رويترز: "جبال العلويين" فى طرطوس حصن "الأسد" الاخير

الخميس، 26 يوليو 2012 12:12 ص
رويترز: "جبال العلويين" فى طرطوس حصن "الأسد" الاخير بشار الأسد
بيروت (رويترز)

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
منذ قرن بدأت الأقلية العلوية رحلة طويلة من الفقر فى المناطق الريفية فى الجبال المطلة على شرق البحر المتوسط الى مقعد السلطة السورية فى دمشق.

والآن ومع مواجهة الرئيس بشار الأسد تهديد ثورة مسلحة فان تلك الجبال يمكن أن تقدم ملاذاً أخيراً لطائفته العلوية إذا اجتاح المعارضون السنة العاصمة.

وانتقل مئات الآلاف من العلويين بالفعل إلى أمان نسبى فى محافظة طرطوس، وهى المحافظة الجنوبية من محافظتين ساحليتين تسكنهما أغلبية علوية وتقع فيهما سلسلة الجبال التى تمتد من الشمال إلى الجنوب بالقرب من البحر.

وأدى انتقال العلويين الى ظهور تكهنات بأن الأسد نفسه ودائرته الضيقة ربما يعودون مرة أخرى إلى الحصن الجبلى للأجداد إذا شعروا بأن السلطة تفلت من بين أيديهم.

واشتدت هذه التكهنات عندما قالت مصادر معارضة إن الأسد انتقل إلى مدينة اللاذقية الساحلية الاسبوع الماضى بعد الهجوم المذهل الذى قتل أربعة من كبار مسئوليه.

ولم تتأكد هذه التقارير، وقالت إسرائيل فى وقت لاحق إن الأسد الذى شن هجوماً مضاداً ضد مقاتلى المعارضة فى دمشق مازال فى العاصمة مع عائلته، لكن كثيرين يشكون فى أنها ما تزال خيار الاسد كملاذ أخير.

وقال شاشانك جوشى من المعهد الملكى للدراسات الدفاعية والأمنية فى لندن "لن يكون مثيراً للدهشة إذا كانت هناك بعض خطط الطوارئ - منزل آمن وتحصين قصر الرئاسة فى اللاذقية ونقل مدفعية الى الجبال".

ولم يصدر عن الأسد أى مؤشر على أنه قد يبحث مثل هذا الإجراء وسيكون أى تلميح علنى بأنه يبحث الانسحاب من العاصمة اعترافاً واضحاً بالهزيمة فى حرب هو مصمم فيما يبدو على كسبها بأى ثمن.

وقال جوشى "لم نشاهد أى تحريك لمدفعية ثقيلة كبيرة أو وحدات مدرعة كبيرة (إلى المناطق العلوية)".

وتابع "رغم إنه سيكون خياراً معقولا فإنهم مازالوا يشعرون أن بإمكانهم الدفاع عن دمشق قاعدة الحكم فى المدى القصير على الأقل".

وفى المدى البعيد من الصعب ان ترى الاسد يستعيد السلطة كاملة على البلاد. قواته فقدت السيطرة على عدة مواقع حدودية وانشق عدة آلاف من الجنود ووصل التمرد الى المدينتين الرئيسيتين فى سوريا.

وبينما مازال الموالون الأساسيون من قواته المسلحة يتمتعون بمميزات كاسحة فى قوة النيران فإنهم غير قادرين على مواجهة كل المعارضين فى ذات الوقت رغم انهم متناثرون وأسلحتهم خفيفة وتنسيقهم ضعيف لكن عددهم يتزايد.

وقال دبلوماسى غربى فى بيروت "يجب أن تكون يائساً تماماً لكى تغادر دمشق لكن السيناريو الكامل لتقهقر الى المعاقل (احتمال) قوى".

وتابع "توجد تقارير عن تسليح إيرانى لجبال العلويين"، مضيفاً أن سحق المعارضين بشراسة فى مدينة حمص التى تقع على مسافة 80 كيلومتراً إلى الشرق من طرطوس ربما كانت جزءاً من خطة للدفاع عن المنطقة العلوية.

والجبال التى تطوق الحافة الشرقية للبحر المتوسط قدمت تاريخيا ملاذا لأقليات أخرى فى الشام، وإلى الجنوب كانت ملاذا للأقليات المارونية والدرزية فى لبنان.

ومنذ نحو 100 عام شيدت القوى الاستعمارية الفرنسية التى اقتطعت أجزاء من الامبراطورية العثمانية سابقا دولة للعلويين هناك لكنها لم تستمر طويلاً مما أدى إلى تلميحات بأن الأسد ربما يفكر ويحاول تكرار التجربة.

وقال اندرو تابلر الخبير فى الشؤون السورية بمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى "السبب فى اننى أهتم بذلك هو أننى لا أتوقع أن يسقط نظام الاسد مثل الزعماء فى القاهرة أو تونس أو يجرى تغييره مثلما حدث فى اليمن" فى إشارة إلى حكام عرب شموليين أطيح بهم فى انتفاضات الربيع العربى.

وقال تابلر "سيتقلص، ربما أولا نحو دمشق ثم ربما إلى الساحل"، وأضاف "وما يتبقى ربما لن يكون دولة- ربما يكون مجرد منطقة نظام".

وتابع "كثير من الطوائف فى الشام ستفعل ما يتعين عليها عمله من أجل البقاء، خاصة الطوائف التى لديها مخزونات من الاسلحة الكيماوية".

وحتى إذا أراد فان قلة يعتقدون أن الأسد المهزوم سيكون قادرًا على اقتطاع دولة لها مقومات البقاء فى الأراضى العلوية التى هى أيضاً موطن لكثير من السنة.

ومن الناحية الاقتصادية لن يكتب لها الاستمرار إذا كانت - كما هو مرجح - تحت حصار القوى السنية التى تسيطر على بقية البلاد، فليس لديها صناعة ولا تحتوى على أى من احتياطيات النفط المتواضعة فى سوريا التى تقع فى الشرق ولن يكون لها حليف يذكر فى الخارج.

وستكون القوى الاقليمية التى تتصارع هى نفسها مع الأقليات التى لديها كارهة لإقرار قيام كيان انفصالى.

وقال جوشى "تركيا ستعارض بشدة اقامة دولة علوية، إنها قلقة بشأن شكاوى العلويين على أراضيها".

وروسيا التى لديها منشأة صيانة بحرية فى ميناء طرطوس دعمت الأسد حتى الآن لكنها سترى أن أى شراكة مع العلويين تمثل عبئاً أكثر منه شيئا نافعاً إذا لم تعد لهم السيطرة على دمشق، وإيران وحزب الله اللبنانى سيعيدان التفكير فى علاقتهما بالعلويين.

وتساءل انتونى سكينر الخبير بمؤسسة ميبلكروفت لاستشارات المخاطر السياسية، قائلاً "ما هو الدافع الذى سيكون لدى الروس والإيرانيين وحزب الله لدعم ما سيكون فى تلك المرحلة حركة مقاومة علوية تركز على البقاء والهجمات الانتقامية؟".

المعارضون السنة الذين شنوا حملة دامية للإطاحة بالأسد لن يسمحوا لجلادهم بتعزيز قوته فى قطاع صغير من البلاد.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة