بالصور.. ثورة عرائس "الماريونيت" تحارب الظلم والفساد بالتحرير

الثلاثاء، 26 يونيو 2012 05:58 م
بالصور.. ثورة عرائس "الماريونيت" تحارب الظلم والفساد بالتحرير جانب من عرض العرائس
كتب حسن مجدى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بمجموعة من عرائس الماريونيت التى صممها بإتقان وشبك خيطوها بعناية على مدار أسابيع، ومجموعة من القصص التى تحكى قصص الفساد بشكل ساخر وبسيط لا يخلو من العمق الذى يصل إلى الصغار والكبار والبسطاء والمثقفين، شكل الفنان وليد الشيخ ثورة "الماريونيت" الخاصة به فى ميدان التحرير منذ أول أيام الثورة وحتى الآن.

"الفكرة أن الناس دائما ما تنظر إلى رأس المشكلة ولا تلاحظ الجسد الحقيقى لها، وهذا ما حدث فى 25 يناير حينما خلعنا مبارك وتسبب فى المشاكل التى نعانى منها حتى الآن، وأنا من هنا أحاول أن أنبه الناس إلى الجسد الحقيقى للمشكلة"، هكذا تحدث أيمن من فوق العربة التى كان يحكى من عليها قصص الفاسدين للجماهير فى ميدان التحرير، حيث تقوم ثورة محمد على صناعة عروسة ماريونيت لكل فاسد من فاسدين النظام الذى يراه مازال متحكما فى البلاد، ثم تبسيط حكايتها بشكل ساخر يصل للجميع وينبههم منه ويشرح لهم طريقة التعامل معه.

مع بداية الثور كان الجميع ينظر إلى مبارك على أنه المشكلة الحقيقية بينما كان يرى وليد المشكلة فى عمر سليمان الذى أعد ليكون طوق النجاة لكل الفاسدين فى مصر وعلى رأسهم مبارك، صنع محمد وقتها دمى لسليمان واتجه لميدان التحرير ليحكى قصته ويحذر منه، ويقول شعرت أن ما قدمته أفاد الجميع بالفعل".

من مكاتب العمل الإدارى البسيط فى وزارة الأوقاف خرج وليد بفنه حيث كان يحلم بحلم أكبر من مجرد أن يصبح إدارى فى وزارة وهو النهوض ببلده بالكامل، وكان يرى مشاكل مصر تتلخص فى قصر نظر وسوء العملية التعليمية خصوصا للأطفال لتنتج أجيالا من الفاسدين لذلك، بدأ يبحث عن شىء يقدمه يستطيع تربية جيل جديد على المبادئ والأخلاق حتى اختار سحر الماريونيت الذى يأسر الأطفال ويؤثر فيهم، ليتجه على الفور إلى المجلس الأعلى للثقافة ويبدأ فى تعلم هذا الفن.

سنوات عمل الشاب الذى ينتمى إلى إحدى القرى فى مدينة المنوفية داخل عالم العرائس والأطفال لم تبعده عن الحياة السياسية، حيث كان يشارك كمعارض فى معظم الأحداث السياسية، وأصيب فى مظاهرات القضاة التى سبقت الثورة، ولكن مع الدقات الأولى لثورة يناير شعر وليد أن الوقت قد حان ليدمج فنه مع ميوله السياسية، ويبدأ على الفور فى صناعة العرائس السياسية ويحملها متجها إلى الميدان.

ما بين عالم الأطفال وعالم الميدان اختلافات كبيرة وواسعة، فالشاب الذى كان يعمل طوال حياته فى أستوديوهات التليفزيون والعروض الخاصة وجد متعة خاصة داخل ميدان الحرية، وإن كان لا يقبض أموالا مقابل ما يقدمه هناك، ولكن الفرحة والسعادة، وتقٌبل الرسائل التى تخرج من عقله لتدخل فى عالم العرائس وتخرج منه إلى عقول وقلوب المشاهدين فى قصص وحكاوى ممتعة كان بالنسبة له يشكل الدنيا وما فيها وهدفا يعيش من أجله، ويقول: "لا يمكن أن أنسى التعليقات التى تأتى بأن هذه العرائس أجمل ما فى الميدان، والتقبل للقصص التى أحكيها كل هذا يساوى كنوز الدنيا".

أعمال وليد فى التحرير لم تجذب المصريين فقط، بل جذبت الثوار العرب الذين يأتون إلى ميدان التحرير على أنه رمز للثورات وعلى الخصوص ثوار ليبيا الذين أعجبوا بفنه وأحضروا له دعوة خاصة من المستشار مصطفى عبد الجليل، رئيس المجلس الانتقالى الليبية، ليكون ضمن وفد ممثل لمصر للاحتفال بالثورة الليبية وهى الدعوة التى لباها وليد ليعرض ثورته الخاصة فى ليبيا.

ويقول وليد "حينما أقوم بتقديم عمل أشعر أنه موجه لكل الشعوب العربية فأنا أؤمن أننا وطن واحد لا توجد بينه حدود، وأتمنى أن تهدأ الأوضاع فى مصر وأملك الإمكانات لأصمم أوبريت ضخم مشابه لأوبريت الليلة الكبيرة، ولكنه يحكى قصة جميع الثورات العربية وتكون وقتها جميع الثورات العربية قد نجحت وعلى الأخص الثورة السورية".

على الرغم من فوز محمد مرسى الذى أعطى له قائد ثورة العرائس صوته فى الانتخابات بمقعد الرئاسة إلى أن وليد قرر عدم ترك الميدان والاستمرار فى حمل عرائسه ليوعى بها متظاهرى الميدان، بضرورة البقاء فيه حتى لا يتم خداعهم مرة أخرى مثلما خدعوا فى المرة الأولى، حيث يرى وليد أن نجاح الثورة يأتى عقب إعادة مجلس الشعب لموقعة وإلغاء قانون الضبطية القضائية والإعلان الدستورى المكمل، وتسليم السلطة بشكل كامل وما لم يحدث هذا فالجلوس فى الميدان وثورة كل شخص بالطريقة التى يتقنها هى الحل الوحيد لنجاح الثورة.

تكوين شركة ضخمة تكون قائدة فى فن الماريونيت فى العالم العربى، وتقديم كل شىء من خلال هذا الفن عن التربية والأخلاق والسياسة والتعليم تجعل هذا الفن هو موقع تميز وإشعاع لمصر فى العالم كله، هو الحلم الكبير الذى يحلم وليد أن يحققه بنفسه فى يوم من الأيام وقت أن تكون مصر قد استقرت وعادت لمكانتها الطبيعية فى العالم.


















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة