شيرين عرفة تكتب: الأحمق والنحلة

السبت، 18 أغسطس 2012 06:04 م
شيرين عرفة تكتب: الأحمق والنحلة صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصبح يطاردها بدأب.. ظل يلهث وراءها.. كانت كراهيته لها تحرك كل أعضاء جسده من أجل هدف واحد: هو الإمساك بها والتشفى بقتلها.. لم يكن وقتها يتذكر أنها من أمدته يوما بعسل شهى أسكن جوعه.. ولم يذكر لها أنها سمحت له وعن طيب خاطر أن يتناول عسلها ليتداوى به من أمراضه.. وكم تعبت وضحت كى تعطيه ذلك العسل.. وكم سهرت هى وأخواتها كى تحرس له ذلك العسل... نسى كل ذلك ولم يذكر لها سوى طنينها المزعج فى أذنيه... ولسعة قد لسعته إياها ذات مرة... لم تتعمد بها إيذائه.. ولكنه الخوف الفطرى الذى لديها من كل شىء... فهى تخشى الغرباء وتخافهم.. ولا تثق سوى بمن هم من جنسها ويحملون خصائصها وصفاتها.. ودوما تقدم مصلحة الخلية والنظام بها على أى شىء آخر.. ففيها نشأت وتربت وبها تحيا وتموت... ويمكنها أن تلسع كل من اقترب من خليتها.. أو فكر فى هدم نظامها... أما هو فلم يكن يرى أمام عينيه سوى كراهيته المطلقة لها وحقده عليها الذى يحمله فى ثنايا قلبه.. ويكاد تتمزق منه أحشاؤه... فبعد مطاردات مضنية وحرب ضروس.. لم يفلح سوى فى إرهاقها.. لكنه لم يستطع مطلقا هزيمتها... فعمد بتهور وغباء إلى سلاحه النارى... أخرجه من غمده ووجهه إليها... وفى حركة مفاجئة توجهت النحلة إلى مقدمة رأسه ووقفت بين عينيه.. تحاول أن تبعد نفسها بذلك عن المخاطر.. بعد أن أتعبتها الملاحقات... إلا أنه وفى غمرة عناده وحمقه... وفى ذروة حقده وتصميمه.. وجه إليها فوهة سلاحه.. وضغط بإصرار على الزناد.. وأطلق عليها رصاصته... وقتل معها عمره وأيامه... وأنهى بحمقه على كل شىء.. وانتهى كل شىء... كانت تلك قصة كراهية حمقاء وبغض مقيت أودى بصاحبه وأنهى عليه ...كذلك هو الحال على أرضنا مصر ..نرى من يحمل فى قلبه كراهية عجيبة وبغضاء مريرة لفصيل من المصريين.. لهم ما لهم.. وعليهم ما عليهم.. أخطأوا مرات وأصابوا مرات أكثر.. فعلوا الكثير.. وتمنوا أكثر.. ولجهدهم ومثابرتهم... حققوا ما تمنوه... ووصلوا لما أرادوه.. بفضل جهدهم وكدهم... فكرة نجاحهم البعض.. ووصل حد كراهيتهم لهم... هو تمنيهم إحراق مصر بكاملها من أجل ألا يروا هذا الفصيل من المصريين يحكم مصر... يدعون لثورة جديدة... يخرج فيها الشعب على حاكم اختاره هو بنفسه.. ووضعه على سدة الحكم بانتخابات شارك فيها الملايين.. وأنفق عليها الشعب من ميزانيته المليارات... وأشاد الجميع بنزاهتها وحيادها.. دعوا لأن يخرج من الشعب كل الكارهين والحاقدين على هذا الفصيل الذى وصل لحكم مصر وتربع على عرشه.. بحجة أنها ثورة على جماعة الإخوان ومرشدها... وهم يعلنون بذلك رفضهم لخيار الملايين الأخرى التى اختارت هذا الرئيس وأيدته.. ويعلنون أنهم غير راضين بقواعد اللعبة التى دخلوها بأنفسهم مختارين.. لا مجبرين... والآن.. يريدون أن يقلبوا الطاولة على اللاعبين جميعهم.. وينادون بثورة تحرق الأخضر واليابس... وتهدم مصر على رؤوس أصحابها... لإن تهدم مصر بكاملها أهون عندهم من أن يروا بأم أعينهم رئيسا أخوانيا فوق سدة الحكم بمصر.. وقبل أن ندعو نحن الرئيس الشرعى والمنتخب سيادة الرئيس محمد مرسى.. أن يستخدم مع هؤلاء المرضى والحاقدين سلاح القانون.. ويتعامل بحزم مع أى دعوات منهم لتخريب البلاد أو الانقلاب على الشرعية.. علينا جميعا أن نبتهل إلى الله فى نهاية هذا الشهر الكريم.. أن يشفى مرضى القلوب والعقول على أرض مصرنا الغالية.. قبل أن يحرقوا أحلامنا ويقتلوا مستقبل أبنائنا.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة