"عم إبراهيم".. حكاية 50 سنة فى صناعة العود بشارع محمد على

الثلاثاء، 28 أغسطس 2012 08:58 م
"عم إبراهيم".. حكاية 50 سنة فى صناعة العود بشارع محمد على عم إبراهيم
كتبت أمل علام

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شارع محمد على، والذى اشتهر منذ القدم بالفنانين والعوالم، بل يعتبر البعض أن اسمه يدل عن المدرسة التى يتخرج منها الفنانون والعوالم أو الراقصات، هذا الشارع الأثرى الذى يزوره كل من يصل إلى مصر، وخاصة ممن يهتمون بالفن أو بالآلات الموسيقية، ما زال يحتفظ ببعض معالمه التى اندثرت منذ فترة، حيث امتلأ الشارع بالباعة، ولكن يبقى جزء صغير من هذا الشارع العملاق يحتفظ أصحابه بمهن انقرضت منذ فترة، ولم يعد لها وجود.

وهناك تجد ورشة صغيرة وسط هذا الشارع، يجلس فيها عم إبراهيم المصرى، والذى يبلغ من العمر 62 عاما، والذى اشتهر بصناعة آلة العود، وهناك تجد الأخشاب أنواعا وأشكالا، فالعود لا يصنع من الخشب الزان فقط كما يقول عم إبراهيم، والذى ورث هذه المهنة عن أبيه وعن جده، وإنما يصنع أيضا من أنواع مختلفة من الخشب، وكلما ارتفع نوع الخشب فى السعر كلما أعطى صوتا أجمل وأعمق، فهناك الخشب الموجنة وخشب الورد وخشب الصرصور والصاج الهندى والأبانوس والفنجى، حيث يتم استيراد معظم هذه الأنواع من الهند.

عم إبراهيم، والذى كان يعمل فى هذه المهنة منذ أن كان طفلا صغيرا لم يتجاوز عمره الـ 12 عاما يقول إن ثمن العود يتحدد تبعا لنوع الخشب الموجود فيه، ويزداد العود عراقة وأصالة كلما كان قديما، أو كان يقتنيه بعض الفنانين، فمثلا العود الذى كان يستخدمه فريد الأطرش تم بيعة بأكثر من 35 ألف جنيه وكان مرصعا بالصدف ومصنوعا من الصاج الهندى، وهناك عود آخر قد يصل ثمنه إلى أكثر من 100 ألف جنيه.

وتعتبر صناعة العود صناعة يدوية نادراً ما تتوافر فى الوقت الحالى، ولكن عم إبراهيم احتفظ بمكانته وورشته حتى الآن ليحصل على لقب أقدم صناع آلة العود، فالعرب يفدون إليه من كل مكان، وهناك بعض المحترفين الذين يطلبون العود بمواصفات خاصة، وهناك فنانون كبار والذين يقومون بتدريب بعض الهاوين عليها يشترون كميات كبيرة، مثل الفنان العراقى نصير شمة، والذى دائما ما يطلب منه صنع أعداد كبيرة لتدريب الطلبة فى بيت العود بالأوبرا.

ورغم وجود عشاق للعود وأنغامه، إلا أنه يشير إلى أن الآلات الغربية كانت السبب فى انتهاء عصر العود، ولا يستخدمه الآن سوى بعض الفنانين وبعض المتدربين، ويقول إن أغلى نوع هو المصنوع من خشب الأبانوس، والذى يتم بيعه بحوالى 1800 جنيه، والمصنوع من الخشب الزان العادى يباع بـ 140 جنيها.

والمرصع بالصدف يصل سعره إلى حوالى 300 جنيه، ورغم أن عم إبراهيم يقوم بصنع أشكال مختلفة من العود للفنانين، إلا أنه فقد الكثير من زبائنه من الأجانب الذين كانوا يتوافدون على مصر قبل الثورة، حيث يعتبرون العود أحد أهم الملامح العربية التى يفضلون اقتناءها عند زيارة مصر.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة