تحية كاريوكا كيف رآها إدوارد سعيد وكيف تجسدها وفاء عامر

السبت، 21 يوليو 2012 12:16 م
 تحية كاريوكا كيف رآها إدوارد سعيد وكيف تجسدها وفاء عامر مشهد من مسلسل تحية كاريوكا
علا الشافعى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تحية كاريوكا هى واحدة من أهم الفنانات فى تاريخ مصر اسمها الحقيقى «بدوية محمد على النيدانى» من مواليد مدينة الإسماعيلية، وبدأت فى ممارسة الرقص والغناء والتمثيل وهى فى سن صغيرة حتى اكتشفتها الراقصة محاسن ثم تعرفت على بديعة مصابنى وانضمت إلى فرقتها فاستعانت بها فى السينما والمسرح.

بدأت شهرة الفنانة تحية كاريوكا الحقيقية عام 1940 عندما قدمت رقصه الكاريوكا العالمية فى أحد عروض سليمان نجيب وهى الرقصة التى التصقت بها بعد ذلك حتى أنها لازمت اسمها.

عرفت تحية كاريوكا بأنها آخر العظماء فى تاريخ الرقص الشرقى، حيث طورت تحية أسلوبها الخاص الذى اعتمد على إعادة إنتاج الهرمونية الشرقية القديمة فى الرقص وهو الأسلوب الذى تأسس عليه مدرسة كاملة فى الرقص الشرقى، فى مقابل مدرسة سامية جمال التى لجأت إلى مزج الرقص الشرقى بالرقص الغربى وفى منتصف الخمسينات اعتزلت كاريوكا الرقص الشرقى وتفرغت نهائياً للسينما، حيث شاركت فى عدد ضخم من الأفلام السينمائية البارزة التى حملت بصمتها الفريدة، ولا يجوز التحدث عن فنانة وسياسية بحجم تحية دون الاستشهاد بما كتبه عنها المفكر الفلسطينى إدوارد سعيد حيث كتب: " لم تكن تحيّة كاريوكا راقصة جميلة فحسب، وإنّما كانت فنانة لعبت دوراً مهيمناً فى تشكيل الثقافة المصرية".. وهناك من أشار إلى أن صاحب كتاب "الاستشراق" كان يعيد الاعتبار لا إلى الرقص فحسب بل إلى المرأة أيضاً. فهو تعرّف إلى تحيّة فى القاهرة عام 1950 فى "كازينو بديعة" (مصابني)، شاهدها ترقص، وربما لم تلاحظ هى وجوده أساساً، فهو مجرد فرد بين العشرات الذين يتابعون أداءَها.. ليس غريباً أن يكتب سعيد عن الراقصة المصرية الكبيرة، فشأن المثقف أو المفكر أنْ يكتب عن كل شيّء والرقص الشّرْقى تعبير عن ثقافة شاملة وليس أمراً عابراً، والأمور لا تكون فى الشكليّات بل فى جوهر ما يكتب.. ووضعها إدوارد فى كتاب جنباً إلى جنب مع صناع الثقافة والحياة والفن فى العالم مثل ريمون شواب وثيبودية وستارابونسكى وتيودور أدورنو. وأرجع سعيد سبب كتابته عن تحية بأنه كان يكتب عن رمز من رموز الفن والتسلية الشعبية والتى كان لها دور فى الحياة الفنية العربية، من خلال تحليل سعيد للغة الجسد - حيث ينتج الجسد لغة بيئته - التى كانت تقدمها تحيّة، ثم دور آخر سياسى/ثقافى عندما تحولت تحيّة إلى ممثلة مسرح سياسى مكشوف ومباشر.

يعتبر إدوّارد سعيد أن تحيّة "أروع راقصة شرقية على الإطلاق"، وأنها "تجسيد لنوع من الإثارة بالغ الخصوصيّة" ما جعلها "أنعم الراقصات وأبعدهن عن التصريح، كما جعلها فى الأفلام المصرية نموذجًا واضحًا أشد الوضوح للمرأة الفاتنة المغويّة التى يفتك سحرها بالناس" وقال إنها تنتمى "إلى عالم النساء التقدميات اللواتى يتفادين الحواجز الاجتماعية أو يزلنها"، بل و"تنتمى إلى النسق الذى يسمى "العالمة"، ولقبت بهذا اللقب فعلاً فى فيلم "لعبة الست 1946" كان لابد من الرجوع إلى إدوارد سعيد قبل رصد ما شهدته الحلقة الأولى والتى تعرض حصريا على قناة دريم فى 12 منتصف الليل، والتى بدأت أحداثها فى التاريخ الحديث ولحظة إلقاء القبض على تحية وإلقائها فى أحد الزنازين وكيف ترفض الاستسلام، فتذهب ناحية الباب وتصرخ: "قولوا لجمال عبد الناصر مش تحية اللى تترمى فى زنزانة" ثم تجلس مستكينة تماما فى أحد الأركان وتبدأ مشاهد ولقطات فلاش بالك لتحكى عن طفولتها ونشأتها فى الإسماعلية ورصدت الحلقة الأولى كيف كان والدها المزواج يعشقها وكيف كانت بالنسبة له غير كل أبنائه، وعلاقتها المتوترة بأخواتها غير الأشقاء وتحديدا أحمد ونجية اللذان يكرهانها، ويبدو أن المسلسل سيسر فى خطين متوازين ما بين الماضى والحاضر.. واستطاعت وفاء عامر منذ الحلقة الأولى أن تأكد أنها تمسك بالشخصية، جيدا، وتعرف حجم وقيمة المرأة التى تقدم تاريخ حياتها وهو ما ستؤكده الحلقات المقبلة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة