بالصور.. ورش السكة الحديد تتحول لمرعى للأغنام.. قطارات تتحرك بلا صيانة وأخرى روتينية على الورق.. السائقون: تشغيل قطارات بعيوب فنية.. والمسئولون: سرقة قطع الغيار وقلة عدد العاملين وراء مشاكل الصيانة

الأربعاء، 05 سبتمبر 2012 08:58 ص
بالصور.. ورش السكة الحديد تتحول لمرعى للأغنام.. قطارات تتحرك بلا صيانة وأخرى روتينية على الورق.. السائقون: تشغيل قطارات بعيوب فنية.. والمسئولون: سرقة قطع الغيار وقلة عدد العاملين وراء مشاكل الصيانة ورش السكة الحديد
تحقيق رضا حبيشى ـ تصوير دينا رومية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
يوم كامل قضاه "اليوم السابع" داخل ورش سكك حديد "أبو غاطس" بشارع أحمد حلمى و"الفرز" بالقاهرة، من أجل استطلاع أعمال الصيانة التى تُجرى على القطارات بين كل رحلة وأخرى للتأكد من سلامة القطار قبل قيامه برحلته، وحرص "اليوم السابع" خلال جولته على ألاَّ يُجرى تنسيق مسبق مع هيئة السكك الحديدية حتى يستكشف أعمال الصيانة على طبيعتها، رغم ما سببه هذا من مشاكل نتيجة عدم حصولنا على تصريح بالدخول.



البداية كانت فى ورش "أبو غاطس" لصيانة العربات المميزة والديزل (الجرارات) بشارع أحمد حلمى بالقاهرة.. أثناء دخولنا للورش اعترض طريقنا رقيب الشرطة طارق عيسوى، قائلاً: "ممنوع دخول أى صحفى أو مصور إلى الورش". وبعد مفاوضات طويلة مع رقيب الشرطة، الذى كان محتدًّا فى لهجته، وافق على دخولنا الورش إثر لجوئنا للإدارة العامة لشرطة النقل والمواصلات للسماح لنا بالدخول.



أثناء جولتنا فى ورشة الديزل لم نشاهد أكثر من 5 فنيين يُجرون كشفًا على الجرارات قبل قيامها.. يكشفون على الزيت والسولار بكل جرار من أجل تموينه بالوقود فى حال نقص الكميات الموجودة بـ "التنك"، واعترف الفنيون لـ "اليوم السابع" بعدم إجراء الصيانة اليومية للجرارات بشكل جيد، مرجعين ذلك إلى نقص أعداد الفنيين والمهندسين الموجودين بالورش، وكذلك عدم وجود قطع غيار بالورشة.



وأكد أحمد على، سائق قطار التقيناه داخل الورشة، أن الصيانة تتم بالورش بشكل روتينى، وعلى الورق فقط، لافتًا إلى أنه فى حالات كثيرة تقوم جرارات وبها مشاكل فنية، رغم أن هذا يهدد سلامة الركاب أثناء الرحلة، مستطردًا: "أعمال الصيانة مجرد تحصيل حاصل.. والعملية ماشية بستر ربنا". مشيرًا إلى أن الجرارات تدخل الورش وتخرج ولا يحدث بها أكثر من تموينها بالوقود أو إصلاح العطل أو المشكلة الفنية التى ينقلها السائق للفنى أو المهندس الموجود.



أما المهندس صبحى يوسف، مدير الورشة، فقال إنهم يُجرون الصيانة للجرارات يوميًّا قبل كل رحلة، محاولين تعويض نقص قطع الغيار باللجوء إلى الجرارات "المُشَرَّكة" للاستفادة من قطع الغيار الموجودة بها، وإنهم يُجرون صيانة يومية وأخرى دورية كل 15 يومًا، وكذلك تُجرى عَمْرة سنوية لكل جرار وعَمرة "جسيمة" كل ثلاث سنوات. لافتًا إلى أن الجرارات التى بها "عوارض" ومشاكل فنية كبيرة يتم إرسالها لورشة الديزل بالفرز (المركزية)، والتى يُجرى بها أيضًا العَمْرات.



وأوضح يوسف أن دور ورشة ديزل أبو غاطس يقتصر على إجراء الصيانة اليومية قبل كل رحلة للجرار، لافتًا إلى أن الورشة تُجرى صيانة لعدد من الجرارات يتراوح بين 100 و120 جرارًا يوميًّا رغم أن إجمالى العاملين بها لا يتعدى الـ 150 عاملاً يعملون من خلال ورديات على مدار الساعة.



ما يحدث فى ورشة ديزل أبو غاطس يحدث فى ورشة العربات المميزة الموجودة هناك أيضًا، يضاف إليها الركاب الذين يتوجهون لاستقلال القطارات المميزة التى تتحرك منها، من أجل حجز "كراسى" بها قبل تحركها من الورشة، لتقوم من محطة مصر برمسيس، فضلاً على الباعة الجائلين الذين يجولون فى الورشة للبيع للركاب الموجودين، رغم عدم جواز وجود ركاب أو بائعين أو أى مواطن عادى بالورش لدواعٍ أمنية، ويمكن أن يكون وجودهم أحد الأسباب التى تؤدى لسرقة قطع الغيار، خصوصًا أنهم أحيانًا يكونون موجودين بالتزامن مع عدم وجود عاملين بالورشة.



وكشف المهندس حامد صبحى، مدير عام الورشة، لـ "اليوم السابع" عن وجود عمليات سرقة منظمة لقطع الغيار بالورشة، تصل خسائرها لنحو 20 مليون جنيه سنويًّا، رغم وجود كاميرات مراقبة بالورشة، قائلاً: "عمليات السرقة تحدث كل يوم والشرطة مبتعملش حاجة.. والكاميرات الموجودة منذ أكثر من عام وكاشفة الورشة بالكامل مش جايبة أى نتيجة". لافتًا إلى أنه اشتكى مرارًا من عمليات السرقة، لكن لم يحدث أى رد فعل.



وأشار صبحى إلى أن الورشة تعانى عجزًا شديدًا فى أعداد المهندسين والفنيين، وأن عددهم لا يزيد على 750 مهندسًا وفنيًّا يُجرون صيانة لـ 58 قطارًا يوميًّا، وأن هذا العجز يضاف إليه نقص قطع الغيار، لافتًا إلى أنهم قدموا أكثر من مذكرة بطلباتهم، وأنهم يُجرون الصيانة للعربات بالإمكانيات المتاحة، حيث يجرون صيانة يومية قبل كل رحلة، وصيانة دورية كل 3 شهور، بينما تُجرى العَمْرات فى ورش أبو راضى ببنى سويف.



اللافت أنه عندما توجهنا إلى ورش الفرز ـ الأكبر والأهم بهيئة السكك الحديدية ـ وجدنا أن ما يحدث بها هو نفسه ما يحدث فى ورش أبو غاطس، يضاف إليها الأغنام التى ترعى فى تلك الورش.. استطلعنا ورش العربات المكيفة (الفرنساوى والإسبانى)، ولم نشاهد أى أعمال صيانة طوال فترة تواجدنا التى قاربت الساعتين.. لم نلتقِ فنيين سوى مَن خرجوا من العشش الخشبية الخاصة بهم عندما علموا بوجودنا، وكانت شكواهم من قلة أعدادهم ونقص قطع الغيار وعمليات السرقة.



وشدد المهندس خالد حلمى، مشرف الوردية فى فترة تواجدنا بالورشة الفرنساوى، على أن أعطال التكييف غالبيتها تكون نتيجة ارتفاع درجة حرارة الجو، لأنهم يجرون الصيانة للعربات قبل كل رحلة، كذلك أى مُعدَّة معرضة لأى عطل مفاجئ، فيما أكد عدد من الفنيين الذين يصاحبون القطارات المكيفة فى رحلاتها أنهم يتعمدون إخفاء هوياتهم عن الركاب خوفًا من تعدى الركاب عليهم عند حودث الأعطال.















































مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة