نتانياهو لـ"واشنطن بوست": لا سلام مع حماس

السبت، 28 فبراير 2009 05:02 م
نتانياهو لـ"واشنطن بوست": لا سلام مع حماس نتانياهو يدق طبول الحرب
إعداد رباب فتحى عن واشنطن بوست

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أجرت صحيفة واشنطن بوست، أول حوار لوسائل الإعلام الغربية، منذ اختيار شيمون بيريز، الرئيس الإسرائيلى، لبنيامين نتانياهو ليشكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة، ودارت المقابلة حول الدور الذى سيلعبه نتانياهو عند استلام مقاليد رئاسة الوزراء الإسرائيلية، وما تأثير ذلك على عملية سلام الشرق الأوسط.

واشنطن بوست: يرى الرئيس شيمون بريز أنك أصبحت الآن أكثر نضجاً عما كنت عليه أثناء عام 1996 عندما شغلت منصب رئيس الحكومة الإسرائيلية؟ هل هذا صحيح؟
بنيامين نتانياهو: هذا ما آمله، فالوقت لديه فوائد عدة، ومنها أن تتفكر فى خبراتك السابقة وتتعلم منها ومن خبرات الآخرين. ولقد راقبت بحذر وتمهل نجاح الحكومات، وسأسعى جاهداً لتوظيف عدد من العناصر، التى تستخدمها هذه الحكومات، تتعلق بالسياسة والقيادة السياسية الفعالة، كى أتمكن من قيادة إسرائيل إلى مستقبل أفضل تنعم فيه بالسلام والأمن والرخاء. ومن أجل تحقيق هذا الهدف الغالى، أقدم منهجاً جديداً، أعتقد أنه سيحقق التقدم الذى نصبو إليه؛ وهو أن نستمر فى إجراء المفاوضات السياسية وفى الوقت نفسه نعمل على تنمية الأوضاع الاقتصادية، وهى الخطوة التى بدأنها بالفعل، وكذلك أرغب فى تعزيز القوات الأمنية الفلسطينية، بالإضافة إلى أنى أعتزم أن أكون مسئولاً شخصياً عن لجنة حكومية تعالج بانتظام احتياجات الاقتصاد الفلسطينى فى الضفة الغربية.

ولكن التقدم الاقتصاد لن يكون بديلاً عن التقدم السياسى..
لا، إنه ليس بديلاً. ولكن فى أيرلندا الشمالية، لعب التقدم الاقتصادى دورا محوريا فى تيسير التوصل إلى اتفاقية "الجمعة الحزينة"، وعدد من الاتفاقيات التى تبعتها.

إذن أنت تعتقد أنك تستطيع تحقيق تقدم على الساحة الاقتصادية والسياسية على حد سواء وفى الوقت نفسه، وتظهر فرقاً حقيقياً بين الضفة الغربية وغزة؟
هذا ما حدث بالفعل، ففى صراع غزة الأخير، لم تتأثر الضفة الغربية. نعم، العامة هنا تأثروا كثيراً لما يحدث هناك ولفقدان الكثير من سكان القطاع لحياتهم، ولكنهم يقولون "نحن لا نريد أن نسلك هذا المسار، فنحن على مشارف تحقيق تنمية اقتصادية فى جنين ولا نريد نظاماً دينياً قائماً على الأصولية الإسلامية"، فهم يفضلون مجتمعاً يحكمه القانون والنظام.

أليس الرئيس أبو مازن ورئيس الوزراء سلام فياض هما من يتحكمان فى الضفة الغربية؟
وهذا أيضا صحيح. ولكنى لا أعتقد أن أى قدر من السيطرة المحلية كان سيتغلب على بركان المشاعر الثائرة التى خيمت على العامة حينها.

ماذا تقول رداً على سؤال عما إذا كنت تؤمن بفعالية حل الدولتين على النحو الذى أشار إليه جورج بوش فى عام 2002؟
فى الواقع، أنا أعتقد أن الجميع داخل إسرائيل وخارجها يجمعون على أن الفلسطينيين يجب أن يتمتعوا بالقدرة على قيادة حياتهم، ولكن دون فرض تهديد على حياتنا.

ألم تقول إن عملية غزة الأخيرة لم تكن كافية، ويجب أن تسقط حكومة حماس؟
حماس تتعارض مع تحقيق السلام.

وماذا أنتم فاعلون بهذا الشأن؟
أتمنى أن يستطيع فلسطينيو غزة تغيير هذا النظام لأننا نرغب فى تحقيق السلام مع كل الفلسطينيين، وليست غزة وحدها، وإلى أن يتحقق ذلك، كل ما يجب علينا فعله الآن هو السماح بتدفق المساعدات الإنسانية إلى أرض القطاع، ولكن ليس بالقدر الذى يمكن حماس من شراء المزيد من الصواريخ.

أى نوع من الرسالات وجهه السيناتور جون كيرى عندما ذهب إلى غزة، حيث استلم خطاباً من حماس موجهاً إلى الرئيس الأمريكى باراك أوباما، وبعدها توجه إلى دمشق؟
حتى الآن تتشدق سوريا بمفاوضات السلام، ولكنها مع ذلك، مكنت حزب الله من تسليح نفسه بعشرات الآلاف من الصواريخ، وهو الأمر الذى يتعارض مع قرارات مجلس الأمن الدولى. ومنذ اندلاع حرب لبنان الثانية، وسوريا تستضيف خالد مشعل وقادة إرهابيين آخرين، وكذلك تعاونت بشكل وثيق مع نظام آية الله خوميئنى فى إيران ضد مصلحة سلام المنطقة.

وأنصح سوريا بالتخلى عن انتهاجها لمثل هذه السياسات وأن تحاول كسب الثقة لتؤكد أنها ترغب بالفعل فى المضى قدما باتجاه قبلة السلام، فحتى الآن سوريا لم تفلح فى إعطاء هذا الانطباع.

وأجد نفسى هنا، فى وضع غير معتاد، المتفائل الوحيد، ولقد حدث ذلك معى من قبل، فخلال الأزمة الاقتصادية العميقة عام 2003، كنت واثقاً ومتأكداً من أن السياسات التى أنتهجها ستسحب إسرائيل من الوقوع فى كارثة اقتصادية إلى بر الأمان، وقد كان، ونجحنا بالفعل فى تخطى هذه الأزمة الكبيرة. ووضع إسرائيل الاقتصادى الآن أفضل من وضع اقتصاد أغلب البلدان الغربية التى ألقت عليها الأزمة المالية الطاحنة بظلالها السوداء.

ولكن هل كان هذا بفضل السياسات التى انتهجتها كوزير للمالية؟
أعتقد أنه كان نتيجة للسياسات التى اتبعناها حينها، والتى لم يتم مشاركتها على نطاق واسع فى ذلك الوقت، فالبنوك الآن أكثر قدرة على الوفاء بالتزاماتها، كما أن موقف الاقتصاد الإسرائيلى الكلى أفضل بكثير، وبنفس الطريقة، أجد نفسى مرة أخرى أدافع عن سياسات لم تُفهم بعد، وهى السياسات التى ستحقق السلام والأمن.

واشنطن بوست: هل أنت صقر الجناح اليمينى الذى يصفونه فى الجرائد؟
أنا هو ذلك الشخص الذى توصل إلى اتفاق واى واتفاق الخليل أثناء رحلة البحث عن السلام، وأعتقد أن عدداً غفيراً من الناس قد صدقوا آنذاك أن المشكلة تكمن فى الحكومة الإسرائيلية، وتحديداً حكومتى، وأن عرفات هو الحل وليس المشكلة، ولكن وجهة النظر تلك قد خضعت لعدة تغيرات منذ ذلك الحين.

ماذا عن الحكومة الأمريكية الجديدة، التى قد لا تبدى ملامح الود الأمريكى المعروف والتى اعتدتم عليها فى ظل إدارة الرئيس جورج بوش السابقة؟
لقد اجتمعت والرئيس الأمريكى فى أكثر من مناسبة، تحديداً مرتين، ولقد وجدته شخصاً متفتحاً أمام الأفكار الجديدة، بل ويسعى إلى الأفكار والطرق الجديدة لتحقيق نتائج ناجحة وفعالة فى مباحثات السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، والموقف المتدهور فى الشرق الأوسط ككل. ولقد قال لى، إن الولايات المتحدة الأمريكية ترفض الجهود الإيرانية لصنع سلاح نووى. ولقد أبدى اهتماماً واضحاً بالأفكار التى عرضتها عليه للمضى قدما بعملية السلام.

وأضاف نتانياهو: التسليح النووى الإيرانى يفرض تهديداً جسيماً، ليس فقط على أمن واستقرار إسرائيل، بل على جميع حكومات الشرق الأوسط بلا استثناء، وسيدخل عدد من هذه الحكومات العربية فى سباق التسليح النووى مع إيران، وهذا أمر يتعارض مع مصالح هؤلاء الذين يسعون إلى إحلال السلام والأمن، وإذا كنا نرغب بالفعل فى تحقيق التقدم مع الفلسطينيين، سيكون منع إيران من بناء أسلحة نووية جزءاً لا يتجزأ من هذا الاتفاق، وهذا لا يعنى مطلقاً أننى أربط مصير الفلسطينيين بنتائج الطموح النووى الإيرانى بأى شكل من الأشكال، بل أننى أعتزم استئناف مباحثات السلام مع الفلسطينيين على الفور، ولكن سيتعين على المجتمع الدولى أن يفعل كل ما فى وسعه لمنع إيران من صناعة أسلحة الموت.

هل تعتقد أنه يمكن منع إيران من متابعة برنامجها النووى دون أخذ تدابير عسكرية؟
إيران الآن أضعف بصورة كبيرة مما كانت عليه منذ ستة أشهر، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية وانخفاض أسعار النفط. إذن فهذا النظام الآن عرضة لفرض الضغوط عليه وهو الأمر الذى يجب تكثيفه، ومع ذلك، لن تفلح العقوبات والتدابير الأخرى فى حث إيران على وقف طموحها النووى دون وجود الخيار العسكرى.

واشنطن بوست: يقول الرئيس الإسرائيلى شيمون بريز إن أكبر خطأ وقعت فيه هو أنك لم تشكل معه حكومة قومية موحدة فى عام 1996، ما رأيك فى ذلك؟
هذا صحيح بكل تأكيد، وبالنظر إلى الوراء، كان يجب علىّ أن أسعى لتشكيل وحدة وطنية، ولكنى أحاول جاهداً لتصحيح ذلك الآن، وأتمنى أن يدرك زملائى فى الأحزاب الأخرى حجم المتطلبات والتحديات التى تحتاجها وتواجهها إسرائيل فى الوقت الراهن.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة