الصحف الأمريكية: مرسى يواجه عقبات كبيرة بعد توليه السلطة.. ومصر نجت من السقوط فى الفوضى.. ومستقبل البلاد يعتمد على إيجاد أرض مشتركة بين الإخوان والعسكرى

الإثنين، 25 يونيو 2012 01:17 م
الصحف الأمريكية: مرسى يواجه عقبات كبيرة بعد توليه السلطة.. ومصر نجت من السقوط فى الفوضى.. ومستقبل البلاد يعتمد على إيجاد أرض مشتركة بين الإخوان والعسكرى
إعداد رباب فتحى وبيشوى رمزى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

نيويورك تايمز:
مرسى يواجه عقبات كبيرة بعد توليه السلطة.. الصراع مع العسكرى أهم التحديات أمام الرئيس الجديد.. ومخاوف بين المصريين حول علاقته بالجماعة فى المرحلة المقبلة

ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تحت عنوان "التحديات تتزايد على الرئيس الجديد" أن خطاب محمد مرسى الأول للأمة، عكس مدى اختلاف وتغير الدور الذى يلعبه مرشح الإخوان المسلمين، فرغم أن أنصاره طيلة الأحد بإسقاط حكم العسكر، إلا أن مرسى أشاد بالمجلس وأكد أنه ينظر إليهم "بحب فى قلبى لا يعلمه إلا الله".

ومضت الصحيفة الأمريكية تقول إن ملاحظات مرسى خلال خطابه عكست كيف تحول من ممثل لجماعة إسلامية محظورة، إلى قائد دولة، يمكنه التفاوض باسم الشعب مع جنرالات المجلس العسكرى الحاكم فى مصر، الذين تسلموا السلطة فى أعقاب تنحى الرئيس السابق حسنى مبارك فى فبراير 2011.

وأضافت الصحيفة أن مرسى قد تكون لديه فرصة تاريخية، باعتباره أول رئيس يصل إلى كرسى السلطة فى مصر من خلال انتخابات حرة ونزيهة، إلا أنه فى نفس الوقت يواجه العديد من التحديات، ولعل أهمها الصراع المتوقع بينه وبين القادة العسكريين للبلاد والذين سعوا إلى الاحتفاظ بسلطاتهم من خلال إصدار الإعلان الدستورى المكمل والذى يقلص كثيرا من صلاحيات رئيس الدولة لصالح المؤسسة العسكرية فى مصر.

وأوضحت أن التحدى الآخر الذى يواجه مرسى هو الشكوك التى يتبناها قطاع كبير من المصريين، والتى دفعت ما يقرب من نصف المشاركين فى العملية الانتخابية للتصويت لمنافسه الفريق أحمد شفيق، بالإضافة ملايين من المصريين الذين قاطعوا جولة الإعادة ولم يصوتوا خلالها.

وتابعت "نيويورك تايمز" أن الرئيس الجديد للبلاد ينبغى أن يقنع المصريين بأن الأولوية لديه لن تكن للمصالح الضيقة لجماعة الإخوان المسلمين، موضحة أن لابد من احتواء مخاوف البعض حول نيته ربط مفهوم المواطنة بشكل كبير بالإسلام.

وأضافت أن محمد مرسى قد حاول إبان حملته الانتخابية أن يظهر نفسه بصورة المتمسك بالمبادئ الدينية تارة، وبصورة المرشح المعتدل لمغازلة التيار الليبرالى تارة أخرى، إلا أن سمعته دائما ما تشير إلى تشدده الدينى، موضحة أنه لم يفعل الكثير إبان حملته الانتخابية لإزالة تلك الصورة.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية أن الاختبار الأول الذى سوف يواجهه مرسى بعد تمكنه من الوصول إلى مقعد الرئيس فى مصر، خاصة فى ظل إصرار الجماعة على إعادة البرلمان الذى تم حله بقرار من المحكمة الدستورية العليا، موضحة أن مرسى قد تعهد بحلف اليمين أمام البرلمان المنحل، وهو ما يخالف الإعلان الدستورى الذى أصدره المجلس العسكرى والذى يقضى بحلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا.

وأضافت الصحيفة أن مرسى سوف يواجه تحديا آخر، بغض النظر عن المشكلات الاقتصادية التى قد تعيشها مصر خلال المرحلة المقبلة، يتمثل فى كيفية التعامل مع الأحزاب الأخرى التى أعلنت رفضها الكامل للتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، بالإضافة إلى كيفية التعامل مع النظام البيروقراطى الذى أرساه نظام الرئيس السابق حسنى مبارك.

من ناحية أخرى تبدو علاقة مرسى بجماعة الإخوان المسلمين أحد المعضلات التى تثير شكوكا فى الشارع المصرى، بحسب ما ذكرت الصحيفة. وأوضحت أنه بالرغم من إقدام مرسى على تقديم استقالته من الجماعة أمس الأحد، إلا أن قطاعا كبيرا من المصريين يدركون أن علاقته بالجماعة والتى تمتد لسنوات طويلة سوف تستمر خلال المرحلة المقبلة.

وأضافت الصحيفة الأمريكية أن مرسى لم يتخذ أى قرار خلال حملته الانتخابية دون مباركة مجلس شورى جماعة الإخوان، والتى يحظى فيه خيرت الشاطر بنفوذ كبير.

وهنا توقع شادى حامد – الباحث بمركز بروكنجز بالدوحة – أن الشاطر قد يكون رجل مرسى خلال المرحلة المقبلة، خاصة إذا ما أقدم الأول على الابتعاد عن الجماعة، إلا أنه أكد فى الوقت نفسه أن خلافا قد ينشب بين مرسى والشاطر إن كان عاجلا أو أجلا، فى حين القيادى بالجماعة محمد حبيب قد شدد على ضرورة استقلالية الرئيس الجديد مؤكدا أنه لا يوجد خيار أخر فى هذا الصدد.


واشنطن بوست:
بعد فوز مرسى.. مصر نجت من السقوط فى الفوضى.. ومستقبل البلاد يعتمد على إيجاد أرض مشتركة بين الإخوان والعسكرى.. وعلى الولايات المتحدة أن تضغط على القادة لتسليم كل السلطة

تحت عنوان "مصر تتعثر إلى الأمام"، قالت افتتاحية صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مصر تمكنت من اتخاذ خطوة جديدة نحو الديمقراطية، ونجت بنفسها من السقوط إلى حافة الفوضى، لافتة إلى أن المجلس العسكرى تجنب هو الآخر أن يكون جزءا من صراع داخلى أو دولى بعدم محاولته التلاعب بنتيجة التصويت، ولأول مرة فى تاريخ مصر، انتخب الشعب الرئيس.

ورأت الصحيفة الأمريكية أن هذا التطور يمكنه أن يكون أساس للبناء أو مقدمة جديدة للمزيد من عدم الاستقرار فى أكبر دولة عربية من حيث عدد السكان، ويعتمد هذا على إمكانية كل من "العسكرى" والإسلاميين لإيجاد أرضية مشتركة والتوصل إلى تسوية مؤقتة ترتكز على مبادئ الديمقراطية.

ولسوء الحظ، لم يظهر أى من الطرفين الرغبة الكافية لفعل ذلك، على حد قول الافتتاحية، فالإخوان تعهدت بعد الثورة بعدم السعى وراء الأغلبية فى البرلمان، وعدم ترشيح أحد أعضائها للسباق الرئاسى، إلا أن حزب الحرية والعدالة أخلف هذين الوعدين، بل واستخدم وضعه القيادى فى البرلمان للهيمنة على اختيار لجنة لصياغة الدستور، مما تسبب فى فشل العملية برمتها.

أما المجلس العسكرى، فوصفته افتتاحية "واشنطن بوست" هو و"فلول" النظام السابق بأنهم "أكثر تدميرا"، مشيرة إلى أنه بعد الإطاحة بحكم الرئيس السابق، حسنى مبارك، فشل القادة العسكريون فى إعادة الأمن وحماية الأقليات مثل الأقباط، وإدارة الوضع الاقتصادى، بل وقمعوا الليبراليين العلمانيين، بما يشمل ذلك من منظمات غير حكومية تمولها الولايات المتحدة الأمريكية. ومع اقتراب موعد جولة الإعادة، أصدر المجلس قرارا يجرد الرئيس من سلطاته، بينما أمر عدد من القضاة عينوا فى ظل النظام السابق بحل البرلمان.

وخشى الكثير من المصريين أن يستأنف المجلس العسكرى انقلابه بمنح الرئاسة لأحمد شفيق، رغم الأدلة الواضحة بأنه خسر فى انتخابات 17 يونيو أمام مرسى. وعدم حدوث هذا السيناريو يعكس التوصل إلى تسوية خلف الكواليس بين الجانبين، وأغلب الظن ساهمت إدارة الرئيس الأمريكى، باراك أوباما بإيجابية من خلال حثها للمجلس باحترام نتائج الانتخابات والتلويح بورقة قطع المساعدات العسكرية.

ودعت "واشنطن بوست" الولايات المتحدة للضغط على المجلس العسكرى لتسليم السلطة كاملة لإدارة مرسى بحلول 30 يونيو الجارى، مثلما تعهدت أن تفعل، وأن يمتنع عن تقليص سلطات الرئيس، مشيرة إلى أن هيئة متنوعة ممثلة ينبغى أن تبدأ عملها على الفور لكتابة الدستور الذى يعزز من حكم الديمقراطية، بما يشمل ذلك من وجود سيطرة مدنية على المجلس، كما ينبغى أن ينعقد البرلمان الذى تم اختياره بنزاهة وحرية. ولأن يحدث هذا، سيتعين على الإخوان تقديم التنازلات للمجلس العسكرى، وأن تشكل تحالفات واسعة مع القوى المنادية بالديمقراطية، وتطمئن الأقباط والعلمانيين، وأن تضع جانبا معظم أجندتها الأيديولوجية.

واختتمت "واشنطن بوست" افتتاحيتها بالقول: "مصر لا يزال لديها فرصة لاستكمال التحول الديمقراطى، إلا أن هذا سيتطلب سلوكا سياسيا ناضجا من جميع الجهات، وتشجيع قوى من قبل الولايات المتحدة خاصة للقادة العسكريين سيساعد فى تحقيق ذلك".

كاتب أمريكى ينتقد الإدارة الأمريكية لتسامحها مع "العسكرى"

علق الكاتب جاكسون ديل – فى مقال له نشرته صحيفة واشنطن بوست – على التطورات التى تشهدها دول الربيع العربى فى هذه الآونة، متسائلا حول دور الإدارة الأمريكية الحالية فيما وصلت إليه المنطقة، موضحا أن الرئيس الأمريكى باراك أوباما كان أول من أشاد بالثورات العربية والتى بدأت فى تونس ومصر، معتبرا إياها فرصة تاريخية لتحقيق التغيير فى المنطقة، إلا أنه بالرغم من ذلك لم يتبنى مواقف حاسمة من تلك الثورات.

وأضاف الكاتب أن الربيع العربى قد تحول الآن إلى حالة من الفوضى، مشيرا إلى الحرب الأهلية التى تشهدها سوريا حاليا، وكذلك الصراع المتوقع على السلطة بين الإسلاميين الذى وصولوا إلى كرسى الرئاسة فى مصر والمؤسسة العسكرية التى مازالت تحتفظ ببعض السلطات، بالإضافة إلى العنف المتزايد الذى تشهده اليمن وليبيا والبحرين. وأضاف أنه بالرغم من أن تونس تبدو النموذج الوحيد الذى بدأ يتخذ طريقه نحو عهد جديد من الديمقراطية والتنمية، إلا أنه ليس واضحا مستوى التسامح الذى سوف تحظى به الحكومة التونسية الإسلامية الجديدة.

وهنا تساءل الكاتب الأمريكى عن الأخطاء التى ارتكبها الرئيس أوباما إبان تعامله مع ثورات الربيع العربى، موضحا أن هذا التساؤل سوف يجد أصداء مختلفة بين مختلف دول المنطقة وخارجها، خاصة وأن الولايات المتحدة كان لها تأثيرها الكبير فى هذا الصدد.

وأضاف ديل أنه لو نظرنا إلى مصر نجد أن كلا من الإسرائيليين والسعوديين ينتقدون الإدارة الأمريكية بعنف شديد نظرا لتخليها عن الرئيس المصرى السابق حسنى مبارك إبان الانتفاضة المصرية التى أطاحت به وبنظامه، خاصة وأن مبارك كان حليفا وفيا، موضحا أن الرئيس السابق كان صادقا عندما حذر القوى الغربية من تداعيات سقوط نظامه والذى قد يأتى بالإسلاميين المناوئين للغرب.

أما على الجانب الآخر فنجد أن أنصار الديمقراطية فى مصر يرون أن أوباما قد أخطا عندما فشل فى الوقوف أمام المجلس العسكرى الحاكم فى مصر والذى تولى مقاليد الأمور بعد تنحى الرئيس السابق، خاصة عندما بدأ القادة العسكريون للبلاد يعيدون إحياء النظام المصرى القديم الذى أسقطته الثورة.

وأضاف أنه بالرغم من السلوك السياسى الذى انتهجته المؤسسة العسكرية إبان إدارتها للمرحلة الانتقالية، إلا أن الولايات المتحدة أصرت على إرسال المساعدات العسكرية لمصر.

وأبرز الكاتب الأمريكى ما أكده له الناشط الحقوقى بهى الدين حسن والذى أكد أن الرسالة الضمنية التى يمكن استخلاصها من الموقف الأمريكى من الوضع السياسى الذى شهدته مصر خلال الأشهر الماضية، موضحا أن الثوار المصريين كانوا يدركون أن الولايات المتحدة قد ركزت اهتمامها فقط على أولئك الذين كانوا فى السلطة، اعتقادا منها أنهم سوف يظلون فى أماكنهم.

وأضاف الكاتب أن جدلا آخر يثور حول الموقف الأمريكى من الوضع الذى تشهده سوريا حاليا، موضحا أن السعوديين يحملون الإدارة الأمريكية مسئولية المجازر التى تتم حاليا على يد بشار الأسد ونظامه، خاصة فى ظل تزايد الاحتمالات حول قيام حرب طائفية قد تطيح بالمنطقة ككل، فى حين أن المسئولين الروس يرون أن أوباما يقدم السلاح لدعم المعارضة السورية، خاصة وأن يسعى لتغيير النظام فى سوريا دون أن يدرك تداعيات سقوط النظام الحالى.

وأوضح جاكسون أنه لو نظرنا إلى تلك الانتقادات المتباينة للمواقف الأمريكية من ثورات الربيع العربى، نجد أن الخطأ الأكبر الذى ارتكبته الإدارة الأمريكية يتمثل فى أنها كانت مترددة وليست حاسمة، وهو ما يعد سببا رئيسيا فى فقدان الولايات المتحدة لنفوذها فى العديد من دول المنطقة.

وأضاف أن موقف الإدارة الأمريكية يبدو متعارضا مع السياسات التى تتبناها المؤسسة العسكرية فى مصر والتى تهدف إلى السيطرة على السلطة، رغم أنه فى نفس الوقت يعد متسامحا. وكذلك بالنسبة للأوضاع فى سوريا، نجد أن أوباما دائما ما يعرب عن إصراره على تنحى الأسد عن السلطة، إلا أنه فى ذات الوقت قد قبل مباردة الأمم المتحدة لإيجاد حل توافقى للأزمة السورية بين نظام الأسد الابن والمعارضة السورية.

ونهاية المقالة أكد جاكسون أن الخطأ الأكبر الذى سقط فيه أوباما وإدارته أثناء ثورات الربيع العربى، هو أنه قد فشل تماما فى استخدام المساعدات والتأثير الدبلوماسى والقوة العسكرية لبلاده لدعم التحول الديمقراطى، وإنهاء حقبة الديكتاتورية التى عاشتها دول المنطقة لعقود طويلة.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة