هل تغير موقف المستشار جودت الملط من الحكومة؟

الثلاثاء، 03 مارس 2009 08:18 م
هل تغير موقف المستشار جودت الملط من الحكومة؟ هل يتراجع الملط أمام ضغوط الحكومة؟
كتب وائل ممدوح وعمرو جاد

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أثار عرض تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات على مجلس الشعب، همسات نواب المعارضة والمستقلين، بعد أن سادت حالة من الهدوء كل من المستشار جودت الملط، رئيس الجهاز المركزى للمحاسبات، والدكتور يوسف بطرس غالى، وزير المالية، أثناء عرض ومناقشة التقرير فى المجلس، فى سابقة هى الأولى، خاصة وأن الأنباء التى ترددت الأيام الماضية قد أكدت وجود خلافات شديدة بين الجهاز والحكومة، وهو ما فسره النواب على أنه اتجاه جديد من الجهاز للتعامل مع الحكومة، بعد أن اعتاد على توجيه انتقادات لاذعة لها أثناء عرضه لتقارير الجهاز فى السنوات الماضية.

النائب المستقل محمد العمدة، أكد أنه لا يرى تغييرا ملحوظا فى تقرير هذا العام، بخلاف إشارته إلى إيجابيات الحكومة للمرة الأولى، لكنه أخذ على هذه الإيجابيات نقلها عن مصادر حكومية أيضا مثل وزارة المالية، ومركز معلومات مجلس الوزراء، مؤكدا أن هذا يشكك فى صحة هذه الإيجابيات المبنية على أرقام الحكومة المشكوك فيها من الأساس. لكن نائبة الوطنى جورجيت، اختلفت مع العمدة فى هذه النقطة مؤكدة أن استخدام أرقام الجهات الحكومية فى التقرير لا يقلل منه، مؤكدة أن التقرير أعد بأسلوب علمى منهجى يدقق فى صحة الأرقام والبيانات، وأضافت أن لجوء المركزى للمحاسبات لأرقام الجهات الحكومية مبرر لأنه ليس هناك جهات أخرى تقدم هذه الأرقام والإحصاءات.

د.جورجيت قللينى، عضو مجلس الشعب عن الحزب الوطنى، أكدت أن تقرير المركزى للمحاسبات لا يحمل تغييرا فى موقف الجهاز، أو المستشار جودت الملط من الحكومة، كما ادعى البعض، وأَرجعت سبب تداول هذا الادعاء إلى الإعلام والمعارضة، مؤكدة أن الاثنين يميلان إلى تفسير تقرير الجهاز المركزى للمحاسبات بشكل أكبر وأضخم مما هو عليه، ويغفلان رد الحكومة الذى يفسر كثيرا مما يرد بالتقرير.

وأضافت قللينى، طبيعى أن يرصد التقرير بعض السلبيات، لكنها ليست بالشكل المرعب الذى تصور للرأى العام، وأشارت إلى جانب آخر يتسبب فى تهويل الصورة أمام الرأى العام، وهو إعلان بيانات التقرير فى صورة أرقام، دون تفصيلها بالنسب السابقة، التى توضح مدى انخفاض أو ارتفاع هذه الأرقام الذى يكشف فى النهاية إن كانت الأرقام إيجابية أم لا.

وأرجعت جورجيت قللينى، أن أهم أسباب هدوء الأجواء أثناء عرض التقرير أمام المجلس، إلى هدوء د.يوسف بطرس غالى، وزير المالية، فى الرد على ملاحظات المستشار الملط، وأضافت "لم يكن هناك استفزاز من جانب الحكومة للجهاز، وهو ما ساعد على هدوء الأجواء. وأضافت أن هجوم الصحف المستقلة والحزبية خلال الأسبوعين الماضيين على تصدير وجود خلافات وحرب خفية بين الجهاز المركزى للمحاسبات، والحكومة، وأكدت أن الملط – فى رأيها – حاول إثبات عدم وجود مثل هذا الخلاف، وأنه فقط يؤدى عمله دون موقف مسبق من الحكومة.

يختلف النائب الإخوانى صبحى صالح، عضو لجنة الشئون الدستورية والتشريعية بمجلس الشعب، حيث يرى أن تقرير المركزى للمحاسبات اختلفت ملامحه هذا العام عن الأعوام السابقة، وانتقد الجهاز مؤكدا أنه ليس من وظيفته أن يلتمس العذر للحكومة، أو أن يبحث عن إيجابياتها.

وأضاف صالح، أخشى أن يكون هناك تسييس للتقرير، هو السبب وراء هذا التغيير الذى وصفه بـ "الملفت" فى موقف الجهاز، وانتقد النائب طريقة استقبال نواب المعارضة للتقرير، مؤكدا أنهم لم يحسنوا استقباله والرد عليه، فى حين احتفى نواب الحكومة بالتقرير.

وعلق صبحى صالح على هدوء وزير المالية اللافت أثناء عرض تقرير الجهاز اليوم ساخرا، "ما هو التقرير بيجامله.. هيزعل ليه؟!"، فى إشارة إلى ورود 15 ملاحظة إيجابية فى التقرير، مقابل 25 ملحوظة سلبية فى حق الحكومة، وأكد أنه واضح دخول السياسة فى التقرير.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة