أسرة شهيد منيا القمح بالشرقية: فقدنا مصدر رزقنا ونحتسبه عند الله.. وجدّته المسنّة: عشت طول عمرى أحلم بيوم زفاف حفيدى.. وأصدقاؤه أزالوا زينة رمضان

الأربعاء، 08 أغسطس 2012 04:18 م
  أسرة شهيد منيا القمح بالشرقية: فقدنا مصدر رزقنا ونحتسبه عند الله.. وجدّته المسنّة: عشت طول عمرى أحلم بيوم زفاف حفيدى.. وأصدقاؤه أزالوا زينة رمضان والد الشهيد محمد رضا عبد الفتاح
الشرقية– فتحية الديب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
شيع بالأمس الآلاف من أبناء محافظة الشرقية بمراكز بلبيس ومنيا القمح وكفر صقر، ومنشأة أبو عمر جثمان خمسة من جنود حرس الحدود البواسل، الذين طالتهم يد الغدر أثناء تناولهم وجبة الإفطار، وسط حالة من الحزن الشديد والبكاء والإغماءات، التى سيطرت على أسر الشهداء فور وصول جثامينهم لتشييعها إلى مثواها الأخير.. حيث قاموا بتأدية صلاة الجنازة مرة ثانية على الشهداء وحمل ذووهم وأصدقاؤهم صورهم وحرصوا على وضع الورود على الجثمان وردوا الهتافات المطالبة بالقصاص والمناهضة للإخوان وطالبوا بالقصاص من مرتكبى هذا الحادث المروع، الذى راح ضحيته خمسة من أبناء المحافظة وأصيب 2 حالتهما سيئة.

"اليوم السابع" تقابل مع أسرة الشهيد محمد رضا عبد الفتاح ابن قرية المحمدية، التابعة لمركز منيا القمح، حيث تعيش أسرته المكونة من خمسة أفراد بمسكن ريفى بسيط بالطوب اللبن ومسقوف بالبوص، حيث اتشحت القرية بالسواد وأزال شباب القرية زينة رمضان حزنًا على فراق الشهيد، وقاموا بوضع صورة كبيرة له بمدخل القرية.

أكدت أسرة الشهيد، أنها علمت بخبر استشهاده من الفضائيات والإنترنت وقنوات التليفزيون مثل باقى أسر الشهداء، حيث أصيب والده رضا عبد الفتاح 61 سنة بالمعاش بحالة من الإغماء بعد علمه بوفاة نجله الأكبر، الذى كان سنده الأول بعد الله سبحانه وتعالى مرددا العديد من العبارات منها "مش هقول يامحمد تانى" "يا أول فرحتى يا محمد" "حد يجبلى ابنى أشوفه"، "كان دايما بيقولى هموت على الحدود" "وحاسس إنى مش هرجع تانى" بتلك الكلمات بدأ والد الشهيد محمد رضا عبد الفتاح 22 سنة حاصل على دبلوم صنايع قسم غزل ونسيج مجند، والذى قضى 15 شهراً من تجنيده بحرس الحدود.

وله شقيقان عبد الفتاح رضا 17 سنة طالب وعبد المنعم رضا 15 سنة طالب بالإعدادى. حيث أكد والده أنه كان عائله الوحيد وكان يساعده بالعمل بأجر يومى فى فترة إجازته بحرس الحدود لكى يتمكن من بناء منزل بالطوب الأحمر ويتزوج فيه لكن قضاء الله أكبر من أى شىء واحتسبه عند الله من الشهداء ولن يعوضنى عن فراقه كنوز الدنيا لأن الضنى غالى ولن يعوض.

ولم تستطع والدة الشهيد الحديث حيث كانت فى حالة إغماء متواصل بعد علمها بخبر وفاة نجها الأكبر، الذى لما تشاهده منذ بداية شهر رمضان، وكانت تنتظر إجازته بفراغ الصبر لكى يفطر معهم، وتتم خطوبته على الفتاة التى اختارها قلبه لكن قضاء الله اختاره دون أن تراه وتودعه الوداع الأخير، وكان نفسها أن تلقى عليه نظرة الوادع وتقبله.

من جانبه قال محمود على، عم الشهيد، ما ذنب شاب مثل محمد أن يلقى مصرعه بسبب خلافات سياسية بين الكبار، ونحن من أفقر ما يكون أن نتدخل فى تلك الصراعات السياسية مطالبا بالتحقيق الفورى فى الواقعة والأخذ لهم بالثأر حتى تهدأ نيران أسرته.


كما طالبت جدة الشهيد فاطمة عبد الباقى 78 سنة بالقصاص من قتلة الشهيد، حيث قالت إنه كان سند والده وأكبر أشقائه وخاصة أن أباه بالمعاش ويتقاضى 200 جنيه شهريا، حيث وقع الخبر عليها كالصاعقة وكان نفسها أن تفرح به وتشاهده فى الزفة بجوار عروسه، التى كان يرغب فى الارتباط بها بعد العيد، حيث تمنت أن لو القدر اختارها وتركه ليساعد أسرته ويفرح بشبابه ولكن القدر اختاره مع الشهداء.. وقالت عوضنا على الله ونفسى قبل ما أموت أشوف الجناة معدومين عشان نارى تبرد.


من جانبه شيع آلاف الأهالى الذين تسابقوا لتشييع الجثمان لمثواه الأخير حاملين صورة كبيرة للشهيد وقاموا بوضع الورود على جثمانه مطالبين بتكريم أسرة الشهيد ووضع اسمه على إحدى المدارس بمنيا القمح تكريما لشهداء الوطن والواجب الذين طالتهم يد الغدر أثناء تناولهم وجبة الإفطار حيث إنه كان شابا بسيطا ومتواضعا وعلى خلق وكان مكافحا يحلم باليوم الذى ينهى فيه خدمته لكى يساعد أسرته.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة