أول تقرير عن حسابات أمم أفريقيا 2006...

اليوم السابع ينشر تقرير المركزى للمحاسبات عن الفساد بالقومى للرياضة

الأحد، 01 فبراير 2009 11:42 ص
اليوم السابع ينشر تقرير المركزى للمحاسبات عن الفساد بالقومى للرياضة 40 مليون جنيه ضائعة بين اتحاد الكرة والمجلس القومى للرياضة
كتب محمود سعد الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أصدر الجهاز المركزى للمحاسبات تقريرا عن أداء المجلس القومى للرياضة واللجنة المنظمة لبطولة كاس الأمم الأفريقية فى الفترة من 20 يناير 2006 إلى 10 فبراير من نفس العام ،كشف عن مخالفات مالية وقانونية صارخة استدعت إرسال الجهاز 4 خطابات للمجلس القومى للرياضة على فترات متباعدة للاستعلام عنها، دون أن يصله أى رد.

التقرير اعتمد فى بدايته على ذكر المخالفات المالية الخاصة بتذاكر المباريات قبل وبعد وأثناء البطولة، حيث أفاد أن هناك تذاكر بقيمة 10 ملايين جنيه تم سحبها من مكاتب البريد قبل بداية البطولة بشهر والتصرف فيها عن طريق الباعة المحترفين، سواء حول مقر اتحاد الكرة بالجزيرة أو بعض الأكشاك التى أقيمت فى منطقة استاد القاهرة وشبابيك حول قاعة المؤتمرات، فلم يجد معدو التقرير أى ضوابط لإحكام عملية الرقابة على طريقة البيع. التقرير رصد وجود مرتجع لعدد 104 آلاف تذكرة تبلغ قيمتها 16.3 مليون جنيه خاصة بمباريات المنتخب المصرى، رغم الإقبال الجماهيرى منقطع النظير بحسب ـ الرصد الإعلامى للبطولة ـ ذلك الرصد هو ما جعل بعض الخبراء يشيرون إلى شبهة بيع تذاكر مجهولة الهوية.

أفاد التقرير أن اللجنة المنظمة خصصت 48 ألف دعوة بقيمة 2.516 مليون جنيه دون وجود أى كشوف لتوضيح طريقة توزيع تلك الدعوات أو الأسماء أو الهيئات التى كان لها حق الحصول عليها. الأمر نفسه تكرر فى نظام بيع التذاكر المجمعة فى المباريات التى لم يشارك فيها المنتخب المصرى، فثمن تلك التذاكر يقل عن ثمن التذاكر الخاصة بمباراة واحدة بما قيمته 987 ألف جنيه، وتكرر عدم وجود كشوف لتوزيعها مما أعاق لجنة الجرد عن تحديد الكميات التى تم طرحها للبيع.

بالأمر المباشر
كما كشف التقرير عن أن عمليات الاستقبال والضيافة والإقامة والإعاشة للفرق المشاركة والاتحاد الأفريقى والحكام والتى بلغت قيمتها نحو 10.5 مليون جنيه، تم إسنادها لإحدى الشركات عن طريق إجراء مناقصة محدودة دون إبداء سبب عدم طرحها فى مناقصة عامة، فضلاً عن أن المناقصة تم ترسيتها على الشركة بالأمر المباشر، مخالفة لأحكام القانون رقم 89 لسنة 1998 بشأن تنظيم المناقصات والمزايدات ولائحته التنفيذية.

الترسية بالأمر المباشر للشركة أوضحت أيضا أن الشركة قامت بتسكين بعض الفرق المشاركة بالبطولة بفنادق أخرى، خلافاً للفنادق التى تم الاتفاق والتعاقد عليها والتى تضمنتها كراسة الشروط والمواصفات، فضلا عن أن الشركة قدمت فواتير بمبلغ 171 ألف جنيه، على اعتبار أنها قيمة إقامة مرافقين للفرق المشاركة بالبطولة، على الرغم من الشركة أقرت بمجانية 16 غرفة بعدد 16 مندوبا للفرق المشاركة، كما جاء فى خطابها المرسل إلى اللجنة المنظمة للبطولة.

ورغم كل المخالفات لم تتخذ اللجنة المنظمة أى إجراء، وقامت بصرف وتسوية كامل مستحقات الشركة التى تبلغ نحو 10.5 مليون جنيه دون وجود ما يفيد إعداد تقارير متابعة يومية لأعمال الشركة بالمخالفة للشروط الواردة بكراسة الشروط والمواصفات.

تقرير المركزى أفاد أيضا بأن اللجنة المنظمة قد حملت الحساب البنكى مبلغ 86 ألف جنيه، سدادا لقيمة إيجار المخيمات ببعض الملاعب عن كامل مدة البطولة (20 يوماً)، على الرغم من أنه تم إقامة مباراة واحدة باستاد الإسكندرية وانتهاء المنافسات باستاد بورسعيد قبل نهاية البطولة بنحو أسبوع، فضلا عن صرف مبلغ 99 ألف جنيه قيمة توريد بطاقات تعارف لعدد 5500 فرد، على الرغم من أن عدد اللاعبين والإداريين والفنيين للفرق المشاركة يبلغ نحو 500 فرد، وأن عدد المتطوعين للعمل بالبطولة بمحافظات القاهرة والإسكندرية وبور سعيد يبلغ نحو 413 متطوعاً.

وركز التقرير على خلو جميع مستندات الصرف الخاصة بهذا المبلغ من أى بيانات عن كيفية تحديد عدد بطاقات التعارف والأفراد الصادر لهم تلك البطاقات ووظائفهم وعلاقتهم بالبطولة، كما أن اللجنة نفسها تأخرت فى توريد 351 ألف جنيه، وهى قيمة المتحصلات النقدية الخاصة ببيع التذاكر لمدد طويلة يصل بعضها إلى ما يزيد على ستة أشهر من تاريخ انتهاء البطولة فى فبراير 2006 دون تفسير.

التقرير لم يقف عند ذلك، بل أشار إلى أن اللجنة لم تحقق الرقابة الفعالة بشأن إيرادات المباريات، نتيجة لعدم الاستخدام الأمثل للبوابات الإلكترونية والتى تم تنفيذها بنحو 13 مليون جنيه لإحكام الرقابة على عملية دخول وخروج الجماهير ومنع تسرب أى جماهير لا تحمل تذاكر أو دعوات رسمية.

استعلم المركزى للمحاسبات عن كل المخالفات المالية التى أوردها بتقريره 4 مرات فى أغسطس وسبتمبر 2007 وفى مارس ونوفمبر 2008، لكن جاءت الأوراق الثمانية للجهاز المركزى خالية من أى رد أو تعقيب من المجلس القومى للرياضة.

فتش عن اللجنة المنظمة للبطولة
المخالفات سابقة الذكر أثارت دهشة وليد المليجى عضو لجنة الشباب بمجلس الشعب، والذى قال إن تلك المخالفات المالية تشير بأصابع الاتهام نحو اللجنة المنظمة للبطولة واتحاد كرة القدم والمجلس القومى للرياضة المسئول عن اختيار اللجنة ومتابعتها والإشراف على أعمالها، وكذا التسوية النهائية لحسابات البطولة وإعطاء اتحاد الكرة ما يخصه من أرباح البطولة، كما أكدوا فى المؤتمر الصحفى الذى أعلن فيه أن البطولة حققت مكاسب مالية، وأضاف المليجى أن ذلك التقرير فى حال ثبوت ما به من مخالفات، يعتبر واحدة من أكبر قضايا الفساد الرياضى، وهو ما أكده أيضا درويش مرعى أمين سر لجنة الشباب بمجلس الشعب، والذى أضاف أن التقرير ذكر العديد من التناقضات بين الإقبال الجماهيرى الشديد وبين 104 آلاف تذكرة تم إرجاعها، وأضاف مرعى أن الجلسة القادمة للجنة الشباب ستشهد مناقشات حامية وستسفر عن نتائج غير متوقعه.

ومن جانب آخر أكد على العسكرى مدير عام بالجهاز المركزى للمحاسبات، أن امتناع المجلس القومى للرياضة عن الرد على خطابات المركزى للمحاسبات بشأن المخالفات المالية فى بطولة الأمم الأفريقية لفترات متباعدة تصل إلى سنة ونصف السنة، يوضح عجز المجلس عن تقديم أى مبررات للمخالفات التى أوردها التقرير.








مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة