د.صفوت حسين يكتب: لعبة استطلاعات الرئاسة

الجمعة، 18 مايو 2012 11:08 ص
د.صفوت حسين يكتب: لعبة استطلاعات الرئاسة صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
انتشرت وتوالدت وتكاثرت استطلاعات الرأى التى انقطعت أنفاسنا من محاولة ملاحقتها والإمساك بها وبعيدا عن الاستطلاعات التى تجريها بعض المواقع الإلكترونية، والتى ليس لها قيمة علمية حيث إنها فى أفضل الأحوال تعبر عن رواد هذه المواقع فقط كما أنها تقتصر على مستخدمى الشبكة العنكبوتية فضلا عن سهولة التأثير على نتائجها من بعض الفرق الإلكترونية، وكذلك ما تجريه بعض برامج الفضائيات من استطلاعات رأى عشوائية لبعض المواطنين فإنه يجب التوقف عند استطلاعات الرأى التى تجريها بعض المراكز والمؤسسات التى تدعى الالتزام بالمعايير العلمية من خلال عينات ممثلة لفئات المجتمع من خلال باحثين متخصصين والحقيقة أن نتائج هذه الاستطلاعات لا تبعث على الثقة نظرا لتعارضها الشديد فيما بينها فضلا عن تعارضها مع اتجاهات الرأى العام الذى يلمسه الإنسان المصرى بوضوح على أرض الواقع، ولعل مقارنة نتائج هذه الاستطلاعات بنظيراتها فى الدول الأوربية وأمريكا تلقى بظلال من الشك على نتائجها ولعل استطلاعات الرأى فى الانتخابات الفرنسية الأخيرة توضح بجلاء مدى مصداقية استطلاعات الرأى هناك حيث جاءت نتائج الانتخابات مؤيدة لهذه الاستطلاعات بالرغم من أن نسبة الفارق بين هولا ند وساركوزى لم تتعد 2% فقط.

لا أريد التوقف عند المآخذ العلمية التى من الممكن أن تؤخذ على هذه الاستطلاعات ومدى التزامها بالمعايير العلمية، ومدى تمثيل العينة التى يجرى عليها البحث لفئات المجتمع المصرى وكفاءة وأمانة وحيادية القائمين عليها لكن المؤكد أن تجربة استطلاعات الرأى فى مصر المتعلقة بالنواحى السياسية تعتبر جديدة على المجتمع المصرى حيث لم تكن الظروف، ولا الأجواء فى مصر قبل ثورة 25 يناير تسمح بإجرائها بصورة حيادية ومعبرة عن الحقيقة، ولعل الكثير من الناس مازال يتذكر الاستطلاع الذى أجراه مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء قبل شهور من الثورة والذى أوضح أن غالبية الشعب المصرى تشعر بالرضا!!

إن خطورة هذه الاستطلاعات سواء التى تتخذ الشكل العلمى، أوالتى تجريها المواقع الإلكترونية وكذلك بعض الفضائيات وأيضا انطباعات بعض النخبة فى الفضائيات عن المرشحين الأوفر حظا للفوز- والتى ثبت عدم صحتها فى الانتخابات البرلمانية – أنها يمكن أن تؤثر بالسلب على خيارات بعض المواطنين الذين يجدون أنه من غير المجدى إعطاء صوتهم للمرشح المفضل لديهم لأن فرصه فى الفوز ضعيفة حسب استطلاعات الرأى وأن صوته سيذهب سدى بل إننا وجدنا بعض الجماعات والأحزاب تتخذ موقف الدعم من هذا المرشح أو ذاك بناء على هذه الشعبية المزعومة - بصرف النظر عن مدى صحة أن يكون تأييد أحد المرشحين نابعا من شعبيته حتى لو كانت حقيقية وليس لبرنامجه وفكره - لذلك يجب التنبه إلى خطورة هذه الاستطلاعات وأثرها السلبى والذى لا يمكن التعامل ببراءة مع الكثير منها.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة