أبو شمعة يكسب

حدوتة "أم إبراهيم" وأقدم فوانيس تزيين حوارى وشوارع القاهرة

الإثنين، 16 يوليو 2012 11:30 م
حدوتة "أم إبراهيم" وأقدم فوانيس تزيين حوارى وشوارع القاهرة فوانيس
كتبت فاطمة خليل

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى شارع صغير متفرع من شارع السد بحى السيدة زينب تجدهم يعملون على قدم وساق بلا تعب ولا ملل بعد أن بدأ العد التنازلى لشهر رمضان الكريم، فهذا هو الوقت المناسب لبيع الفوانيس التى يصنعونها من الصاج والصفيح ويقبل على شرائها الصغير والكبير، هذا هو حال الحرفيين بمصنع "فوانيس أم إبراهيم"، أقدم مصنع للفوانيس فى القاهرة.

وفى داخل مصنع فوانيس أم إبراهيم ستجد أغنية "هاتوا الفوانيس يا ولاد هاتوا الفوانيس" ترتفع ويعلو صوتها بعد أن بدأ الأطفال فى شراء زينة رمضان وتعليقها فى الحارة وأضواء الفوانيس مضاءة فى جو الحارة الشعبية الجميل.

أحفادها وولادها ورثوا عنها المصنع ويعملون فى حرفة صناعة الفوانيس حتى الآن.

"الفانوس المصرى كله شغل وزخارف عايز سمكرى بلدى، وحرفى شاطر فى الكار" بهذه الكلمات وصف سيد إبراهيم، أحد الحرفيين فى مصنع فوانيس أم إبراهيم، لليوم السابع، حال حرفة صناع الفوانيس فى مصر، مشيراً إلى أن الفوانيس الصفيح ستظل هى الأصل لدى كل المصريين، فوانيس مصنعنا تزين حوارى وشوارع مصر من أكثر من 50 سنة وورث المهنة أولاد أم إبراهيم وأولادها ويكملون المسيرة حتى الآن، وأشار إلى أنه مهما تم استيراد فوانيس من الصين، إلا أن أبو شمعة هو الأصل والأطفال يفضلونها أيضاً.

وأشار إلى أن أشكال الفوانيس المصرية تتطور كل عام عن الآخر، فمنذ أن بدأت صناعة الفوانيس فى العصر الفاطمى وتطورت الأشكال عاماً بعد عام، حتى وصلت للشكل الموجود حالياً، مؤكداً أن التطور يتمثل فى أشكال الصفيح والألوان الجديدة التى توجد بالفانوس.

وأضاف أن الفانوس المصرى يتكون من زجاج، صفيح، أزير، حيث نقوم بتجميع الصفيح مع بعضه ونقطع الزجاج ونلونه، ثم باقى مراحل التصنيع بتجميع الصفيح وصندقة الزجاج أى لحم الصفيح حول الزجاج ثم تجميع الفانوس مع بعضه.

وأوضح أنهم يعملون فى الوقت الحالى بمعدل 20 ساعة فى اليوم لتصنيع أكبر كمية ممكنة وتوزيعها على المحال التجارية، مع اقتراب رمضان.

وأكد أن الصانع الشعبى تفنن فى إعداد الفانوس فى أشكال متعددة لكل منها اسم معين، ومن هذه الأشكال ما اختفى واندثر كفانوس (طار العائلة ويسمى أيضاً أبو نجمة– والشيخ على– وعبد العزيز)، وأصغر فوانيس رمضان حجماً يسمى (فانوس عادى) وهو فانوس رباعى الشكل وقد يكون له باب يُفتح ويغلق لوضع الشمعة بداخله، أو يكون ذا كعب ولا يتعدى طوله العشرة سنتيمترات، أما أكبرها فيسمى (أبو الولاد) وهو مربع عدل وفى أركانه الأربعة فوانيس أخرى أصغر حجماً، و(مقرنس) وهو بشكل نجمة كبيرة متشعبة ذات إثنى عشر ذراعاً.

وأشار إلى أن أشكال الفوانيس ارتبطت ببعض الأحداث التى تأثر بها الصانع، وبخاصة الأحداث المرتبطة بالحرب ضد العدو، فنجد فوانيس فى شكل الدبابة والطيارة والصاروخ ومنه الخماسى الشكل والسداسى وآخر أُطلق عليه علامة النصر، وهو على شكل سبعة رمزاً لعلامة النصر.

يذكر أن صناعة الفوانيس بدأت منذ العصر الفاطمى، حيث ظهرت طائفة من الحرفيين فى صناعة الفوانيس بأشكالها المتعددة وتزيينها وزخرفتها، ولم يتشكل الفانوس فى صورته الحالية إلا فى نهاية القرن التاسع عشر وأصبح يُستخدم – إلى جانب لعب الأطفال – فى تزيين وإضاءة الشوارع ليلاً، وارتبطت صناعة الفانوس فى القاهرة الفاطمية بأحياء الدرب الأحمر وبركة الفيل التى اشتهر بها ورشة الحاج محمد بلاغة، وشارع السد بالسيدة زينب حيث اشتهر من الحرفيين أولاد أم إبراهيم.

































مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة