حكاية زوزو فى الأوتوبيس النهرى

الجمعة، 11 مايو 2012 12:45 ص
حكاية زوزو فى الأوتوبيس النهرى سعاد حسنى
كتبت دعاء حسام الدين

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
ارتبط الأتوبيس النهرى بأشهر ركابه زوزو"سعاد حسنى" التى فضلته كوسيلة مواصلات راقية للانتقال من وسط العاصمة إلى جامعة القاهرة عبر النيل، ومن وقتها ارتبطت الوسيلة بزوزو، ولم يرتبط بالركاب بالرغم من أنه وسيلة آمنة وسريعة وغير مكلفة أيضا، ولكنه يعامل حاليا معاملة الفاكس والتلكس والتلغراف التى انتهى دورها مع وجود وسائل التكنولوجيا الحديثة.

ثقافة الأتوبيس النهرى الحالية تتراوح ما بين الأجيال القديمة، وأغلبهم من الذين تعاملوا معه واستقلوه للذهاب لجامعتهم والتنقل من خلاله أيام فترات الخطوبة، وبدايات الزواج، أما الأجيال الجديدة فلم تتعامل مع الأتوبيس النهرى إلا من خلال الشاشة الصغيرة والأفلام العربية القديمة.

ولكن الأتوبيس النهرى حاليا، لم يعد هو نفسه الذى ذهبت من خلاله زوزو للجامعة، ولكنه أصبح وسيلة منهكة القوى لا تتحمل سوى نقل مجموعة من الركاب لمنطقة الجيزة "حديقة الحيوان" تحديدا، وأحيانا يلجأ إليه بعض الفئات التى تصنف من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة فباتت تذهب إليه للتنزه فى الأعياد والإجازات الرسمية من أجل الترفيه والحصول على قسط من نسمات هواء النيل العليل.

فبسبب عوامل التعرية والرطوبة والمياه، ظهرت ملامح الشيخوخة على عربات وماكينات الأتوبيس النهرى، وكذلك عدم إجراء الصيانة بشكل دورى أو الاهتمام بتغيير المحركات، إضافة إلى أن 70% من عربات الأسطول غير مستخدمة.
ويرجع مجموعة من العاملين بهيئة النقل النهرى تراجع الجمهور عن استخدام النيل فى الانتقال وهم عم أشرف وعم خالد ومحمد أحمد إلى تردى مستوى الأجهزة بالمرفق وعدم الصيانة والدعاية له، وعدم انتظام الأتوبيس إلا فى الأعياد والمناسبات.

وتأثر الحال كثيرا بعد الثورة فالمصريون ليس لديهم حاليا رفاهية التنزه والفسحة فهم مشغولون بالسياسة والانتخابات والغلاء والدروس الخصوصية والامتحانات.


ويروى العاملون أيضا أن خدمة الأتوبيس النهرى كان يوجد بها أكثر من خط، منها خط من شبرا للتحرير ومن التحرير للجيزة، وهذا فى حد ذاته كان يعمل على توفير الوقت والمجهود خاصة فى الزحام الذى نعيشه حاليا، حيث كان المشوار لا يتخطى 15 دقيقة.

وبدا التدهور فى حال الأتوبيس النهرى واضحا، فالركاب لم يتجاوز عددهم العشرين فردا، كل منهم يتجه للجيزة، إما للذهاب للتنزه لحديقة الحيوان أو لقضاء حاجة فى منطقة الجيزة.

من بين ركاب الأتوبيس محمود رمزى، الذى استقل الوسيلة هو وأسرته التى تتكون من طفلين وزوجته الذين استقلوا الأتوبيس من أجل التنزه والذهاب لحديقة الحيوان بأقل التكاليف، والتمتع بمظهر النيل الذى أصبح أى مكان يطل عليه يحتاج آلاف الجنيهات من أجل رؤيته ومشاهدته فقط، لهذا فهم يعتبرون الأتوبيس النهرى والمراكب الشراعية هما المنفذان الوحيدان لرؤية النيل والاستماع به.

وتمنى العاملون بالهيئة من مرشحى الرئاسة الاهتمام بالأتوبيس النهرى شأنه شأن كل وسائل المواصلات، مع تحسين مستوى المعيشة والأجور الخاصة بكل العاملين بالدولة وإقامة عدالة اجتماعية تكفل لهم حياة كريمة.
















مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
التعليقات 1

عدد الردود 0

بواسطة:

عدنان في الصين

الي

احنا عندنا نهر النيل نكسب منو دهب حرام عليكم

اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة