عصام كرم الطوخى يكتب: الرأى الأوحد

الإثنين، 03 سبتمبر 2012 01:11 م
عصام كرم الطوخى يكتب: الرأى الأوحد صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
عندما تشتد الريح وتجد سفينتك تصارع الأمواج والأعاصير.. ثق أنك الوحيد الذى يملك محاولة تغيير اتجاه الأشرعة.. بمساعدة من حولك، فكل ما تفعله العواصف هو أن تُعيقك فترة معينة من الزمن حتى تهدأ، ولكنها لا تغير وجهة سيرك.. كذلك بالنسبة لأحلامنا وأهدافنا وأرواحنا فى رحلة الحياة الشاقة.. اثبُتْ على ما أنت عليه من مبادئ وقيم.. ومهما كانت محاولات رياح الشيطان إقصاءك عن أحلامك فأنت الوحيد القادر على الصمود والثبات مع من حولك.. ممن كانوا يمدون لك يد العون.

فإذا كنت ممن أنعم الله عليهم وحققت المزيد من النجاحات وذقت مرارة المعاناة.. فهناك كثيرون يعانون الآن مثلك، ينتظرون أن تمد لهم يد العون، فهم فى أشد الاحتياج لمن يقوى عزائمهم ويساعدهم على اجتياز أحزانهم، وحل مشاكلهم، لذلك تكون مهمة الشيطان سهلة عندما يجلس الطيبون الأخيار دون أن يمدوا يد المساعدة لمن حولهم.

يقول إيدموند بورك: "كل ما يحتاجُ إليه الشيطان لكى يحقق الانتصار هو أن يجلس الأخيار دون أن يفعلوا شيئًا".

بالفعل هناك من أصبحت حياتهم مستهلكة مملة، تفتقر إلى المعنى، إلى وجود شىء جميل فيها، يشعرون بأنهم لا يتقدمون إلى الأمام، ليست لديهم القدرة على فعل شىء أو تغيير أى شىء، كل ما يقومون به تمضية الوقت.. بسبب أننا لا نتفاعل ولا نشارك ولا نحترم الآخرين، فقط ننظر إليهم على أنهم أداة من أدوات الإنتاج.. لا نقدر ما ينجزون وما يقومون به من جهد وعمل.

نحن نبحث عن ثقافةٍ ولغة تواصل بين من هم أعلى وبين من هم أسفل.. ففى محيط عملك لا مانع من جمع الموظفين حولك، والإنصات لهم، وأخذ آرائهم، فسوف تصل إلى قرارات أفضل، وحتى بين أفراد أسرتك، فالشعور بالمشاركة شىء عظيم.. لابد أن تصغى إلى من هم أدنى منك، فعندهم طموح وأحلام وآمال قد تفوق طموحك ورأيك الأوحد.. وقد يبهرك رأيهم إذا كنت جادًّا فى التعامل معهم، وتدرك قيمتهم وتواجدهم فى الحياة.

كم من الأحلام سقطت وانحدرت وانهارت، بل ماتت، بسب سوء المعاملة من الذين يسيئون فن الإدارة فى عملهم، وفى حياتهم، ويظنون أن رأيهم الأوحد هو كل شىء.

يقول جون واتسون: "كُن رفيقًا، فكل من تقابله يخوض معركة شرسة".








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة