سحر الصيدلى تكتب: يعنى إيه كلمة وطن؟

الأربعاء، 16 مايو 2012 08:47 ص
سحر الصيدلى تكتب: يعنى إيه كلمة وطن؟   علم مصر - صورة أرشيفية

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

تكور فى مقعده وانكب على أوراقه وقلمه فى يده وألصق وجهه بكتاباته وبات يقلب بقلمه يمنة ويسرى... وبين الفينة والأخرى يكتب كلمة ثم يتأملها ليكتب كلمة أخرى... لم يجد فحوى لكلماته فأخذ الورقة وكورها ثم رماها فى سلة المهملات.. ليبدأ الكتابة من جديد.. وخط بأعلى الصفحة كلمة وطن.. وتأملها طويلا.. ماذا تعنى هذه الكلمة؟؟؟؟ هل هى مجرد حروف أم معنى أم كلمات نكتبها فقط؟؟

ما أقسى حكمهم على هذه الكلمة ... هل أنا من اتهم بالصدود عنها ؟ أم أغلق قلبى دونها ؟ أم مات الأمل من كيانى فى ظلام الحق وإزهاق الباطل.. أم دفنت فيها أحلامى ولم أستثمر منها غير الألم والأحزان...

سألونى عنك كثيرا يا وطن وعن شرودى وعن بعاد أحرفى عن اسمك... تلعثمت كلماتى وألصقت حروفى بلسانى وحاولت أن أجمل اعترافاتى.. رغم ما كنت أعانى من حبك ومن هجرك وأنا الصامت بكل كيانى وأشعر بصدى صمتى الذى يتردد فى قلوب المحبين بألف سؤال وسؤال... ولم أشأ أن أجيبهم أن للوطن كيانا أكبر من ذاتى.. وحبا أغلى من حياتى.. وعاطفة تجيش بصدرى لن تخمدها كل كلماتى..

هل حروفى هى التى ستبرهن عن حبى لك يا أغلى القامات؟؟ صه لهم.. كل محتال قادر على أن يكتب أنعم الكلمات.. وأن يفتخر بحروف تملأها الادعاءات.. ولكن ليس كل واحد قادر على حب الوطن

فعندما تنجرح أو تتألم يكون حزنى أعمق من كل الكلمات وتكون دموعى أسبق من كل الآهات.. ما أقسى حكمكم على أيها المتشدقون بحب الوطن.. أين حروفكم الصادقة.. وأين دموعكم الحقيقية.. وأين رسالتكم التى تعترف بحبكم لهذا الوطن وأين أعمالكم الخالية من كل المصالح فقط روحكم تكون هى الثمن.... ما أبدعكم برسم الكلمات... وما أسرعكم بالانتقادات على من هم أعلى منكم قامة وعرفانا لهذا الوطن

الوطن يحتاج إلى صمت مع عمل لا إلى جعجعة أحجار فى بئر فارغ للصدى فقط.... أنا من أعمل بهذا الصمت.. لأنه يحتاج إلى عملى وجهدى وإخلاصى والتفانى من أجله فقط ...

نحن رجال المستقبل وأمل الغد الباسم فأنت يا وطن تعيش بين الحنايا وتستأثر بكل القلب .. منك تعلمنا الصبر والإيمان من الغد .. منك تعلمنا أن ننشره على كل الحيارى الذين يعيشون فى ظلمات الكهوف ولا يعرفون من معنى حبك غير بعض كلمات حفظوها دون أن يدرون معناها ثق بى يا غالى منك سأستمد العزة والكبرياء .. وسأحمل قلبا كبيرا مرسوم به اسمك.. لن أزيد على كلماتى.. كلمات... فأرجو أن يرضيك ما كتبت لأننى لن أسطر حروفا بعد الآن وإنما أفعالا دونها كل الكلمات....

مد يده إلى أوراقه يودعها بابتسامة ودية ودمعة خلف محجرة يحاول أن يكفكفها ثم ولى ظهره لمن لا يعرف معنى كلمة وطن.. ليبدأ بعمله الصامت من جديد...








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة