شعراء العامية يعلنون الحرب على صلاح السروى

الإثنين، 16 فبراير 2009 01:37 م
شعراء العامية يعلنون الحرب على صلاح السروى صلاح السروى: شاعر العامية طبال
كتب محمد البديوى

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
"شاعر العامية طبال" جملة قالها الدكتور الناقد صلاح السروى، كلمة لا يمكن السكوت عليها، هل بعد الشعراء العامية الكبار صلاح جاهين وفؤاد حداد وعبد الرحمن الأبنودى وأحمد فؤاد نجم، وغيرهم ممن تربى على شعرهم آلاف الشعراء فى مصر والعالم العربى وما زالت طبعات دواوين صلاح جاهين وفؤاد حداد تشهد بأن شعر العامية قادر على تقديم رؤيته الخاصة به، تطور شعر العامية، وتطورت معه نظرة شعراء العامية إلى فن الشعر، لكن كلمة الدكتور السروى "شعراء العامية طبالين، وميعرفوش يفرقوا بين الشعر والزجل" تستحق التوقف عندها.

أمين حداد: المفترض أن يكون رأى الناقد صلاح السروى موزوناً
المفترض أن يكون رأى الناقد الدكتور صلاح السروى موزونا، دون إطلاق أحكام عامة حسب رأى الشاعر أمين حداد الذى يستنكر صدور مثل هذا الرأى من السروى، ويرى وجود أزمة فى الشعر سببها عدم وجود حركة نقدية قادرة على الفرز، بالإضافة إلى حرية النشر التى سمحت لأى فرد أن ينشر ما يشاء باعتباره شعراً، وإن لم ينكر أن بعض شعراء العامية مازالوا متأثرين بالمدرسة الزجلية، وإن كانت هناك أصوات جديدة جيدة تستحق الالتفات إليها.

حداد يرى أن مهمة الناقد الحقيقية هى الفرز بمعنى إخراج الجيد والإشارة إلى الجميل، وليس الإشارة على الضعيف، وبالتالى مهمة السروى أن يشير لنا إلى الجميل، لا أن يطلق الاتهامات جزافاً دون مبرر، فإذا أراد أن ينتقد سمات معينة لدى بعض الشعراء فليزكر لنا أسماءهم، أما وصم شعراء العامية بأنهم "طبالين" فهذا لا يليق، وما أسهل الكلام العام.

حداد لا يعزل العامية عن الشعر بصفة عامة، ويقول "نقول يوجد شعراء يكتبون العامية، وشعراء يكتبون الفصحى، ولا نقول شعراء العامية، هم شعراء ضمن خريطة الشعر، والعامية أضافت إليه وأعطت مساحة أكبر للتعبير، العامية المصرية بنت من بنات الفصحى، ومعظم شعراء العامية الكبار كتبوا الفصحى أمثال فؤاد حداد وصلاح جاهين والأبنودى".

حسان: كلام السروى ينطبق على فئة معينة من الشعراء والتعميم لا يجوز
علمياً لا يجوز أن يعمم أحد هذا الرأى على الإطلاق على الشعر، حسب رأى الشاعر يسرى حسان الذى يقول "كلام السروى ينطبق على فئة معينة من الشعراء، ولكن لا ينسحب على المشهد الشعرى، أما إطلاق الأحكام جزافاً استناداً على مكانة نقدية أو درجة علمية، فـ"ده كلام فارغ"، ويجعلنى أتشكك فى ذائقة "السروى" وطريقة تلقيه للأفكار الجديدة.

حسان يرى أن قصيدة العامية قطعت خطوات واسعة منذ منصف الثمانينيات، وحققت تحولاً جذرياً فى الكتابة، خاصة على يد بعض شعراء قصيدة النثر، وعلى رأسهم الراحل مجدى الجابرى ومسعود شومان ومحمود الحلوانى وغيرهم، والمفترض أن السروى إذا كان متابعاً لحركة الشعر فى مصر، باعتباره ناقداً أن يرصد هذه التحولات التى أحدثها الشعراء ويعود إلى دواوينهم ليعرف أن قضايا الوجود والإنسانية هى أكثر ما يلح على هؤلاء الشعراء، ووقتها كان سيغير أفكاره عن شعر العامية.

جمال فتحى يلوم النقاد لأنهم يظلمون العامية
الشاعر جمال فتحى يرى أنه بعدما غادرت قصيدة النثر منطقة الشكوى والنقد اللاذع لا يجوز وصف العامية باعتبارها "زجل" فهذا ظلم كبير لشعراء العامية، ويرفض الحديث عن العامية بعيداً عن الشعر بصفة عامة، مؤكداً أن الفصحى والعامية استطاعا تطوير الشعر بشكل عام، وقطع شعر العامية خطوات موازية تماماً لقصيدة الفصحى على يد فؤاد حداد وصلاح جاهين وبعدهم الأبنودى وسيد حجاب وفؤاد قاعود، وتأثروا بتيارات الحداثة والنقد المختلفة، وحتى فى السبعينيات عندما استخدمت الفصحى "تفجير اللغة" ظهر نفس الاتجاه فى العامية على يد محمد كشيك وماجد يوسف وغيرهما.

"فتحى" يلوم النقاد لأنهم يظلمون العامية بعدم الاهتمام بالشعر عموما والعامية خصوصا، وهرولتهم إلى الرواية ويطبلون لها، ويتركون شعراء عامية أصحاب مواهب حقيقية خاصة فى الجيل الجديد مثل سالم الشهبانى ومصطفى الحسينى وغيرهما، ويكتبون عن أنصاف مواهب روائية.

الشهبانى: الجيل الجديد من شعراء العامية لا يقعون فى شرك لهجات الغير
الشاعر سالم الشهبانى يرى أن الجيل الجديد والشعراء الشباب حالياً بدأوا يخرجون من ثوب الآخرين، وصار لديهم ثوبهم الخاص بما يقول لنا إن هناك جيلاً جديداً يتشكل فى شعر العامية، وإذا كان النقاد "مش شايفينهم يبقى أزمة النقد مش الشعر".

الشهبانى يقدم نماذج لما يقول مثل محمد خير وعمر مصطفى كأصوات مختلفة لا تقع فى شرك لهجات أحد أو الانشغال بمسمى قصيدة النثر، ويرى أنه كان يسبقهم جيل آخر منه رجب الصاوى ومسعود شومان وغيرهما، وكانت العامية تسير فى اتجاهين الأول قصيدة النثر العامية ووقعوا فى إشكاليات قصيدة النثر بشكل عام، وبعضهم قدم مشروعه الخاص وبعضهم انتهى مبكراً، لأن العامية لم تكن تخلصت من تأثيرات الشعراء الكبار مثل الأبنودى، وكان الكثير من شعراء الجنوب الذين يأتون للقاهرة يسيرون على خطاهم.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة