مصر بلد طوابير صحيح

الثلاثاء، 10 مارس 2009 12:11 م
مصر بلد طوابير صحيح المهانة الإنسانية تجدها فى طوابير الحصول على الخبز
كتب محمد عبد العاطى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أنواع كثيرة من الطوابير يقابلها الإنسان فى حياته، ليقضى ساعات طويلة فى انتظار يمكن تلافيه بشيء من النظام، ومن أهم الطوابير التى نقابلها من المهد للممات:

طابور المدرسة: لن يختلف كثيراً الطابور فى المدرسة عن طوابير أسرى الحلفاء فى معسكرات اليابانيين أثناء الحرب العالمية، لنجد تلاميذ تتراص فى بؤس يغلفهم الغبار الناجم من حركتهم وتمارينهم الصباحية عديمة الفائدة مع صياحهم المزعج للسكان فى المنطقة المجاورة للمدرسة التى يطلقونها فى روتين يومى كئيب دون معنى حقيقى لها، والسمة العامة هى التزويغ من الطوابير، فى ظل عدم النظام فى كل مكان، وعلى رأسها المدارس.

طابور العيش: المهانة الإنسانية تجدها فى طوابير الحصول على الخبز مع تحايل وخبث البسطاء للحصول على أكبر حصة ممكنة تفوق بمراحل احتياجاتهم من الخبز المدعوم والممتلئ بكل ما لا يلذ من طوب وحصوات للملح أو المسامير والورق أحياناً، هذا إن تغاضينا عن شكله الانبعاجى والحشرات التى قد تصادفنا داخل عجين الخبز، ويعتبرها البعض نوعاً من البروتين المجانى البديل.

طوابير الشئون الاجتماعية: ستقف كثيراً فى طوابير السجل المدنى أو الشئون لتدرك فى النهاية أن لموظفى الشئون شئوناً أخرى تغنيهم وتشغلهم عن مصالحك التى هى عملهم فى الأساس .. فلا داعٍ للغضب ومقاطعة إفطارهم أو غدائهم الذى يستمر لفترة طويلة أو تقاطع مسار أحاديثهم التى لا تنقطع عن خلق الله واستمع واستمتع بها فى إذاعتهم المجانية لمشاكلهم الخاصة وأسرار بيوتهم التى تقال على المشاع أمام جمهور المواطنين، وكأنهم هواء لا وجود له.

القبض الشهرى: الطابور الشهرى الذى ننتظره كل شهر لنجلس أو نقف فى انتظار دورنا بنفاذ صبر، كل ما يملأ الرؤوس حسابات دامت طول الشهر حول الإضافى والبدلات والحوافز تجرى أمام أعيننا فى سرعة، وعند الوصول لأول الطابور والقبض تعد مرتبك غير ملتفت لم يقف خلفك يتمنى أن تحترق أو يُخسف بك الأرض، كما كنت تتمنى تماماً لمن كان يسبقك، تجادل قليلاً مع موظف القبض حول ما خصم منك ليجيبك فى حزم صارم إنها ليست مسئوليته لترحل فى حنق، وأنت تصب عليهم اللعنات صباً.

طوابور الفواتير: إن لم تمتلك فيزا كارد أو واسطة أو حتى لم تجد ذلك الرجل الذى يظهر من تحت الأرض ليبتسم لك ابتسامة سمجة قائلاً "خدماتك يا باشا"، ستضطر أن تقف مرغماً فى الطابور لكى تدفع فواتيرك أياً كانت الفاتورة، وأشهرها فاتورة التليفونات، تشعر بالضجر والملل فى كل لحظة، وكأن وقوفك فى الطابور نوع من أنواع الإهانة لا يليق بسموك أو أن وقتك الثمين يتسرب منك فى طابور سخيف بدلاً من قضائه فى مشاهدة فيلم للمرة الخامسة بعد الألف أو فى مشاجرة حامية مع من تجرأ وأبدى رأياً يخالف رأيك حول أحد مباريات كرة القدم أو موقف لأحد اللاعبين.

طوابير التجنيد: من رحمة الله بعباده أن طوابير التجنيد لا تقف فيها إلا مرة واحدة فى العمر، حيث الأعداد الغفيرة والساعات الطويلة، فيسارع المتقدمون للتجنيد بالذهاب من الخامسة أو السادسة صباحاً فى كل طابور يقفون فيه عند التقدم للتجنيد، بعد الاستعداد الكامل لقضاء ساعات طويلة تتجاوز العشر ساعات، قبل أن يعود كل إلى بيته ليستريح حتى الطابور المقبل الطابور الأخير يوم الإرجاء الذى يحدد مصيره، إن كان سينول شرف الخدمة العسكرية أم لا.

طابور الحمام: طابور الحمام الصباحى فى بعض البيوت مقدس لا يجرؤ أحد على خدش نظامه العرفى فى ترتيب معروف لمن يدخل الحمام أولاً، حسب ترتيب مغادرة المنزل بغض النظر عن الحمامات المشتركة لعدة أسر تسكن عقاراً واحداً، أما عن الحمامات العامة فحدث ولا حرج.

السوبر جيت: طابور السوبر جيت لأنك مسافر تجد نفسك واقفاً فى طابور شباك تذاكر تتمنى أن يكون من نصيبك تذكرة فى الأتوبيس القادم بدلاً من أن تنتظر قيام الأتوبيس الذى يليه، وإن كان الأتوبيس الحالى هو الأخير، فمن الأفضل أن تبحث عن وسيلة سفر أخرى أو تأجيل سفرك يوم آخر فى أسوأ الظروف.

طوابير المجالس الطبية المتخصصة ووزارة الصحة والتأمين الصحى: تحتاج التسلح بجميع المستندات والأدلة على مرضك، مع ما يؤكد بؤسك الاجتماعى والمادى، قبل أن تقف فى الطابور للحصول على قرار للعلاج على نفقة الدول أو التأمين الصحى .. وعند صرف العلاج تأكد من وضوح الروشتة والختم، مع بيان عدد الأدوية المصرح بصرفها حتى لا تقف نفس الطابور مرة أخرى.

طابور موقف الميكروباص وخناقات الأتوبيسات: ليست مشاجرة أو حرباً أخرى، وإنما هو صراع من أجل القفز فى أول ميكروباص أو أتوبيس، محاذراً أن تسقط تحت عجلاته المتحركة خالقاً لنفسك مكاناً لقدم تركز عليها وسط الأطنان البشرية لترحل مخلفاً وراءك طابوراً فى الشارع فى انتظار ميكروباص آخر.

وعلى الجانب الآخر، هناك أماكن خالية من الطوابير كالمكتبات والمعارض الفنية وأماكن التبرع بالدم.









مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة