خبراء الأرصاد: مصر تنتظر صيفاً طويلاً

الأحد، 01 مارس 2009 02:06 م
خبراء الأرصاد: مصر تنتظر صيفاً طويلاً مطروح وشمال سيناء أكثر تأثراً من عدم سقوط الأمطار
كتبت شيماء عبد الهادى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حذر الدكتور مسلم شلتوت أستاذ علم الفلك والفضاء من صيف قائظ الحرارة، مستشهداً بالتغيرات المناخية التى شهدتها مصر طوال فصل الشتاء الحالى من ارتفاع درجات الحرارة وسقوط أمطار أقل من معدلاتها الطبيعية. وهو ما وصفه وحيد سعودى رئيس مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية بالشتاء المتطرف، مؤكداً تأثر محافظات مطروح وشمال سيناء بشكل خاص لاعتمادها على الأمطار الموسمية.

الدكتور مسلم شلتوت وصف ما نمر به بظاهرة الصيف الطويل، وقال "هى ظاهرة كانت تحدث منذ آلاف السنين نتيجة لتغير المناخ لأسباب طبيعية مثل ثورات البراكين وازدياد نشاط الشمس وغيرها من الظواهر التى دمرت حضارات بأكلمها كالبيرو والأكوادور وألمانيا فى أمريكا اللاتينية، لكن الحادث اليوم أن التغيير نتيجة لأسباب تدخل الإنسان فى الطبيعة والاستخدام المكثف للطاقات الإحفورية كالبترول والغاز الطبيعى والفحم فى عمليات الصناعة والمواصلات خلال القرون الماضية، مما أدى إلى زيادة انبعاث الغازات الدفيئة الأرضية وعلى رأسها غاز ثانى أكسيد الكربون، وهو ما أدى بدوره إلى ظاهرة الاحتباس الحرارى وارتفاع درجة حرارة الجو 1 درجة مئوية خلال القرن العشرين".

وتابع "هذه التغيرات المناخية بدأت تؤثر على مصر، حيث سجلت الأقمار الصناعية تقدم عرض البحر على شمال الدلتا وخاصة فى منطقة رشيد وبحيرة البرلس وعند رأس البر بدمياط بمقدار من 15 إلى 20 سم عن منتصف القرن العشرين، وهى زيادة ليس متوقعاً حد استمرارها. هذا إلى جانب ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملحوظ وصلت فى النصف الأول من فبراير، أبرد فترة فى فصل الشتاء، إلى 29 و30 درجة مئوية مع ملاحظة عدم سقوط أمطار فى القاهرة الكبرى، الأمر الذى ينبأ بفصل صيف قائظ الحرارة وموجات حارة بينها فاصل زمنى قد لا يزيد عن يوم أو يومين".

ويصف وحيد سعودى رئيس مركز التحاليل بهيئة الأرصاد الجوية شتاء 2009 بالشتاء المتطرف منذ بدايته وحتى الآن مسجلاً ارتفاع درجات حرارة خلال شهر يناير إلى 28 درجة مئوية، وهو أعلى من معدلاتها الطبيعية بحوالى 9 درجات مئوية، إلى جانب نشاط الرياح المثيرة للرمال والأتربة بسرعة وصلت أحياناً أكثر من 20 عقلة بمقدر 40 كيلو متراً فى الساعة، والطبيعى يتأرجح بين 8 و 15 عقلة، وانخفاض كميات سقوط الأمطار من 30 ملليمتراً إلى 5 أو 7 ملليمترات، وهو ما تأثرت به محافظات مطروح وشمال سيناء لاعتمادها على الأمطار الموسمية، مشيراً إلى عدم تأثر ارتفاع منسوب النيل بشكل ملحوظ لاعتماده على مصادر المياه والأمطار التى تسقط فى الصيف على منطقة الحبشة.

ما يحدث من تغيرات مناخية سبق وأن حذر تقرير التنمية البشرية لعام 2007 – 2008 من وقوع كوارثها على عدد من الدول فى مقدمتها مصر وبنجلاديش وفيتنام، بسبب تراكم الغازات الدفينة التى تحبس الحرارة فى جو الأرض بمعدل لم يسبق له مثيل، حيث وصلت التركيزات الحالية إلى 380 جزءاً فى المليون من مكافئ ثانى أكسيد الكربون ويتجاوز هذا أكثر مما تم تراكمه بشكل طبيعى طوال 650 ألف عام الماضية. ومن الممكن أن يرتفع متوسط درجات الحرارة فى العالم خلال القرن الـ 21 أو أبعد بقليل بأكثر من 5 درجات مئوية، وهو ما يعادل التغير فى درجات الحرارة منذ آخر عصر جليدى. إلا أن على قطب المتحدث باسم هيئة الأرصاد الجوية يرفض الربط بين الفصول وبعضها. مشيراً إلى أن ما شهده فصل الشتاء لهذا العام يرجع إلى تغيرات طقسية تحتاج إلى 10 سنوات لدراستها ولا يمكن الاعتماد عليها فى توقع المناخ أو طقس يزيد عن أسبوع واحد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة