السفير مجتبى أمانى: لا نخشى السلفيين ونحاورهم ولدينا قنوات تواصل مستمرة معهم.. مبارك ترك الباب مغلقا بين القاهرة وطهران وننتظر استكمال المؤسسات المصرية لإعادة العلاقات وتطورها من جديد

السبت، 19 مايو 2012 11:28 ص
السفير مجتبى أمانى: لا نخشى السلفيين ونحاورهم ولدينا قنوات تواصل مستمرة معهم.. مبارك ترك الباب مغلقا بين القاهرة وطهران وننتظر استكمال المؤسسات المصرية لإعادة العلاقات وتطورها من جديد السفير مجتبى أمانى
حوار - يوسف أيوب - إسراء أحمد فؤاد - تصوير سامى وهيب

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يخف رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية بالقاهرة السفير مجتبى أمانى صدمته مما آلت إليه الثورة المصرية، فالثورة بالنسبة له وللإيرانيين كانت البوابة التى ستعبر منها العلاقات المصرية الإيرانية للأمام، لكن العلاقات وقفت عند المستوى الذى تركه نظام حسنى مبارك، وهو ما دفعه للقول بأن الثورة فى مصر تسير ببطء.

أمانى الذى كانت بلاده خلال الفترة الماضية موضعا لاتهامات عدة، سواء بدعم تيارات سياسية بعينها فى مصر، مرورا بمحاولة اغتيال سفير السعودية بالقاهرة السفير أحمد عبدالعزيز قطان، وليس انتهاء باتهامات متكررة بالتدخل فى الشأن الداخلى المصرى، حاول فى حواره مع «اليوم السابع» أن ينفى هذه الاتهامات عن بلاده، مستندا فى ذلك إلى عدم صدور أى اتهام رسمى ضد إيران أو مسؤولين إيرانيين.
وإلى نص الحوار..

> الكثير مستبشر وأنتم من بين من استبشروا بإعادة قوية للعلاقات المصرية الإيرانية على خلفية الثورة فى مصر لكن مع مرور الوقت وجدنا أن الأمور لم تتحرك.. كيف تفسر ذلك؟
- لا شىء تحرك فى أثناء شهور ما بعد الثورة والأمور كما كانت قبل الثورة، فمبارك ترك الباب مغلقا بيننا وبين مصر واستمر الوضع بعده، خاصة أن المصريين مشغولين بالموضوعات الداخلية، كما أن إعادة العلاقات مع إيران يحتاج لقرار من مؤسسات لها صلاحية لأخذ مثل هذا القرار، لهذا السبب أعتقد أنه بعد أن يتم استكمال المؤسسات المصرية ستعود العلاقات المصرية الإيرانية إلى الأفضل.

> لكنكم خلال الفترة الماضية دعوتم عدة وفود مصرية لزيارة إيران.. هل هذه الوفود فشلت فى تحقيق الهدف من ورائها؟
- الوفود ليس هدفها إعادة العلاقات بل كنا نحتاج لإعادة الترابط بين الشعبين بعد 3 عقود من المعلومات المغلوطة الموجودة بمصر عن إيران، ومنع نظام مبارك أى تواصل أثناء حكمه.

> هل ترى أن هذه الوفود حركت أو أعادت تصحيح الصورة؟
- نعم.. بشكل كبير أثرت على رؤية الطرفين، ولكن فى المقابل زادت محاولات تشويه صورتنا.

> أنتم تتحدثون عن استكمال المؤسسات فى مصر، ومن ضمن هذه المؤسسات البرلمان المصرى الذى توجد فيه معارضة لإعادة العلاقات خاصة من جانب السلفيين؟
- لا يوجد هناك أى معارضة لكن هناك تحليلات، ولم يصدر قرار رسمى من جانب مجلس الشعب لإعادة العلاقات أو معارضتها، لأن مجلس الشعب لا يرى أن هذا الموضوع من صلاحياته فالعلاقات بين بلدين لا تحتاج لقوانين يقرّها مجلس الشعب.

> هل لديكم مخاوف من صعود السلفيين فى مصر وتأثير ذلك على العلاقات؟
- أى قوة تصعد داخل البرلمان بإرادة الشعوب نحن نرحب بها، وإيران تعتبر بشكل عام أن وصول إرادة الشعوب إلى الحكم يفيدنا كثيرا، وأى دولة لها حكم ديكتاتورى نحن نخاف منه أكثر من غيرنا.

> كيف ترى التصعيد المستمر من جانب الجماعات الدينية فى مصر وخاصة السلفيين ضد إيران؟
- لا يوجد تصعيد، وما يحدث هو أن بعض الأشخاص عندهم نوع من الهواجس تجاه إيران، وهؤلاء لا قيمة لهم لأن هواجسهم لا تعبر إلا عن رأى شخصى، لكن كل المرشحين للرئاسة فى مصر على سبيل المثال لا يوجد واحد منهم يعارض العلاقات مع إيران.

> لكن صدر تصريح من بعض الأعضاء السلفيين أن من ضمن شروطهم لتأييد الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح ألا تعود العلاقات بين مصر وإيران.. ما تعليقك؟
- أنا لم أطلع على هذا التصريح، وأيا ما كان فإن هذه علاقة بين الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح مع الجماعات السلفية، لكن المؤكد لدينا أن تصريحات المرشحين للرئاسة تؤيد العلاقات المصرية الإيرانية.

> هل لديكم تفكير فى فتح حوار أو قنوات مع التيار الدينى فى مصر؟
- عندنا قنوات موجود بالفعل، ونحن نتحاور معهم بعد الثورة وقبلها، وبعد الثورة زاد الحوار بعد رفع الممنوعية داخل مصر
.
> هل تواصلتم مع مرشحى الرئاسة؟
- أنا تقريبا التقيت أغلبهم، لأن هناك كثيرا منهم غير معروفين، وكان سبب لقاءاتى بهم هو تبادل الرأى والاطلاع على تفكيرهم.

> هل كانت هناك رسائل محددة تواصلت معهم بشأنها؟
- لا فقط لمعرفة آرائهم وتبادل الرأى.

> لكن ألم يطرح أحد عليك بعض المطالب أو شروط لعودة العلاقات؟
- ليس هناك داع لطرح شروط لأنى لم أطلب منهم شيئا، وهم لم يطلبوا شيئا، المقابلات كانت لتبادل الرأى ولا نحتاج أن ندخل فى الشروط.

> من رأيته أكثر تطلعاً لإعادة العلاقات؟
- لن أتحدث فى هذا الأمر الآن، وإنما بعد الجولة الثانية سأقول.

> ما تعليقك على ما قاله المرشح عمرو موسى بأن إيران دولة عربية؟
- أعتقد أنها «سهو لسان»، والدخول فى هذه الموضوعات لعب أطفال، وأؤكد لكم أنه لا يوجد أى مسؤول إيرانى أخذ هذا التصريح على محمل الجد.

> أبوالفتوح قال نريد عودة العلاقات لكن بشرط ألا تنشر إيران التشيع فى مصر.. ما تعليقكم؟
- أنا لا أعتبره شرطا بل أعتبره ضمن إطار التنافس الانتخابى، الموضوع المهم هو إعادة العلاقات لا أن نضع شروطا.

> دائما ما ترددون فى إيران أن هناك محاولة لبعض القوى خارجية أو الإقليمية للعب على توتر العلاقات المصرية الإيرانية ما دليلكم على ذلك، وما تعليقكم على اتهام إيرانيين بمحاولة اغتيال سفير السعودية بالقاهرة؟
- السفير السعودى هو الذى كذب هذا الخبر وفى آخر حديثه ما سمعنا كلاما مفهوما، وطبعا هو ترك هذا الموضوع فى الهواء لأنه هو نفسه يعرف والأمن المصرى يعرف جيدا أن هذا الموضوع كاذب تماما، وتأكيد السفير السعودى على هذا الموضوع لا أعرف سببه، وربما يكون شاهد أفلاما بوليسية كثيرة، ولا يليق هذا الحديث بسفير السعودية.

> بعد الثورة تم إبعاد دبلوماسى إيران من القاهرة ثم صدرت تصريحات تتهم إيران بالتورط فى اغتيال سفير، ثم تصريحات بنشر التشيع واتهامات للسفارة بمحاولات التدخل فى الشؤون الداخلية.. هل وصلنا لمرحلة أن مكتب رعاية المصالح أصبح بؤرة تهدد الأمن القومى المصرى؟
- كل مرة يقولون هذه الموضوعات يقوم مصدر مسؤول أمنى بنفى الخبر، وأنا أقول لكم لا تجعلوا أنفسكم ادعاء فى هذه القضايا.

> عندما تصدر مثل هذه الاتهامات ضدكم تتواصلون مع المسؤولين المصريين؟
- قبل أن نبدأ نحن بالتواصل هم يقومون بتكذيب الخبر، فادعاء السفير السعودى نفاه مصدر أمنى، والغريب أنهم يكررون الادعاء وبعض الصحف المصرية لا تكتب نفى الخبر ويكتبون الادعاءات.

> هل أنت مؤمن بنظرية السعى دائما لتشويه صورة إيران فى مصر؟
- أنا أعتقد أن وزن إيران ومصر ثقيل، وإذا حدث تقارب بينهما فهذا يؤثر على المنطقة، وأنا أقولها صراحة إن معارضة استئناف العلاقات المصرية الإيرانية ليس فقط كرها لإيران بل كرها لمصر، لأنهم يعلمون جيدا أن التعاون بين مصر وإيران أو علاقات طبيعية بعيدا عن هذه الفتن سيؤثر على تثبيت قدرة مصر داخل المنطقة، هم يعرفون مدى أهمية هذا الموضوع وكل مرة يتهموننا بأشياء وقبل أن يعطوا مستندات لهذا الموضوع يتهمون بشىء آخر.

> هل يحدث لكم تضييقات أمنية كبعثة دبلوماسية؟
- لا يوجد أى تضيقات والأمور طبعا تقريبا مثل السابق، لكننا لا نركز على موضوع التضييقات.

> إذا لم تكن هناك تضييقات فلماذا تشتكون دائما من رفض مصر منح التأشيرات للإيرانيين؟
- العلاقات المصرية الإيرانية تركها مبارك ولم تتغير، وننتظر حتى يأتى أصحاب القرار والإرادة داخل الحكم المصرى ليستطيعوا أن يأخذوا قرارا.

> بعد الثورة كنت متفائلا أكثر، لكن اليوم الوضع مختلف، تقول الأمور لم تتحرك وننتظر اكتمال المؤسسات، هذه السنة أفقدتك الأمل فى أن تعود العلاقات لطبيعتها؟
- أولا مصر وإيران لا يمكن أن يتجاهلا الطرف الآخر ونشاطاتى هنا ونشاطات السفير المصرى فى طهران، تدل على أن هناك أهمية كبيرة للبلدين تحتاج طاقة أكثر، نعم كنت متفائلا، والكل كان متفائلا، والوفد الشعبى أيضا كان متفائلا جدا بعودة العلاقات، لكن طبيعة الثورة المصرية لا تتحرك بسرعة، على عكس الثورة الإسلامية فى إيران، فنحن فى السنة الأولى وضعنا الدستور وحدث استفتاء على الحكومة وجرت انتخابات رئاسية وبرلمانية، كما أسسنا العديد من المؤسسات الثورية «الشهيد، المظلومين».

أنا كنت متفائلا، ولم يكن أحد يفكر أن الانتخابات الرئاسية ستكون بعد سنة ونصف من الثورة.






















مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة