بيلين: أجريت محادثات سرية مع مسئولين بالسلطة الفلسطينية

كشف يوسى بيلين الزعيم السابق لحزب ميرتس اليسارى الإسرائيلى، عن محادثة سرية أجراها مع مسئولين رفيعى المستوى بالسلطة الفلسطينية، وذلك بعد فشل المفاوضات فى كامب ديفيد بين إسرائيل والرئيس الفلسطينى الراحل ياسر عرفات بوساطة الرئيس الأمريكى بيل كلينتون حينذاك.

ولفت بيلين ـ فى كتاب جديد له ـ إلى أن محمد دحلان القيادى فى حركة فتح، ادعى فى ذلك الوقت أن أفيجدور ليبرمان زعيم حزب إسرائيل بيتنا، وأرييه درعى رئيس حزب شاس سابقا، هما مفتاح السلام فى المنطقة.

كان يوسى بيلين يشغل خلال عام 2000 منصب وزير العدل فى حكومة أيهود باراك فى ذلك الوقت. ووافق فى حينه على طلب تقدم به محمد دحلان ومحمد رشيد ـ وهما عضوان فى الوفد الفلسطينى المفاوض فى كامب ديفيد ـ للاجتماع بهما على عجل. وادعى بيلين أنه لم يكن فى ذلك الوقت يعرف أيا من الاثنين.

وقال "كان لدى انطباع بأن الجلسة ستكون حول المفاوضات التى فشلت فى كامب ديفيد". وأضاف أن اللقاء جرى فى أحد فنادق القدس الغربية. وأن باراك وصف الشخصين بأنهما كانا من أكثر المعتدلين فى القمة التى فشلت فى كامب ديفيد.

كما تابع بيلين فى كتابه أن محمد دحلان طلب منه فى نهاية المحادثة التى كانت مليئة بالأطروحات الفلسطينية لما حدث فى كامب ديفيد، أن يبقى لوحده مع يوسى بيلين. وعبر بيلين عن دهشته فى ذلك الوقت من هذا الطلب. وتابع "قال لى محمد دحلان: أنا طلبت هذا اللقاء على انفراد لأنك وزير العدل فى دولة إسرائيل. ومصير أرييه درعى فى يديك.. وأقول لك أنك ستفوت فرصة هائلة للسلام إذا لم تعمل على أن يحصل أرييه درعى على عفو عام".

وأضاف دحلان ـ وهو عضو فى المجلس التشريعى الفلسطينى ـ "عموما .. هناك شخصان يمثلان معسكر السلام الإسرائيلى، وتركهما يقود إلى خطأ كبير وهما أرييه درعى وأفيجدور ليبرمان.. فالاثنان من الممكن أن يكونا مفتاحا للسلام، وبدلا من أن تقربوهما تقومون برفضهما".

وقال يوسى بيلين لصحيفة هآرتس "لم يخطر ببالى أبدا أن استجيب لهذا الطلب المفاجئ من دحلان. ولكننى على أن أخبر باراك بتفاصيل اللقاء، حيث فاجأنى دحلان فى موضوع أرييه درعى. أما بالنسبة لأفيجدور ليبرمان. فلقد فاجأنى وصف دحلان له كرجل سلام. لذلك أنا لم أكن لأوصى لأى أحد بالاستماع لدحلان فى موضوع ليبرمان لا سابقا ولا حتى الآن. فأنا أعرفه وبتصورى هو إنسان واقعى ولكنه شيطان (يقصد ليبرمان)".

يذكر أن أرييه درعى الرئيس السابق لحركة شاس، أدين فى قضية فساد مالى وتم الحكم عليه بالسجن لعدة سنوات ثم خرج منه.. ووفقا للقانون الإسرائيلى لا يمكن له أن يعود للحياة السياسية من جديد إلا بعد مرور 7 سنوات على الحكم السابق.. وتشير التوقعات إلى أن درعى قد يعود للحياة السياسية بعد عدة أشهر بعد انتهاء مدة الـ 7 سنوات.