى نفق الفقر والعجز المظلم، ولا يوجد بصيص أمل مما جعل الجميع يرفع رايات الاحتجاج والإضراب فى كل القطاعات، ما يهدد بمزيد من التدهور والرجوع للخلف.

والسؤال المهم ما هو القطاع الذى لم يضرب أو يتظاهر أو يحتج العاملون به على مدى سنتين بعد الثورة؟.

حكومة الدكتور هشام قنديل ظهرت لنا حتى اليوم كحكومة ضعيفة تسير بنفس نمط الحكومات السابقة فى التعتيم وانعدام الشفافية، وعدم وجود آلية للتواصل مع الجماهير العريضة التى تعانى وتئن تحت ضغوط الحياة والفقر، وهنا أيضا سأسأل هل فينا أى شخص يعرف أى شىء عما دار سابقا أو يدور حاليا مع أن واجب الحكومة أن تكلمنا عن المستقبل؟

المفروض أن تسبق الحكومة مطالب الجماهير، المفروض أن تقدر الحكومة الموقف بشكل يمنع احتجاج الناس، المفروض أن يخرج علينا وزير المالية، ويشرح للشعب الخطوط العريضة لرؤيته ويخرج علينا وزير البترول ليشرح أسباب أزمة المحروقات، ويتعهد بالمدى الزمنى والطريقة التى يتصورها للحل.

المفروض أن يخرج علينا رئيس الوزراء ويقدم للشعب تقريرا عن المشاكل الملحة ورؤيته المتكاملة لحلها، أعتقد أن ذلك يمكن أن يؤجل الكثير من الاحتجاجات والإضرابات التى أصبحت هى الوسيلة والأمل الوحيد فى الحصول على الحقوق المهضومة والضائعة.

أعتقد أننا الآن فى أمس الحاجة لتعاطى الدواء الشافى مهما كان مرا، والشعب اختار الرئيس بارادته الحرة على أمل أن يكون هو طبيب الشعب القادر على تشخيص داء هذه الأمة من الناحية الاقتصادية ويقترح العلاج الشافى مهما كان بداخله من مرارة لا بد أن نتجرعه، ما زال الأمل فى قدرة الرئيس على كتابة روشتة العلاج ويحدد الجرعة ومدة العلاج ونسبة الشفاء المتوقعة، هذا الأمل لم يأتنا من فراغ وأحاسيس الشعب لا تكذب، والشعب لم يضحك على نفسه عندما أعطى صوته للدكتور محمد مرسى وأنا من أبناء هذا الشعب أعطيته صوتى لمعرفتى أنه الصادق الذى سيحقق أهداف ثورتنا المباركة.

أجد أن هناك الكثيرين ممن حول الرئيس ويساعده سواء من الحكومة أو المحافظين أو عمداء الكليات أو رؤساء الجامعات أو رؤساء المدن أو وكلاء الوزارة يسيرون بخطى تشبه خطى البطة العرجاء ولا يوجد لديهم إبداعات أو ابتكارات للتلاحم مع الناس وحل مشاكلهم على أرض الواقع بطريقة جذرية والبعد عن نظام الترقيع والوعود البراقة والآمال المزيفة، دعونا من تضييع الوقت فيما لا يسمن من جوع، وبصراحة أقول لبعض المسئولين "تلبس جلابية انت حر وتفصل البنات عن الصبيان فى الجامعة انت حر بس هذه ليست الطرق الناجعة للعلاج دعونا من الشكليات واذهبوا مباشرة إلى جوهر كل قضية واقتحموها بكل شجاعة أو استريحوا واريحونا ومصر ولادة ورجالها الشرفاء بالملايين".

من الخطأ أن نخفى ما يعلمه الجميع عن اقتصاديات بلادنا المنهارة وعجز الميزانية المتزايد وأيضا من الخطأ أن نستمر فى فقدان السيطرة على هذه المشاكل للدرجة التى نراها يوميا من احتجاجات واضطرابات بسبب الحالة الاقتصادية. من الخطأ أن نستمر فى نفس طريقة النظام السابق فى ترقيع ثوب مهلهل وبالٍ، والثوب يحتاج إلى ابتكار ثوب جديد.
نعلم أن المعضلة الاقتصادية كبيرة ومعقدة وفى نفس الوقت نعلم أن حلها ليس بالمستحيل ونعلم أن الحلول الجذرية صعبة جدا بعد أكثر من ثلاثين عاما من الفساد، لا بد ولا مفر من الحلول الجذرية والشعب على استعداد لتحمل مرارة الحل بشرط أن يتساوى ويتشارك الجميع فى تحمل جزء من المرارة من الرئيس إلى الوزير إلى الخفير، نريد العلاج الشافى من الطبيب الذى وضع الشعب فيه كل آماله واختاره لهذه المهمة الجبارة التى تعتبر أهم أهداف ثورة يناير ومنها نذهب إلى الأهداف الأخرى للثورة المصرية المباركة، اللهم سدد خطى رئيسنا الذى اخترناه بإرادتنا الحرة لأول مرة فى تاريخنا وامنحه البطانة الصالحة والهمه العلاج الشافى والجذرى لمعضلتنا الاقتصادية حتى لو كان شديد المرارة، اللهم احمِ مصر من فتنة الفقر وفتنة التكفير وفتنة الانقسام.. اللهم أمين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة