فوزى فهمى يكتب: دعوة إلى كل خلق كريم

السبت، 28 يوليو 2012 08:53 م
فوزى فهمى يكتب: دعوة إلى كل خلق كريم صورة ارشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
الأخلاق هى الدعامة الأولى لحفظ كيان الأمم، والركن الشديد الذى تقوم عليه الشعوب، ومن أجل ذلك كانت نبوة الأنبياء ورسالة الرسل كلها تحث على الأخلاق الفاضلة، وتحض على الاستمساك بها، وجاءت شريعة خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم داعية إلى الخلق القويم، والطريق السوى، والنهج المستقيم، وكانت حياته كلها دعوة إلى كل خلق كريم، وتنفيراً من كل ما ينقص الأخلاق أو يشينها، وكانت دعوته الدينية جميعها بالحكمة والموعظة الحسنة، لا عنف فيها ولا شدة، ولا غلظة ولا كبرياء، وقد علمه ربـه أن يأخذ الناس بالرفق فإنه كفيل يجمع القلوب حوله، ومسارعتهم إلى الإيمان برسالته (ولو كنت فظا غليظ القلب لا نفضوا من حولك)، فكان عليه الصلاة والسلام المثال المحتذى فى لين الجانب، والعنوان البارز على كل خلق، وفضيلة، وتعلم أصحابه منه، وساروا على نهجه، فكان فيهم العادل الذى لا تأخذه فى حق الله رهبة، ولا يثنيه عن أدائه قربى أو صحبة، وكان فيهم البر بالناس، الحدب عليهم.

الذى ينفق ما ملكت يداه ابتغاء مرضاة الله، وكان فيهم من يحارب الرذيلة ويقيم حدود الله على فلذة كبده، وكان فيهم الرجل الذى يرضى بعيش الكفاف، ويبيت على الطوى، ليطعم الجائع، ويقضى حاجة السائل والمحروم. نعم: كان فيهم أولئك وأولئك الذين أقاموا للإسلام والإنسانية صرحا عاليا، ورفعوا بدعوة محمد صلى الله عليه وسلم الإنسانية كلها صوتاً مدويا.. سمعوا نبيهم ومشرعهم يقول (بعثت لأتمم مكارم الأخلاق) فاتخذوا هذه الحكمة النبوية لهم شعاراً، فحاربوا المنكرات، وشنوا الغارة على جميع الموبقات، وطهروا النفوس من الشهوات الدنيئة، والعادات الذميمة، وملأوها طهارة وعفة وخلقا قويما، فدانت لهم الممالك، وخضعت لسطوتهم القياصرة، وغدا الإسلإم فى زمنهم صنواً لكل فضيلة، ونظيراً لكل خلق كريم.

تلك أيام خلت، وقرون مضت، وجاء بعدها تيار المدنية الزائفة، فاجتذب كثرة المسلمين، وحبب لهم إقبالهم عليه، فعشقوا الترف والبذخ، وتغلغلوا فى حب المادة، وغرقوا فى اللهو إلى الأذقان وكلما تطور الزمن إلى مفسدة أو اخترع أهل المادة بدعة، تسابق إليها الناس، وتفننوا فى التمتع بها ولو كان فيها ما يخالف الدين، ويغضب رب العالمين.. ألم تر إلى الفضيلة كيف تسيل دماؤها كل يوم، وإلى الشهوات كيف تروج سوقها ويعم خطرها، ويستشرى ضررها، كأننا فى عالم لم يشرق عليه الإسلام بنوره، ولم تسر تعاليم نبيه محمد صلى الله عليه وسلم بين أهله؟ أو كأنا فى عصر جهل الناس فيه أن الدين الإسلامى والأديان كلها تحض على الأخلاق وتدعوا إلى التمسك بأهداف الطهارة والعفاف؟ ولن يتقبل الله أعمالنا أو يبارك لنا إلا إذا نصرنا دينه بحرارة وإخلاص وبذلنا فى سبيله كل عزيز. (يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم).








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة