مسلسل انقطاع التيار بالغردقة مستمر والمصالح الحكومية تصاب بالشلل

تتعرض مدينة الغردقة بالبحر الأحمر على مدار الأيام الماضية لانقطاع وتذبذب التيار الكهربائى، وقد انقطع اليوم الأربعاء التيار أكثر من مرة، حيث بدأت عمليات الانقطاع مع الصباح لتشمل جميع أحياء مدينة الغردقة كلها فى وقت واحد.

واستمر الانقطاع فى كل مرة ما يزيد عن الساعة الأمر الذى تسبب فى حالة من الارتباك فى جميع المصالح الحكومية، خاصة التى تعتمد على الحواسب الآلية مثل التأمينات الاجتماعية والحكومة الإلكترونية بمجلس مدينة الغردقة.

بالإضافة إلى البنوك والمستشفيات التى توقفت بها جميع أجهزة الأشعة والأجهزة التى تعمل بالكهرباء والقرى والفنادق السياحية التى شهدت غضب من السياح ومطار الغردقة الدولى الذى توقفت فيه المراوح التى تم شرائها مؤخرا بعد تعطل التكييفات ليتصبب العرق من السياح القادمين لزيارة المدينة ويكون المشهد أشبه بالفضيحة فى أكبر المدن السياحية بمصر، حتى مكتب اللواء محمود عاصم محافظ البحر الأحمر لم يسلم من انقطاع الكهرباء فقد انقطعت الكهرباء عنه لبعض الوقت.

وتأثر كثيرا القطاع السياحى بالبحر الأحمر بمشكلة ضعف وانقطاع التيار الكهربائى، وبخاصة بالغردقة وأدى ذلك إلى توقف محطات التحلية فى بعض الفنادق بسبب الاعتماد على الكهرباء، بالإضافة إلى الخسائر التى وقعت نتيجة ضعف التيار فى الأجهزة الكهربائية المختلفة.

وكانت مدينة الغردقة هى أولى المدن المتضررة بالمحافظة، حيث تأثرت فنادقها بشكل كبير بتلك المشكلة ونتج عنها احتراق العديد من الأجهزة الكهربائية، لعدم استقرار التيار وتوقف محطات التحلية تماما، مما كبد الفنادق خسائر فادحة فى الأيام القليلة الماضية.
وأكد حاتم منير أمين غرفة المنشآت الفندقية بالبحر الأحمر أنه أرسل مذكرتين تشرح الخسائر التى يتعرض لها القطاع السياحى من أزمة تذبذب التيار الكهربائى، وأرسل مذكرة للواء سعد الدين أمين سكرتير عام المحافظة ومذكرة أخرى لرئيس قطاع الكهرباء بالبحر الأحمر.

وقال منير إن عدد كبير من السياح غادروا قبل موعدهم الرسمى وعدد كبير أيضا ألغى الحجوزات قبل المجئ للغردقة بسبب المشكلة الحالية.

وأضاف منير أن الفنادق تعتمد على مولدات الكهرباء الخاصة بها فى حال انقطاع التيار الكهربى لتشغيل الفندق بشكل جزئى ولكن عدم توفر السولار أدى إلى عدم الاستفادة منها إطلاقا، وكذلك عدم قدرة الفندق على تشغيل محطات تحلية المياه، فنحن الآن نعيش مأساة حقيقية نتيجة انقطاع الكهرباء والسولار والمياه، مما أدى إلى حرق العديد من المعدات بالقرى السياحية والفنادق وجعل الإقامة بالفنادق صعبة".

وتابع: "الأمر الذى دفع شركات السياحة الأجنبية لإرسال إنذارات للفنادق بإلغاء الحجوزات السياحية للفترة المقبلة، إضافة إلى مغادرة العديد من النزلاء دون استكمال البرنامج الخاص بهم، وهو ما سبب خسائر إضافية على الفنادق إلى جانب إتلاف المعدات الكهربائية".

وأكد منير إلى أن الفنادق أرسلت بيانات للغرفة بحجم الخسائر فى المعدات، والتى تتعدى 100 ألف جنيه للفندق الواحد وأن عدد فنادق الغردقة أكثر من 160 فندق وهذه يعنى أن خسائر القطاع أكثر من 15 مليون جنيه، وقامت الفنادق بعمل محاضر بالخسائر استعدادا لرفع دعوى على شركة الكهرباء لتسببها فى هذه الأزمة ومطالبتها بالتعويض عن هذه التلافيات وعن المغادرة وإلغاء الحجوزات.

وأضاف عمر عبد السميع نائب رئيس غرفة شركات السياحة بالبحر الأحمر أن العشرات من شركات السياحة بالغردقة ألغى السياح رحلاتهم إليها مما عرض هذه الشركات لخسائر بملايين الجنيهات.

وعلى الجانب الآخر أكد المهندس حسنى حامد أحمد مدير عام كهرباء القناة فرع البحر الأحمر أن محافظة البحر الأحمر مستثناة من انقطاع الكهرباء لعدة أسباب أهمها: أن الترشيد يقتصر على المدن المربوطة بالشبكة الكهربائية الموحدة وينطبق ذلك على مدينتين فقط من 6 مدن بالمحافظة، وهما الغردقة التى تعتمد عليها أغلبية القرى السياحية الموجودة بها ولكن فى ساعات الذروة يتم التنسيق معها لتشغيل المحطات الخاصة بها، ويسرى ذلك أيضا على مدينة سفاجا، أما مدينة رأس غارب فهى تعتمد على التوربينات التى تعمل بالغاز الطبيعى، وبالتالى لا توجد مشكلة لتوفر الوقود الخاص بالمدينة أما باقى مدن المحافظة وهى "القصير ومرسى علم والشلاتين" فتعتمد على المحطات الكهربائى التى تعمل بالديزل ويكاد يكون متوفرا بصفة مستمرة.

وأضاف المهندس سيد منصور مدير محطة الطاقة الجديدة والمتجددة بالبحر الأحمر: إن الموقع الحالى موقع تجريبى ينتج منه لمدينة الغردقة نحو 4,1 ميجا ومن الزعفرانة نحو 450 ميجا ويتم ربطهم مع الشبكة الكهربائية الموحدة، وبالتالى نشارك فى توفير الطاقة عن طريقهما، وسيظهر تأثير هذه الطاقة الجديدة المولدة من الرياح فى المشروع الكبير المزمع إنشاؤه فى منطقة جبل الزيت بشمال مدينة الغردقة ومن المنتظر أن تنتج المحطة الواحدة منه 300 ميجا.