سفير أذربيجان بالقاهرة: أرمينيا تشوه العملية السلمية بين البلدين وتضلل المجتمع الدولى

أكد شاهين عبد اللايف سفير أذربيجان بالقاهرة، أن حكومة بلاده ترى أن خطاب التحدى من جانب أرمينيا ضد أذربيجان غرضه الوحيد تشويه سمعة عملية التسوية للنزاع القائم بين البلدين، وتضليل المجتمع الدولى، وجذب انتباه الرأى العام بعيدا نحو المشاكل الداخلية شديدة الوطأة التى تواجهها أرمينيا.

وقال عبد اللايف فى بيان صحفى، إنه نتيجة لتلك السياسة، فإن منظمة الأمن والتعاون الأوروبية، ومجموعة مينسك اللتان تقودان عملية السلام بصورة رئيسية، قد فشلتا فى التوصل إلى أى نتيجة ملموسة لتسوية النزاع بين أذربيجان وأرمينيا من خلال التفاوض، مؤكدا على أنه "من الغريب أن ذلك البلد الذى يتحمل المسئولية الأساسية فى إشعال الحرب والقيام بالعدوان ضد أذربيجان، والذى يتسم بالتطهير العرقى على نطاق واسع وارتكاب العديد من الجرائم البشعة الأخرى خلال النزاع، والدعوة إلى الأيديولوجية العنصرية السافرة، تحاول إنكار ذنبها ومسئوليتها عن تلك الجرائم دون خجل أو حياء".

وأشار عبد اللايف إلى أن الركائز الشرعية والسياسية لتسوية النزاع تقوم على معايير وأسس القانون الدولى المنصوص عليها فى القرارات التى أصدرها مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، والتى تحمل أرقام: 822، 853، 574، و884، وأيضاً قرارات الجمعية العامة، وكذلك فى الوثائق المعنية وقرارات منظمة الأمن والتعاون الأوروبى، ومنظمة التعاون الإسلامى التى تضع أرمينيا فى موقع المعتدى، وغيرها من المنظمات الدولية، موضحا "أن كل هذه الوثائق تؤكد فى جملتها على أن الاحتلال باستخدام القوة يشكل انتهاكاً صارخاً لأراضى أذربيجان من قِبل أرمينيا لوحدة أراضى أذربيجان".

وقال عبد اللايف إنه بدلاً من محاولة التشكيك فى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وذلك من خلال تقديم الحجج غير المنطقية التى لا أساس لها من الصحة، والإشارة إلى تفسيرات مثيرة للجدل لأحد الأطراف الأخرى، ينبغى على الجانب الأرمينى قراءة النص الكامل لتلك القرارات، وبالتالى الشروط الواضحة المؤكدة مرة أخرى على سيادة ووحدة أراضى أذربيجان، وعلى المطالب المحددة التى لا لبس فيها بالانسحاب غير المشروط للقوات المحتلة من جميع الأراضى المحتلة لأذربيجان.

وأشار سفير أذربيجان بالقاهرة إلى أن حركة عدم الانحياز اتخدت موقفاً محدداً لا لبس فيه إزاء النزاع الأرمينى الأذربيجانى حول إقليم قاراباغ الجبلى، وقال إن الاجتماع الوزارى للمكتب التنسيقى لحركة عدم الانحياز، والذى استضافته مصر فى شرم الشيخ، فى الفترة من 9-10 مايو، أكد على مسئولية جمهورية أرمينيا باعتبارها طرفاً فى هذا النزاع، وذلك على الرغم من محاولات أرمينيا عبر العديد من الأعوام لإخفاء نفسها خلف نظام الدُمى المقام فى الأراضى المحتلة لأذربيجان، كما دعا إلى تسوية النزاع الأرمينى الأذربيجانى على أساس مبادئ القانون الدولى، وخاصة تلك المرتبطة باحترام سيادة ووحدة أراضى الدول وحصانة حدودها الدولية المعترف بها.

وقال عبد اللايف "إن الخطاب الهستيرى لوزير خارجية أرمينيا، ومحاولته التشكيك فى قرارات الوزراء الممثلين لمائة وعشرين دولة فى الاجتماع الذى شملهم، قد مثل انعكاساً لازدراء أرمينيا نحو إرادة المجتمع الدولى، ولم يدرك نالبانديان حتى أنه قد خالف المبادئ التى تتبناها حركة عدم الانحياز فى كونه عضوا بتحالف عسكرى، ويستضيف قاعدة عسكرية أجنبية على أراضيه".

وأشار سفير أذربيجان إلى أنه طبقاً لمفهوم تقرير المصير الذى تضمنه خطاب نالبانديان فى مؤتمر حركة عدم الانحياز، والبيان الذى أصدرته سفارة أرمينيا بالقاهرة، ينبغى الإشارة إلى أن أرمينيا قد استخدمت القوة العسكرية لاحتلال أراضى أذربيجان، وذلك لترسيخ وبناء كيان انفصالى عرقى تابع لها، والذى لا يمثل فى نهاية المطاف شيئاً سوى أنه نتاج للعدوان والتمييز العنصرى الذى مازال قائماً بفضل السياسة العسكرية والاقتصادية لأرمينيا، وبفضل غيرها من أنواع الدعم الآخر.

وأشار شاهين عبد اللايف إلى أن أرمينيا تتعمد بين الحين والآخر تتعمد الإشارة إلى العلاقات الأذربيجانية الإسرائيلية، وذلك فى محاولة منها لإضعاف العلاقات الأذربيجانية مع العالم العربى الإسلامى، وقال "أغفل السفير الأرمينى الذى جرى اعتماده أيضا فى إسرائيل من القاهرة، أن هناك أكثر من 1400 عام من التاريخ القديم الذى يربط بين العالم العربى وأذربيجان، والأكثر من ذلك فهناك التشاور والتنسيق الحميمين بين الدول العربية الإسلامية وأذربيجان، وخلافا لأرمينيا، فإن موقف أذربيجان الثابت الذى لا رجعة فيه من النزاع العربى الإسرائيلى فى الشرق الأوسط، يقيم عاليا من قِبل العالم العربى، وتمضى أذربيجان فى تصعيد نهجها هذا باعتبارها عضوا غير دائم العضوية فى مجلس الأمن للأمم المتحدة للدورة من 2012- 2013".