الخلع حق للمرأة بحكم الشرع والقانون يرفضه المجتمع

الإثنين، 23 فبراير 2009 09:09 م
الخلع حق للمرأة بحكم الشرع والقانون يرفضه المجتمع الخلع حل حضارى لمشاكل الزوجين
كتبت شيرين الجمل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
حين لا يحترم أحد الزوجين احتياجات الطرف الآخر تستحيل الحياة ويكون الانفصال هو الحل الأخير، ولكن هل الخلع هنا يتساوى مع الطلاق أم أن خسائره النفسية أكبر فى نظرة المجتمع وتأثيره على الأبناء، حيث ينظرون إلى أمهم باعتبارها المتسبب الأول فى انهيار الأسرة، ويتحول الأب فى نظرهم إلى ذلك الضعيف، قليل الحيلة، عديم الكرامة، حيث انتظر حتى تخلعه ولم يطلقها فور إدراكه رفضها الحياة معه.

يجيب د.محمد خليل أستاذ علم الاجتماع على هذا التساؤل، حيث يشير إلى أن الخلع حق للمرأة بحكم الشرع قبل القانون، وبصدور حكم القاضى بخلعها من زوجها يكون لها الحق، حيث يكون الحل الأخير الذى لجأت إليه للتخلص من حياة تعيسة مع شخص استحالت الحياة معه.

فى بعض الأحيان، يعد الخلع هو الحل الأمثل لجميع أفراد الأسرة، وأهمهم الأبناء، ولكن بشرط أن يعيى الأبوان مصلحة أبنائهم ويكونا حريصين عليها، وذلك بالتمهيد لهما قبل الانفصال وعدم جرح أحدهما للآخر أمام الأبناء وعدم تشويه صورة الآخر.

الحفاظ على علاقة صداقة محترمة بعد الخلع أو الطلاق من أهم الأشياء التى تصب فى مصلحة الأولاد، وذلك بدلاً من استغلالهم لتجريح كل منهما للآخر.

أما عن نظرة المجتمع للمرأة التى تخلع زوجها، فيؤكد د.محمد خليل أن الأمر يحتاج إلى عدم إصدار أحكام سطحية على الغير، فلكل شخص ظروفه ومبرراته، وما دامت الزوجة قد استخدمت حقاً شرعه لها الله والقانون، إذن فهى سيدة تحترم نفسها وزوجها، فهى أفضل من أخرى تخدع نفسها وزوجها وتستمر فى حياة لا ترضيها.

لكن الأهم هو أن يكون قرارها بعد محاولات حقيقية للحفاظ على ترابط الأسرة، وهذا هو ما يحدث غالباً بكل تأكيد، فدافع الأمومة دائماً أكبر من أى دافع آخر ومصلحة الأبناء هى أهم أولوياتها، ومؤكد أنها لن تضطر إلى الانفصال إلا بعد استحالة العشرة.

أما نظرة المجتمع للرجل المخلوع، فلابد أن تكون عادلة وألا نتهمه قبل معرفة أسباب الوضع الذى فرض عليه، فقد يكون حريصاً على ترابط الأسرة ويحاول الحفاظ على زواجه لآخر لحظة، وفى بعض الحالات يرفض الزواج تطليق زوجته لأنه كتب لها كل ما يملك ولكنها لم تقدر.

ويؤكد الدكتور محمد على أن أهم ما يجب التفكير فيه هو مصلحة الأبناء وعدم حرمان أى من الوالدين من رؤية الأبناء، سواء كانت الحضانة للأب أو الأم ليرى الأبناء أبويهم أصدقاء ويحترم كل منهما الآخر، وخاصة فى المناسبات الهامة فى حياته.

لكن مع الأسف لا يتحقق ذلك، حيث تؤكد زينب مجدى أحمد المحامية أن أكثر ما يتضرر من مثل تلك القضايا هم الأبناء، والسبب أنانية أبوين لا يفكر كل منهما إلا فى أحقاده وكيفية الانتقام من الآخر، حتى وإن كان على حساب الأبناء، بل إنهم يستغلونهم كمخالب القط للإيذاء وحرمان الطرف الآخر من رؤية الأبناء.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة