«برج مغيزل» قرية تحت حصار الأمن فى رشيد

الجمعة، 30 يناير 2009 01:37 ص
«برج مغيزل» قرية تحت حصار الأمن فى رشيد الصيد.. المهنة الرئيسية فى مغيزل - تصوير:ماهر إسكندر
كتب سيد محفوظ

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
◄اعتقال 500 صياد بتهمة تهريب الشباب عبر البحر.. والأهالى يتهمون أصحاب المراكب

200 كيلومتر فقط تفصل قرية «برج مغيزل» بمركز رشيد عن سواحل جنوب أوروبا .. 22 ساعة فقط تنقلك من حياة الفقر والبطالة إلى عالم الرفاهية والثراء.على مساحة 400 فدان يعيش أكثر من 150 ألف نسمة هم سكان برج مغيزل أشهر مناطق تهريب الشباب إلى أوروبا، ويبدو أن موقع برج مغيزل على ساحل البحر المتوسط هو قدرهم السيىء، خاصة بعد حملات الشرطة ضدهم واعتقال 500 فرد منهم، وهو ما جعل أهالى القرية يترقبون بحذر كل غريب يدخل قريتهم الصغيرة.

مع أول خطوة لنا فى برج مغيزل وجدنا التساؤلات فى عيون أهلها عن الزائرين الجدد وأسباب الزيارة، وهل يحاولون السفر أم إنهم من السماسرة؟
عم حسن الذى اعتزل مهنة الصيد منذ عام 2002 بعد 54 عاما قضاها فى البحر فى رعاية عائلته المكونة من 5 أفراد شرح لى معنى «تجارة الدم» ببرج مغيزل ولخصها فى أن أصحاب المراكب والمناديب القادمين من المحافظات الأخرى والعاملين بتجارة البشر «يقومون بتهريبهم إلى الخارج».

الهجرة غير الشرعية لها نوعان من الضحايا.. الأول «شباب المهاجرين» ومصيرهم إما الموت غرقا أو الاعتقال، أما النوع الثانى فهم «البحارة» الذين يعملون على المراكب ويتم اعتقالهم بتهمة التهريب.

لمعرفة دور أصحاب المراكب فى عمليات التهريب.. سألنا عم حسن فقال «أصحاب المراكب هم المسئولون عن تراخيص وتأشيرات خروج مراكبهم، بموجب تصاريح من جهات رسمية».

الدولة لم تحل المشكلة إلا بحملاتها الأمنية منذ ما يقارب العامين على القرية نتج عنها اعتقال ما يزيد على 500 شاب جميعهم وحسب محاضر الشرطة مشتركون فى المساعدة على الهجرة غير الشرعية، وهو ما دعا اهالى المعتقلين إلى تقديم 25 بلاغا للنائب العام للإفراج عنهم بعد صدور أحكام ببراءتهم جميعا من التهم المنسوبة إليهم .

«اليوم السابع» عاشت يوما كاملا مع زوجات وأهالى المعتقلين استقبلتنا والدة المعتقل أحمد شعبان البالغ من العمر 18 عاما وقالت بصوت متقطع «ماشفتش ابنى من 3 شهور وزيادة لأنى مش معايا فلوس أروح أزوره».

محمد المعتقل منذ عام ونصف كان يعمل صيادا على «مركب العمدة» وصاحبها يدعى أحمد محرز الدليل، وفى أول يوم عمل له على مركب العمدة الذى سافر إلى إيطاليا وتم اعتقاله وتم ترحيله إلى مصر، ليجد الشرطة فى انتظاره وقدمت التماسا للقاضى وتمت تبرئته، وفى نفس اليوم الذى صدر فيه الحكم القضائى جددت وزارة الداخلية اعتقاله مرة أخرى.

حسن عبدالقادر كان يعمل صيادا على مركب «الأميرة سامية» المملوكة لـ«محمد عبدالبصير عرفة» معتقل منذ 11 شهرا بسجن برج العرب أيضا بعد القبض عليه فى إيطاليا وظل هناك 4 شهور، وتحكى والدته أن حسن كان يعمل صيادا وليس صاحب مركب، وعاد مرحلا إلى مصر بعد 5 شهور من الاعتقال داخل السجون الإيطالية ثم إلى المعتقل فى برج العرب.

العديد من الأمهات والزوجات اتهمن «ع. ف. ن» صاحب مركب صيد بأنه واحد من بين العديد من أصحاب المراكب الذين يساعدون الشباب على الهجرة غير الشرعية، والذى قالت عنه زوجة فايز أبو الحسن 54 سنة المعتقل منذ 3 شهور، إنه أكبر مهرب للشباب وأقنع زوجى بالسفر بهم إلى إيطاليا، وعندما بلغ الشواطئ الإيطالية ألقى القبض عليه واعترف بأن هناك من أجبره على السفر بالشباب، وتم القبض على زوجى فقط وترحيله إلى مصر وصدر قرار اعتقال له فى برج العرب.

بيع المراكب للمسافرين واحد من بين أساليب يتبعها أصحاب المراكب فى تسفير الشباب وهو ما كشفت عنه الأمهات، هذا بالإضافة إلى عقود العمل المضروبة التى يتاجرون فيها لإيهام الشباب بالسفر والعمل فى الخارج، وعندما سألنا عن مصدرها قال الأهالى لا نعرف عنها شيئا.

قائمة طويلة من أصحاب المراكب المشهورين بتسفير الشباب للخارج منهم شاب لم يتجاوز من العمر 20 عاما والغريب أنه تقريبا شيخ الصيادين، ولا تستطيع أن تحدد مكان إقامته بالضبط، فهو يمتلك العديد من المنازل والمخابئ.

حيلة جديدة ابتدعها أصحاب المراكب للهروب من قضايا التسفير وهى تسجيل المراكب بأسماء زوجاتهم أو أخواتهم وهو ما حدث مع رقية أحمد الدليل التى سجل أخوها عقود المركب باسمها دون معرفتها وعندما طلبت منه جهات التحقيق الرخصة والعقد بعد إلقاء القبض عليه بتهمة تهريب الشباب اكتشفوا أن المركب مسجل باسم أخته، وتم إلقاء القبض عليها وهى معتقلة بسجن القناطر لنفس التهمة.

طرف أخير لا يغفله أهالى المعتقلين فى برج مغيزل وقد ذكروهم بالأسماء، وهما ضابطان فى مركزى شرطة رشيد ومطوبس، ويتهمهم الأهالى بتلفيق قضايا تهريب الشباب، حسبما قالت إيمان زوجة إكرامى أسعد أحد المعتقلين.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة